عجز شركات إنتاج ألبومات الكاسيت حتي الآن عن مواجهة ظاهرة قرصنة الأغنيات الجديدة علي الإنترنت بشكل حاسم أدي إلي محاولة بعض المطربين التكيف مع هذه القرصنة والتعامل معها كأمر واقع من خلال قيامهم بإنتاج أغنياتهم لأنفسهم وطرحها مباشرة إلي الإنترنت علي أن توضع لكل أغنية "تسعيرة معينة" تخصم من المستخدم فور تحميله لأي أغنية دون الحاجة لطرح الأغنيات الجديدة علي أسطوانات مدمجة CD أو شرائط كاسيت. لاقت هذه الفكرة هجوماً حاداً من المطربين لأنهم رأوا أنها لن تصنع لهم تاريخا فنيا علي المدي البعيد بينما لاقت استحساناً كبيراً من الملحنين والموزعين وصناع الموسيقي لأنهم اعتبروها طوق نجاة صناعة الموسيقي من القرصنة واتهموا المطربين بعدم الشعور بمعاناة المنتج. * تقول المطربة المغربية جنات: هذه الفكرة غير مطروحة علي أجندتي الفنية حتي الآن بالرغم من أنني لم أتعاقد بعد مع شركة إنتاج جديدة وذلك لأنني أفضل العمل بنظام الإنتاج التقليدي لأن هذا النظام يصنع اسماً للمطرب علي مر السنين بعدما يكون رصيده الفني مليئاً بالألبومات الغنائية الناجحة. أضافت: حينما قمت بطرح ألبومي الأخير منذ عام تقريباً قمنا بوضع أغنية "حب امتلاك" علي الإنترنت أولاً كنوع من الدعاية.. أما أن يتم وضع الألبوم بالكامل علي الإنترنت دون أن يصدر في ألبوم فهذا مستحيل طبعاً. اتفقت معها في الرأي الفنانة الشابة شذي التي قالت: هذه الفكرة غير قابلة للتطبيق بأي حال من الأحوال فاجتياح الفيروسات لأي موقع أمر وارد حدوثه في أي لحظة وسيؤدي إلي فقد كل المصنفات الفنية الموجودة علي الموقع فماذا سنفعل آنذاك إذا كانت الأغنيات مطروحة علي الإنترنت فقط؟! كما أن المطرب إذا استطاع أن يتحمل نفقات إنتاج أغنياته ماذا سيفعل إزاء الكليب الذي يتطلب إنتاجه بشكل لائق توافر ميزانية لا تقل عن "200" ألف جنيه. يتبني نفس وجهة النظر هذه المطرب الشاب خالد سليم الذي قال: خضت مؤخراً تجربة إنتاجي لأغنياتي بنفسي وأعلم حجم الخسارة التي يتكبدها المنتج بسبب القرصنة لكن لو تم تنزيل الأغنيات الجديدة علي الإنترنت مباشرة فإن ذلك لن يقلل من حجم الخسائر لأنه بمنتهي البساطة سيتم تحميل هذه الأغنيات من المواقع التي تخصم ثمنها ووضعها بالمجان علي المواقع المفتوحة لذلك يعتمد المطرب علي الحفلات اللايف لتعويض هذه الخسارة بالإضافة لتحويل الأغنيات إلي رنات. علي الجانب الآخر شن "حميد الشاعري" هجوماً علي المطربين الرافضين لهذا الحل وقال: هؤلاء المطربون لا يعرفون شيئاً عن معاناة المنتج الذي يخسر علي أقل تقدير "200" ألف دولار بسبب تسريب ألبوماته علي الإنترنت بعد نصف ساعة من طرحها بالأسواق.. المطربون يدهم في الماء البارد وعليهم أن يفهموا أن قرار تطبيق هذا الحل بيد المنتج وليس بيدهم. أضاف: أعتقد أن مشكلة قرصنة الأغنيات علي الإنترنت ستشهد انفراجة في عام "2011" لأن صناع الموسيقي بدأوا في إيجاد حلول تكنولوجية تتماشي مع العصر الحديث فأنا كنت أول مطرب يخصص لنفسه موقعاً علي الإنترنت يعرض لجمهوره إمكانية تحميل كل أغنياته مقابل 5 جنيهات شهرياً أي ما يساوي 200 جنيه في العام. يتفق معه في الرأي الموزع الموسيقي خالد نبيل الذي قال: علينا ألا نعول كثيراً علي القرارات التي سمعنا عنها والخاصة بإغلاق أي موقع يعرض مصنفا فنيا دون إذن أصحابه لأنه بمنتهي البساطة سيقوم القائمون علي الموقع الذي تم إغلاقه بإنشاء موقع جديد يعرض نفس المحتوي الفني وهذا الأمر لن يكلفهم الكثير. أضاف: طرح الأغنيات الجديدة علي الإنترنت مباشرة دون وضعها علي شرائط كاسيت أو أسطوانات فكرة قابلة للتنفيذ وسيتحمس لها الجمهور لأنها ستتيح لهم إمكانية تحميل الأغنية التي يحبونها ودفع ثمنها بدلاً من تحمل نفقات شراء ألبوم كامل.