القرار الذي اتخذه د. سامي الشريف رئيس مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون بعودة المذيعة السابقة نجوي إبراهيم للعمل كمذيعة علي شاشة التليفزيون المصري قرار غير صائب.. لأسباب كثيرة أولها أن نجوي إبراهيم وزميلاتها قدمن منذ سنوات طويلة برامج كثيرة وأشبعن رغبات المشاهدين في ذلك فليس نجوي وحدها ولكن هناك مذيعات أخريات مثلها منها فريال صالح وفريدة الزمر ونجوي عزام وغيرهن وهناك من ابتعدن عن الشاشة منذ سنوات وقد كبرن في السن وليس ملائما أن يظهرن مرة أخري علي الشاشة.. وكأن مصر لا يوجد بها من تصلح لأن تكون مذيعة من بين خريجي الإعلام من الشباب. وكأن الثورة لم تحدث شيئا في ماسبيرو بل بهذا القرار سوف يرجع التليفزيون المصري عشرين سنة للوراء.. طالما ان خريجات الإعلام في مصر لا يعملن في تخصصهن.. وبدلا من أن نجري مسابقات للمتفوقات والكفاءات اللائي يصلحن للعمل في ماسبيرو.. نفكر في عودة المذيعات السابقات إلي الشاشة مرة أخري. لقد جاءت الثورة لتصحيح المسار في جميع مرافق الحياة وأولها الأجهزة الإعلامية التي هي لسان الشعب.. إلا أنه يبدو أن ريحة الثورة لم تذهب لمبني التليفزيون حتي الآن بدليل التخبط في القرارات والأفكار. كنت أتمني من د. سامي الشريف بحكم انه رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون ان يستعين ببعض الحلقات القديمة لهؤلاء المذيعات وعرضها علي القنوات التليفزيونية لتكريمهن ليس إلا.. نجده يفكر في عودتهن إلي الشاشة ولو فعل ذلك فسوف يجد انتقادات كثيرة.. لانه في هذه الحالة حكم علي شاشة التليفزيون المصري بمرض "الزهايمر والشيخوخة" بدلا من الحيوية والشباب وغيره.. وكيف يقبل هؤلاء المذيعات أمثال نجوي إبراهيم أن يظهرن علي الشاشة بعد العمر الطويل.. ولماذا لا يرفضن هذا القرار حفاظا علي تاريخهن الطويل.. نحن لسنا ضد هؤلاء المذيعات لكننا نخاف عليهن في زمن أصبح المشاهد ينتقد ويقول رأيه بكل حرية ودون خوف من أي رقيب.. حتي لو كان هذا الرقيب هو مبني ماسبيرو الذي أصبح مدخله الكبير جداً في هذا الأيام ساحة لعودة الحق لأصحابه وسيستمرون علي هذا الحال حتي ينصلح حال الشاشة والتليفزيون ولكن ليس علي أيدي رئيس الاتحاد الحالي.. لانه يبدو انه في طريق والعاملون في المبني في طريق آخر!