لم يكن المؤتمر الدولي للاستراتيجيات المستقبلية لتطوير قطاع الطيران المدني والذي استمر لمدة ثلاثة ايام تحت رعاية الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء مجرد ملتقي لخبراء الطيران والابحاث فحسب بل كان بمثابة رسالة واضحة بأن الطيران المدني المصري بخير رغم كل الظروف التي تمر بها البلاد ويتخطي العقبات ويعد احدي قاطرات الاقتصاد المصري ويوفر المزيد من فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر. بات ذلك واضحا علي وجوه المتحدثين والأمل يطل في كلماتهم.. ذلك الامل الموثق بالارقام والمعلومات وقد أكد ذلك ما اعلنه المهندس عبد العزيز فاضل وزير الطيران المدني ابان فعاليات المؤتمر ان قطاع الطيران المدني يشارك في اقتصاد مصر بما يربو علي 15 مليار جنيه مصري. اي حوالي 2.1% من اجمالي الناتج المحلي لجمهورية مصر العربية مقسمة ب: 7,7 مليار جنيه من خلال شركات الطيران والمطارات والخدمات الأرضية و4,9 مليار جنيه من خلال موردي الخدمات لقطاع الطيران و2,3 مليار جنيه انفاق العاملين بقطاع الطيران المدني. هذا بالإضافة الي توفير عدد 197 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. كما أن القطاع يسدد ضرائب قدرها 3,5 مليار جنيه سنويا.. مع الأخذ في الاعتبار أن قطاع الطيران المصري لا يكلف موازنة الدولة اية أعباء مالية ويتم تمويل جميع مشروعاته وتنميته ذاتياً. واضاف الوزير: إن صناعة النقل الجوي تواجه عدة تحديات وعلينا كحكومات أن نتفهم هذه التحديات حتي لا تؤثر علي قدرات هذا النشاط الحيوي في النمو والتطور وبالتالي تؤثر سلباً علي معدلات التنمية والاستثمار لافتا الي ان من هذه التحديات هي قيام بعض الدول بإصدار تشريعات منفردة فيما يتعلق بقضايا هامة مثل منع الاحتكار وحقوق المسافرين وتجارة الإنبعاثات الكربونية. وهناك العديد من الدول تمارس ضغوطاً كبيرة علي شركات الطيران وتدخلها في الكثير من التعقيدات والنفقات بسبب تعدد هذه التشريعات. ومشيدا بجهود المنظمة الدولية للطيران المدني ¢أيكاو¢ والاتحاد الدولي للنقل الجوي ¢أياتا ¢ والاتحاد العربي للنقل الجوي ¢أكو¢ للمساعدة في إصدار تشريعات موحدة بسيطة تفيد عملاء شركات الطيران ولا تكبد هذه الشركات نفقات كبيرة غير ضرورية. واستطرد فاضل في كلمته خلال افتتاح المؤتمر قائلا : تحد آخر وهو تكدس الطرق الجوية فوق العديد من مناطق العالم وهنا لابد لنا أن نجد حلولاً فورية عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة وتغطية المسارات الملاحية بالأقمار الصناعية لضمان سلامة وأمان الطرق الجوية خاصة في قارتنا الإفريقية .. وهو ما نسعي إليه بالفعل في مصر من خلال مشروع وزارة الطيران الحالي والخاص بإطلاق منظومة أقمار صناعية تغطي الشرق الاوسط وإفريقيا. وكذلك الجهود التي تقوم بها الحكومة في مجال التعاون المدني العسكري لتعديل المسارات الجوية وجعل المجال الجوي المصري أكثر جذباً لشركات الطيران العالمية لما سوف يوفره من استهلاك للوقود وقصر زمن الرحلات وتقليل حجم الانبعاثات. تجارة الانبعاثات أضاف: كما أن قضايا البيئة هي أحد تحديات قطاع الطيران. فعلي الرغم من أن قطاع الطيران المدني العالمي لا يسبب أكثر من 2% من اجمالي الانبعاثات الكربونية علي كوكب الارض و جهود الشركات المصنعة للطائرات والمحركات لخفض هذه النسبة إلي النصف بحلول عام 2050 إلا أن شركات الطيران مطالبة بدفع تعويضات عن هذه النسبة الضئيلة للغاية.. مشيرا إلي مشروع الإتحاد الأوروبي الجديد