قال مسئولون عن الأمن القومي في الولاياتالمتحدة لرويترز إن أفراد من القوات الخاصة الأمريكية كلفوا بقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وإلقاء جثته في البحر حتي لا يصبح شهيداً. قال واحد من المسئولين "كانت عملية قتل". أضاف: "لو لوح بعلم أبيض من أجل الاستسلام كان سيؤخذ حياً. لكن الافتراض الخاص بالعملية لدي القوة الأمريكية كان أن بن لادن سيقاتل وهو ما فعله". قال المسئولون إن بن لادن "اشترك" في معركة بالأسلحة النارية بين الكوماندوز الأمريكيين وسكان القصر المحصن القريب من العاصمة الباكساتنية إسلام أباد والذي كان يختبئ فيه. لم يذكر المسئول تحديداً ما إذا كان بن لادن أطلق النار علي الأمريكيين لكنه أكد أن الفريق الأمريكي أطلق النار علي بن لادن في الرأس خلال العملية التي استغرقت 40 دقيقة. في أعقاب العملية كانت هناك جثث ثلاثة رجال آخرين وامرأة قال مسئولون أمريكيون أنهم استخدموا دورعاً بشرية لكن لم يسقط أي قتيل من الأمريكيين. ذكر مسئول رفيع المستوي في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الكوماندوس كانوا يعرفون أن بن لادن سيقتل علي الأرجح ولن يعتقل. قال المسئول في الإدارة الأمريكية "القوات الأمريكية لا تكون مطلقاً في وضع القتل إذا كان ثمة سبيل لقبول الاستسلام يتفق مع قواعد الاشتباك. ورغم ذلك أعتقد أنه كان ثمة إدراك واسع النطاق لأن الأمر يرجح أن ينتهي بالقتل". ذكر مسئولون مطلعون علي التفاصيل أن العملية نفذها فريق يضم زهاء 15 من أفراد القوات الخاصة معظمهم أو كلهم ينتمون إلي قوة الكوماندوس البحرية والبرية والجوية التابعة للقوات البحرية الأمريكية. وأشاروا إلي أن أفراد القوة متمركزون في أفغانستان. قال مسئول إن القوة ضمت متخصصين في الأدلة الجنائية كانت مهمتهم جمع أدلة تثبت أن بن لادن أوقع به في الغارة ومعلومات قد تساعد في تعقب أثر زعماء آخرين لتنظيم القاعدة أو احباط مؤامرات تنفذ حالياً. قال مسئولان أمريكيان إن الكوماندوس ألقوا بجثة بن لادن في البحر بعد بضع ساعات من مقتله الذي أعلنه أوباما في خطاب ألقاه في وقت متأخر بالبيت الأبيض. يقول مسئولون أمريكيون إن بن لادن دفن في البحر لئلا تصبح جثته رمزاً للتبجيل أو مصدر إلهام لمتشددين. قال أحد المسئولين "لا يريد أحد أن يصبح جثمانه مزاراً". يقول مسئولون أمريكيون إن المعلومات الرئيسية التي أدت في آخر المطاف إلي العثور علي بن لادن جاءت من استجواب متشددين احتجزتهم القوات الأمريكية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في نيويورك وواشنطن. أبلغ متشددون معتقلون بعضهم محتجز في السجن العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو في كوبا مسئولين في المخابرات عن "حامل رسائل" سمعوا أنه مقرب من بن لادن. كما ذكروا اسم اثنين من قادة عمليات تنظيم القاعدة معتقلين أحدهما خالد شيخ محمد الذي يعتقد علي نطاق واسع أنه العقل المدبر لهجمات سبتمبر. لم تكن المخابرات الأمريكية في بداية الأمر تعرف اسم ولا مكان حامل الرسائل. لكن مسئولين قالوا إن الأجهزة الأمريكية عرفت اسم ذلك الشخص قبل نحو أربع سنوات. تلقت المخابرات الأمريكية قبل عامين معلومات ذات مصداقية أشارت إلي أن حامل الرسائل وأخاه الذي يشتبه في أنه أيضاً من المتشددين كانا يعملان في مكان بالقرب من إسلام أباد. ثم نجحت الولاياتالمتحدة في أغسطس الماضي في تحديد مكان المجمع في أبوت أباد بدقة عندما أشارت معلومات إلي المكان الذي يعيش فيه الإخوان وعائلتاهما وأسرة أخري كبيرة. كان المجمع يقع في حي راق في آخر طريق ترابي غير بعيد عن واحدة من الأكاديميات العسكرية الرئيسية في باكستان. خلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلي أن المجمع بني بتجهيزات أمنية غير عادية منها أسوار عالية تعلوها أسلاك شائكة وأن سكانة يتخذون احتياطات أمنية غير عادية علي ما يبدو. وتوصلت المخابرات إلي ذلك بالتعاون مع الوكالة الوطنية لمعلومات الفضاء الجغرافي التي تولت تحليل صور التقطتها أقمار صناعية وطائرات للتجسس ووكالة الأمن الوطني التي تجري عمليات تنصت الكترونية. بحلول وقت سابق من العام الجاري أصبحت وكالة المخابرات المركزية علي "درجة عالية من الثقة" من أن هدفا "ذا قيمة عالية" ينتمي إلي تنظيم القاعدة موجود في مجمع أبوت أباد وأن ثمة احتمالاً قوياً أن يكون ذلك الهدف هو بن لادن. لكن مسئولا قال إن الوكالة لم تكن قط "واثقة مائة في المائة" من أن بن لادن هو الشخص الذي يختبئ في المجمع.