عاشت محافظة الغربية حالة من الحزن الشديد أمس في أكثر من مركز وقرية بالمحافظة عقب استشهاد خمسة من خيرة شبابها مجندين بقوات أمن الدقهلية سقطوا ضحايا الحادث الإرهابي الغادر بتفجير مبني مديرية أمن الدقهلية في الساعات الأولي من صباح الأمس. كان هناك ثلاثة شهداء من أبناء مركز المحلة الكبري هم: يوسف المجاوي عيسي "22" عاماً مجند بقوات الأمن بالدقهلية من أبناء عزبة الخزان التابعة لقرية سامول والشهيد أحمد صبحي حافظ حرحش مجند ومن أبناء قرية شبرا بابل ويوسف أبوالمعاطي محمد من أبناء قرية محلة القصبي. بالإضافة إلي الشهيد الرابع أحمد السيد بركات مجند من أبناء مدينة زفتي والشهيد الخامس محمد عبدالله عبدالجليل من قرية شوير مركز طنطا. تجمع الآلاف من أهالي مدينة المحلة الكبري ومركزها أمام مسجد عبدالحي خليل بميدان البندر بالمحلة انتظاراً لوصول جثامين الشهداء وهم يرددون هتافات ضد الإخوان قائلين: "الشعب يريد إعدام الإخوان". وقد وصلت جثامين الشهداء الثلاثة من أبناء مركز المحلة الكبري في ثلاث سيارات إسعاف يتقدمهم عربات الشرطة حيث تعالت هتافات الأهالي والمواطنين "الشعب يريد إعدام الإخوان" جاء وصول جثامين الشهداء مع أذان المغرب حيث أدي الأهالي صلاة الجنازة بمسجد عبدالحي خليل علي الشهداء الثلاثة وسط دعوات من إمام المسجد بأن يتقبلهم الله عنده شهداء ويكون مثواهم الجنة بعدها خرجت الجثامين من المسجد في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة انطلقت من ميدان البندر يتقدمها اللواء دكتور محمد نعيم محافظ الغربية واللواء أسامة بدير مدير أمن الغربية واللواء حسام خليفة حكمدار أمن المحلة وعدد كبير من القيادات الأمنية وآلاف الأهالي الذين ظلوا يرددون الهتافات ضد جماعة الإخوان الإرهابية حيث استمرت الجنازة العسكرية والشعبية حتي مقر ديوان عام رئاسة مركز ومدينة المحلة الكبري بعدها توجهت سيارات الإسعاف بالجثث الثلاث إلي قراهم في سامول وشبرا بابل ومحلة القصبي حيث كان أهالي القري الثلاثة في انتظارهم حيث خرجوا من قراهم عن بكرة أبيهم وتم تشييع الجثامين في جنازات مهيبة إلي مثواهم الأخير ودفنهم بمقابر عائلاتهم وسط حالة من السخط والغضب والذي وضح من هتافات الأهالي بالتوعد للإخوان وأنصارهم للقصاص لدماء أبنائهم الشهداء. في نفس الوقت توجهت سيارة الإسعاف التي تحمل جثمان الشهيد أحمد السعيد بركات "مجند" إلي مسقط رأسه بمدينته بزفتي حيث كان في استقبال الجثمان المئات من المواطنين الذين شاركوا في تشييع جنازته إلي مثواه الأخير وهم يتوعدون بالثأر من القتلي الإرهابيين مرتكبي الحادث الغادر. كما توجهت سيارة الإسعاف الخامسة التي تحمل جثمان الشهيد الخامس محمد عبدالله عبدالجليل مجند إلي مسقط رأسه بقرية شوبر مركز طنطا حيث كان أهالي القرية في استقباله وتشييع جثمانه بمقابر أسرته بالقرية وسط هتافات مدوية للمطالبة بالثأر من جماعة الإخوان الإرهابية والقصاص لدماء الشهداء بعد ان صب الجميع لعناتهم علي تصرفات الإخوان الحمقاء وطالبوا الدولة بأن يكون التعامل مع هؤلاء الإرهابيين أكثر حسماً وأكدوا بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام سقوط الضحايا الأبرياء كل يوم والتي زادت عن الحد وتخطت كافة الخطوط الحمراء. كشفت "المساء" خلال توجهها إلي عزبة الخزان بقري سامول التابعة لمركز المحلة الكبري وهي مقر إقامة الشهيد يوسف المجاوي عيسي وأسرته عن مأساة إنسانية حيث تبين ان الشهيد له خمسة أشقاء وشقيقة واحدة وهو ترتيبه الرابع بينهم وجميعهم من البسطاء كما ان والدته متوفاة منذ فترة قريبة ووالده كفيف بعد ان فقد بصره وأصبح لا يستطيع العمل وان نجله الشهيد كان يعوله ويساعده في أعمال الزراعة باليومية خلال نزوله في إجازات. والد الشهيد توجه فور علمه باستشهاد نجله إلي مقبرة العائلة والتي تقع وسط الحقول حيث قام بفتحها وجلس بجوارها يبكي بشدة في انتظار وصول جثة نجله لمواراته الثري وظل يردد حسبيپالله ونعم الوكيل وعليه العوض ومنهم لله اللي حرموني من نجلي. كما تبين ان الشهيد كان قد خطب إحدي فتيات القرية منذ فترة وكان يستعد للزفاف عقب انتهاء مدة خدمته بقوات الشرطة حيث كان متبقياً له عام واحد فقط. أشار محمد عبدالمنعم اليماني من أبناء القرية ويعمل وكيلاً بمعهد سامول الثانويپبأن ما أكل وشرب من خير قريتهم تسبب في قتل ابن بلدنا الشهيد ويقصد بذلك المرشد العام للإخوان بديع والذي عاش وتزوج وأنجب بقرية سامول قبل ان يرحل عنها منذ سنوات.