لتجارة الانبعاثات والذي يجسد هذا التحدي بشكل كبير. قال إنه يتحتم علينا أن نتفهم أن تكبيل قطاع الطيران بالمزيد من القيود والنفقات سيؤثر حتماً علي مسار التنمية العالمي بشكل سلبي. ونحن في وزارة الطيران بمصر بدأنا بالفعل الأبحاث علي استخدام الوقود الحيوي. كما سنقوم في مطلع العام القادم بإنشاء أول مبني صديق للبيئة بمطار برج العرب بالاسكندرية. كما يتم التعاون مع الجانب الفرنسي ممثلا بالسفارة الفرنسية بالقاهرة لإجراء تجارب لاستخدام الطاقة الشمسية بالعديد من المطارات المصرية في المستقبل القريب. أمن الطيران وأضاف ان أمن الطيران يعد أيضاً من التحديات الملحة . ففي هذا العام فقط تنفق مطارات العالم علي بند واحد من بنود أمن الطيران وهو أجهزة الكشف الأمني بالمطارات حوالي 7 مليارات جنيه. ومع هذا فنحن نقدر تماماً أن تكلفة تأمين الطيران هي أقل بكثير من كلفة عدم التأمين. لذلك فنحن نطبق اعلي المعايير العالمية في تأمين البضائع والركاب ورؤيتنا للمستقبل تتيح لنا استخدام التقنيات الحديثة واجهزة الكشف ثلاثية الأبعاد مما يساهم في تعزيز اجراءاتنا الامنية. سعة المطارات وقال فاضل إن رؤيتنا لمستقبل الطيران في مصر تنبع من ثقتنا في قدرة مصر و المصريين وخاصة العاملين في مجال الطيران المدني علي رسم مستقبل أفضل لهذه الصناعة . وتلتزم هذه الرؤية بالمعايير و المقاييس الدولية فيما يتعلق بالسلامة و الأمن والبيئة . وتتلخص رؤيتنا في عدة نقاط اولها ان الشرق الأوسط و افريقيا من أعلي المناطق نمواً في حركة الركاب والبضائع. ونتوقع نمو الحركة الجوية بمصر من 27 مليون راكب في عام 2011 الي 55 مليون راكب في عام 2020 ولهذا فقد بدأنا من الآن مشروعات لزيادة سعة المطارات المصرية الرئيسية من 47 مليون مسافر في الوقت الحالي إلي 75,5 مليون عام 2020 ويأتي هذا بإضافة مبني جديد سعة 7.5 مليون راكب بمطار الغردقة ومبني جديد بسعة 10 ملايين راكب بشرم الشيخ ومبني جديد بسعة 4 ملايين راكب بمطار برج العرب . واعادة بناء مبني رقم 2 بمطار القاهرة بسعة 7.5 مليون راكب. ويتبع ذلك أيضا زيادة الاسطول المصري من الطائرات ومساعدة شركات القطاع الخاص علي الدخول بقوة لسوق الشركات المنخفضة التكاليف .و كذلك تنمية ومضاعفة قدرات الشحن عن طريق مشروع مدينة البضائع الجديدة علي مساحة 150 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تصل الي 350 ألف طن سنويا بحلول عام 2020 وتصل إلي 800 ألف طن بحلول عام 2025. مع تطبيق نظم الشحن الإلكتروني E-FRIEGHT. تحرير الأجواء وأضاف ان ثاني الرؤي تتمثل في عملية تحريرالأجواء باعتبارها عملية حتمية . شريطة أن يتم هذا التحرير بطريقة تدريجية ومنظمة ومتوازنة . بحيث تبدأ بالبلدان المصدرة للحركة مثل الدول الإفريقية خاصة وسط وشرق أفريقيا. وكذلك الاعتماد علي الاتفاقيات الثنائية لتحرير الأجواء مع بعض البلدان الأوربية المصدرة للحركة السياحية. بالإضافة إلي تحسين الخدمات المقدمة في أسواق الشرق الأوسط . ومن المتوقع أن تأتي هذه الخطوات بنتائج ايجابية في زيادة الحركة الجوية بمقدار 11 مليون راكب إضافي في العام. وفيما يتعلق بالملاحة الجوية وبالنظر إلي النمو المتوقع في الحركة . ونظم المراقبة الجوية المعمول بها حالياً . فإننا نري ضرورة تنفيذ سيناريو جديد علي المدي المتوسط والبعيد لتحديد شبكة مسارات للحركة الجوية أكثر مرونة وكفاءة . تسمح بتخفيض المسافة والوقت لرحلات الطيران ميكنة الملاحة .. إضافة لرؤيتنا حول الفضاء الجوي المصري