شهدت الاحتفالات بعيدالعمال في ميدان التحرير هرجا ومرجا مما أدي إلي إلغاء الحفل الغنائي الذي كان مقرراً أن يحييه الفنان علي الحجار وفرقة "بساطة" وتقدمه الفنانة بسمة بعد اشتباك العديد من الشباب وأسر الشهداء مع منظمي الحفل بحجة ان الميدان مازال مخضبا بدماء الشهداء التي سالت علي أرضه وهتفوا مرددين "عاملين حفلة في الميدان ونسيتوا دم الشهداء". وكانت الفنانة بسمة قد صعدت فوق خشبة المسرح الرئيسي في تمام السادسة والنصف مساء أمس لتقديم أولي الفقرات الفنية للحفل.. لكنها فوجئت بشباب أسر الشهداء يطالبونها بالنزول وإلغاء الحفل.. كما طلبوا من منظمي الحفل تفكيك المسرح وباقي المعدات. وعندما رفضت بسمة طلبهم قائلة: "هنكمل بردو".. صعد الشباب إلي خشبة المسرح وقاموا باحتلاله.. وتراوح عددهم ما بين 40 إلي 50 شابا. كما وقعت اشتباكات لفظية بين المنتمين للتيار الإخواني واليساريين وتنافس كل طرف في توزيع المنشورات التي "تفضح" الطرف الآخر علي الجمهور.. كما رفع بعض المتظاهرين لافتات تندد بترشيح د. مصطفي الفقي رئيسا للجامعة العربية. كان الاحتفال قد بدأ بمحاكمة شعبية عقدها نشطاء قانونيون وسياسيون لعدد من رموز برنامج الخصخصة والقيادات العمالية بتهمة الفساد والإضرار بمصالح العمال.. وضمت قائمة المتهمين الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار الأسبق. والسيدة سوزان ثابت قرينة الرئيس السابق حسني مبارك. وعائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة السابقة. وحسين مجاور الرئيس السابق لاتحاد عمال مصر والسيد راشد الرئيس الأسبق للاتحاد العام لنقابات العمال في مصر بتهمة الفساد والإضرار بمصالح العمال. عقدت المحاكمة برئاسة محمد الدماطي مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين وعضوية المحامين عبدالعزيز العشري وطارق العوضي. فيما قام البرلماني السابق جمال زهران والرئيس السابق لحزب الغد إيهاب الخولي بدور ممثلي الادعاء والدفاع في القضية. قال محمد الدماطي ان الاتهامات الموجهة لهؤلاء المتهمين تضمنت التفريط في الأصول المملوكة للدولة وبيعها بأقل من ربع أسعارها الحقيقية وإهدار حقوق العمال في شركات عمر أفندي والغزل والنسيج وإيديال وغيرها من المؤسسات التي فرطت الدولة فيها لمستثمرين أساءوا معاملة العمال.. وأوضح ان هيئة المحكمة ستنعقد مرة أخري يوم الجمعة الموافق 20 مايو لسماع شهود الاثبات من العمال المشردين بسبب سياسات الخصخصة التي تبنتها حكومتا عاطف عبيد وأحمد نظيف. كما قررت أيضاً تأجيل النظر في قضية فساد القيادات العمالية السابقة لسماع الشهود بعد مرافعات دامت لأكثر من ساعتين حضرها قرابة 1500 شخص. طالب د. جمال زهران عضو البرلمان الشعبي" وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس بمحاكمة عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق ولقبه بالراعي الرسمي للخصخصة وأحمد نظيف رئيس الوزراء السابق موضحا انه تم في عهده بيع عمر أفندي ب 600 مليون جنيه فقط في حين انه يساوي 6 مليارات جنيه. وأيضاً حسين مجاور الذي فرط كثيرا في حقوق العمال وعائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة السابقة بعد فضيحة الفيديو الذي انتشر لها مؤخرا وهي تقبل يد سوزان مبارك كي تستمر كوزيرة في حين انها لم تحصل إلا علي الاعدادية!!! و أكد د. جمال زهران "ان المحاكمات الشعبية لرموز الفساد هي أفضل طريقة في الوقت الحالي للإسراع في إجراءات محاكمة المسئولين السابقين. حرص عدد كبير من عمال النقابات المهنية المختلفة في كل محافظات الجمهورية علي الحضور إلي ميدان التحرير للاعلان عن مطالبهم. ومن أبرزها رغبة العاملين في النقابة العامة للعلوم الصحية بإسقاط الاتحاد العام وإلغاء قانون تجريم الاعتصامات وتطوير المعاهد الصحية وتحويلها إلي كليات علوم صحية.. كما طالب الاتحاد المصري للنقابات المستقلة بمحاكمة قيادات اتحاد العمال الحكومي وتثبيت العمالة المؤقتة ووضع حد أدني للأجور 1200 جنيه. وطالب عمال شركة بتروجاس بوقف الفساد المالي والإداري الذي استشري بالشركة وإلغاء عقد كايروجاس الذي تسبب في أزمة البوتاجاز وزيادة أسعارها وعقد فرست جاز الذي تسبب في وجود بطالة مقنعة بالشركة. وكان من الملفت للنظر أيضاً استغلال بعض مرشحي الرئاسة المغمورين لهذا الاحتفال حيث رفعوا لافتات تأييد لهم .. كما قامت بعض الأحزاب بتوزيع منشورات علي العمال تؤكد تضامنهم معهم وتطلب دعمهم كالحزب الاشتراكي المصري وحزب العمال الديمقراطي وحزب التنمية والنهضة "تحت التأسيس" ولأول مرة منذ سنوات طويلة يظهر علي السطح علناً الحزب الشيوعي المصري. علي هامش الاحتفال * احتل الباعة الجائلون جنبات الميدان وتفننوا في بيع المنتجات التي تجذب الزبائن كقبعات مرسوم عليها علم مصر أو مدون عليها "عيد العمال 2011" ودبابيس بألوان علم مصر فضلاً علي حافظات الثورة والمأكولات والمشروبات. * تواجد عدد من محترفي الرسم علي الوجوه بالألوان وتهافتت عليهم الفتيات والأطفال لرسم العلم وكتابة شعارات وطنية لكن الغريب هو أن رجلاً في العقد الخامس من عمره رسم علي يديه علم مصر وكتب "محاكمة علنية". * حرص عدد كبير من المصورين الأجانب علي تغطية الاحتفال. وكانت مراسلة مجلة "Japanez magazine" تسأل الحضور عن ترجمة هتافات العمال. * حرص العمال علي رفع أعلام كل الدول العربية التي ثارت شعوبها علي حكامهم إلي جانب علم مصر.