أغلق تجار بورسعيد الغاضبون شارعي محمد علي والثلاثيني أمام حركة السيارات.. الأمر الذي أصاب قلب المدينة بالشلل التام وحدث ارتباك شديد لحركة السيارات. الأمر الذي انعكس علي تلاميذ المدارس في تأخرهم عن ميعاد وصولهم لمنازلهم أكثر من ساعتين متواصلتين. طاف التجار في مظاهرة بالشوارع الرئيسية للمحافظة لعرض مطالبهم ورفضهم لما أطلقوا عليه حالة الموات التي تشهدها المدينة الحرة والتي أثرت سلباً علي الحالة الاقتصادية للآلاف من صغار التجار. احتشد التجار بشارع محمد علي وقاموا بتشغيل "دي جي" أغاني وطنية وصدحت بصوت الراحل محمد نوح يغني "مدد مدد شدي حيلك يا بلد". استجاب اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد لنداء التجار الذين طالبوه بالنزول إليهم. ورغم إرهاقه باجتماع المجلس التنفيذي نزل إليهم بشارع محمد علي والتف حوله التجار في محاولة لتهدئة الوضع المتأزم ودخل معهم إلي مسجد الحمامي للتشاور في الأزمة في محاولة لحلها. قال المحافظ: أنا لم أعين رجال الجمارك المرتشين منهم. وأنا لا أملك عصا سحرية وسأحقق مطالبكم جميعاً. لكني أناشد أهالي بورسعيد الشرفاء بمد أيديهم لمعاونتي كأبناء بلد واحدة لحين الانتهاء من بناء السور الذي سيحل 80% من قضية التهريب. مضيفاً أنه تم الانتهاء من نقاط تفتيش جديدة خارج بورسعيد من جهتي الغرب والمدينة ستعمل خلال أسبوع. كانت مسيرة لتجار بورسعيد قد انطلقت من مسجد مريم عقب صلاة ظهر أمس بشارع الثلاثيني حتي وصلت إلي شارعي التجاري والحميدي. وقام معظم أصحاب المحلات التجارية هناك بالتفاعل معهم والانضمام لهم. وطالبوا أثناء مسيرتهم بضرورة تفعيل قانون المنطقة الحرة وتوقيف الوارد وإغلاق منافذ التهريب والمدقات وتوفير فرص عمل حكومية لأبناء المحافظة. كما قام المتظاهرون الغاضبون بإغلاق شوارع أوجينا والثلاثيني ومحمد علي بشكل شبه كامل. وطالبوا محافظ بورسعيد اللواء سماح قنديل بسرعة تلبية مطالبهم والنظر فيها في أقرب وقت ممكن. تساءل العديد من تجار المدينة عن مبلغ ال 28 مليوناً التي خصصها وزير المالية أثناء وجود مجلس الشوري في 24 فبراير الماضي بالشيك الذي حصل عليه حمدي المزين مدير الجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة لبناء سور الحراسات علي بحيرة المنزلة لمنع ظاهرة التهريب. وإلي الآن لم يستكمل بناء السور. أكد التجار أن حل قضية بورسعيد الكبري "التهريب" هو حل أمني في المقام الأول. فحل إغلاق المدقات يضيع سدي إذا لم يكن للأمن نية التدخل لمنع مافيا التهريب من إهدار المليارات علي الدولة. إذ أن المهربون بباب "30" الجمركي يقومون بتحميل البضائع المستوردة "عيني عينك" من الحاويات إلي سيارات النقل. وللأسف الأمن "واقف يتفرج". كما أثاروا نقطة في غاية الخطورة مؤكدين أن نفس البلدوزر الخاص بالمحافظة الذي يقوم بإغلاق المدق الموجود بالقرب من الجبانة الجديدة بحي الزهور بباب رقم "2" الذي يصل إلي بعد نقطة كمين الجميل هو نفس البلدوزر الذي يقوم بفتحه لحساب المنتفعين من هذا المدق الذي يجلب لأصحابه الملايين من خروج الحاويات بطريقة غير شرعية منه!! كان تجار بورسعيد قد فاض بهم الكيل وطفح في ظل الأوضاع المتردية بسبب الكساد التجاري الذي ضرب المدينة في مقتل والذي يرجع تاريخه للحادثة الشهيرة لاغتيال المخلوع علي يد السيد أبوالعربي ومن يومها والمدينة الباسلة لم تر يوماً أبيضاً تراجع فيها كل شيء. كان رجال النظام البائد يتفننون في معاقبة شعب بورسعيد ليرضوا الحاكم الغاضب. حاربوا أبناءها في أرزاقهم بفتح الأبواب علي مصراعيها أمام المستوردين الكبار برسم الوارد لإغراق محافظات مصر بالسلع وفرض رسم إغراق علي البضائع الواردة بنظام المنطقة الحرة. وهي سابقة تعد الأولي من نوعها في نظام المناطق الحرة. مما يتسبب في القضاء علي بورسعيد نهائياً ويحرمها من الميزة التنافسية التي كانت تتميز بها عن باقي المحافظات كمنطقة حرة. استطاعوا إصدار القانون المشبوه رقم "5" لسنة 2002 الذي ظلم المنطقة الحرة. وكان المسمار الذي دقه أعوان الرئيس المخلوع في نعش المنطقة الحرة وشيعوا جنازتها أمام مرأي ومسمع من العالم. ولم يعد للمنطقة الحرة أي وجود. بالعكس وقف تجارها الصغار يتفرجون علي مدينة القنطرة وهي تعج ببضائعهم المستوردة التي أصبحت تمتلك ميزة تنافسية يحج إليها جميع تجار المحافظات لشراء البضائع المستوردة بأسعار أرخص من بورسعيد نفسها. الأمر الذي ثار من أجله التجار خاصة الصغار منهم الذين يكسبون قوت يومهم يوم بيومه عساهم أن تعود حركة التجارة لمدينتهم التي عرفها الجميع بالمنطقة الحرة رخيصة الثمن.