من خلال تحسين التخطيط للعمليات في المراحل الاستراتيجية والتكتيكية. واستخدام نظم وادارة الملاحة الجوية المستقبلية CNS/ATM. واستخدام أكثر كثافة للمعلومات لتسهيل اتخاذ القرارات التشغيلية . وكذلك زيادة الكفاءة عن طريق استخدام أفضل للموارد البشرية. والتخفيف من ضغوط العمل علي المراقبين الجويين من خلال ميكنة العديد من المهام المرتبطة بنظم الملاحة الجوية. وأشار فاضل الي اننا نضع نصب أعيننا العنصر البشري للإرتقاء بجميع قطاعات الطيران المدني المصري عن طريق تنميط وتدقيق عمليات الاختيار وتكثيف التدريب ورسم مسارات الترقي وإعطاء الفرص للعناصر الواعدة للإبداع و إعداد الشباب إعداداً جيداً يؤهلهم لقيادة لقطاع الطيران المدني في المستقبل. وكذلك استخدام التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ومسايرة المبادرات الصادرة عن الأيكاو والأياتا فيما يتعلق بميكنة عمليات التشغيل والإجراءات . وتسهيل اجراءات السفر لتوفير الوقت والجهد وزيادة الفاعلية. واكد فاضل ان مصر في طريقها للاستقرار الحقيقي وسوف تصبح بقعة جاذبة للاستثمار العربي و العالمي بما يعود بالخير علي جميع المصريين. وستعود الحركة الجوية و السياحية بمعدلات أكثر اضطراداً عن ذي قبل. ومن جانبه . استعرض الدكتور أشرف زكي رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية وأمين عام المؤتمر الإتجاهات المستقبلية لتطوير المطارات والملاحة الجوية واحصائيات حركة السفر والطيران علي المستوي العالمي والشرق الأوسط وعدد المسافرين من المطارات المصرية مشروعات عملاقة أشار د.زكي إلي ان الفترة القادمة ستشهد مشروعات كبيرة واستثمارات متنوعة في المطارات المصرية ولعل ابرزها المشروع العملاق ¢ايربورت سيتي ¢مؤكدا اهتمام الدولة بامتلاك مطارات حديثة تضاهي المطارات العالمية خاصة في ظل تزايد حركة السفر ومواصلة الرحلات عبر مطار القاهرة. أكد د.زكي أن تنظيم هذا المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 300 شخصية يهدف في المقام الأول الي تنمية وتطوير منظومة صناعة النقل الجوي في كافة المجالات من خلال البحوث والافكار التي تم تقديمها ومراجعتها من خلال اللجنة العلمية الخاصة بالمؤتمر. والمختصة بمراجعة ودراسة تلك البحوث والأفكار واختيار أفضلها للاستفادة بها في تطوير قطاع الطيران المدني. قال الدكتور اشرف ذكي ان تلك الافكار والابحاث ترتكز علي عدة محاور رئيسية. من بينها التقنيات المستخدمة في إنشاء المطارات الحديثة . مناقشة كبري المشروعات الجارية والمستقبلية . التقدم في مجال الملاحة الجوية . تطوير منظومة الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات فيما يخص صناعة النقل الجوي وكذلك تنمية مهارات الموارد والكوادر البشرية بالقطاع ¢. عرض تقديمي وقدم الدكتور اشرف ذكي عرضاً تقديمياً قدم خلاله المكونات الرئيسية لصناعة الطيران المدني وارتباطها الوثيق بالتقدم التكنولوجي في المجالات المختلفة. ثم استعرض حجم حركة الطيران علي مستوي العالم وتدرجها خلال العشر سنوات السابقة .. ثم ركز العرض علي تطور حركة الطيران والشحن الجوي علي مستوي الشرق الأوسط والذي أوضح تأثر حجم حركة الطيران بالكساد العالمي الذي حدث عام 2008 وكذا الربيع العربي الذي بدأ عام 2011 كما تطرق العرض للأنظمة العالمية الحديثة في منظومة الملاحة الجوية . بعدها تحدث بتفصيل أكثر عن المطارات بجمهورية مصر العربية وخدمات الملاحة الجوية مشيرا إلي المشروعات الكبري الجارية حاليا لتطوير المطارات والملاحة الجوية وكذا النظرة المستقبلية لتحسين الخدمات المقدمة للركاب وزيادة الإيرادات للمطارات وإمكانية تقديم الخدمات الملاحية لبعض البلاد الأفريقية من القاهرة. واختتم العرض باستعراض الاتجاهات الرئيسية المنتظر تطبيقها في إطار تطوير المطارات وخدمات الركاب والملاحة الجوية مما يواكب التطور الحادث في العالم والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة . وبالأخص تحويل مطار القاهرة الجوي إلي مطار محوري للقارة الأفريقية وكذا تخطيط المدينة المطارية لمطار القاهرة الجوي. بينما تناول الدكتور محمود عصمت رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي الخطة المستقبلية لإدارة مطار القاهرة الدولي. شبكة الخطوط من ناحية أخري قام الطيار حسام كمال رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران بتقديم عرض توضيحي خلال المؤتمر تناول فيه موقف البيئة الاقتصادية العالمية والإقليمية والمحلية التي قامت في ضوئها مصر للطيران بوضع استراتيجياتها وخططها المستقبلية طويلة المدي والمزمع تنفيذها خلال الفترة من العام المالي 2014/ 2013 وحتي العام المالي 2025/2024 فيما يختص بتوسعة شبكة الخطوط وفتح اسواق جديدة وتحديث اسطولها الجوي ليصل الي 127 طائرة بحلول عام 2025 . المشروعات الاستثمارية الهامة والرئيسية والتي من بينها توسيع قاعدة الصيانة الخاصة بالشركة كمركز اقليمي لصيانة الطائرات . والتركيز علي السوق الأفريقي كأحد اهم الاسواق الرئيسية التي تعتزم الشركة التوسع فيها. وهو ما يخدم سياسة الدولة في زيادة حجم التعاون وتدعيم العلاقات مع الدول الافريقية. واختتم كمال كلمته بتوضيح القيمة المضافة التي تحققها مصر للطيران كأحد ركائز الاقتصاد القومي والتنمية المجتمعية. سلطة الطيران ألقي المهندس محمد ابراهيم شريف رئيس سلطة الطيران المدني المصري كلمة تناول فيها نبذة عن سلطة الطيران المدني منذ إنشائها والمهام المنوطة بها والتحديات الحالية والمستقبلية . ووضع برنامج الدولة للسلامة وتفعيل التشريعات المحلية في مجال الشحن الجوي بالتزامن مع البدء في تنفيذ برنامج الاياتا للشحن الآمن. التغلب علي التحديات المجتمعية التي قد تؤثر علي سلامة التشغيل للطائرات وخاصة أثناء مراحل الاقتراب والهبوط. ثم تبعه كلمة حسين دباس المدير الإقليمي للأياتا بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تناول فيها الخطط المستقبلية للاتحاد الدولي للنقل الجوي الأياتا في تفعيل العمل والتنسيق بين شركات الطيران الأعضاء بالاتحاد بما يعود بالنفع علي الجميع. في ظل تزايد التحديات التي تواجه صناعة الطيران في العالم وانخفاض هامش الربح. كما تحدث ¢مات ويكس¢ نائب رئيس شركة بوينج عن فاعلية التكنولوجيا الحديثة والمستخدمة في صناعة الطائرات الحديثة وكذلك خطط شركة بوينج المستقبلية في زيادة حجم مبيعاتها حول العالم . وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا كونها من أهم المناطق التي تنمو بسرعة ويولد بها شركات طيران جديدة . أعقبه عروض تقديمية قام بعرضها كل من الدكتور عصام حجي المستشار العلمي لرئاسة الجمهورية وممثلين عن شركة SETEC وشركة لوفتهانزا وشركة سيتا لخدمات المطارات. شركاء في السحاب قام الدكتور أشرف عبد الوهاب. مدير شئون شركة مايكروسوفت في مصر والشرق الأوسط. بتقديم عرض تقديمي بعنوان ¢ مايكروسوفت... شركاؤك في السحاب ¢ والذي يتناول الدور الحيوي الذي تقوم به شركة مايكروسوفت في خدمة صناعة النقل الجوي.