رحل الكاستن.. رحل النجم الخلوق "مسعد نور" بعد معاناة طويلة مع المرض الخبيث.. كان مسعد معبود جماهير بورسعيد لأنه لاعب أعطي كل حياته لناديه الذي أحبه وبادله أهل بورسعيد الحب.. وخرج جثمانه من ستاد بورسعيد الذي كان هو المنزل الثاني للنجم الراحل ومن نجومه الكبار المعدودين في تاريخ الكرة المصرية عامة والبورسعيدية خاصة. ومسعد كان يمتاز بالفنيات العالية وقبل ذلك بالأخلاقيات الممتازة والتواضع الجم من هذا المنطلق اكتسب حب الجميع لأنه لم يتعامل مع جماهيره بروح النجم المتعالي لكنه كان شخصا عاديا في سلوكياته مع أبناء المدينة الباسلة لهذا حزنت عليه بورسعيد حزنا شديدا يشهد علي ذلك جنازته. وأذكر مواقف عديدة تؤكد ما أقول من أخلاقيات الراحل العظيم وحبه لبورسعيد حبا بلا حدود ولأن نجاح النجم دائما ما يثير الغيرة في النفوس.. فقد تلقي النجم الراحل عدة صدمات من إدارات المصري المتعاقبة لأنه كان نجما في بلده. والحقد دائما يزداد مع الجماهيرية الطاغية للاعب.. ولا أدل علي أن مسعد كان معبود جماهير بورسعيد انهم أطلقوا عليه لقب.. الكاستن وعندما افتتح رفيق دربه أحمد مصطفي محلا لبيع الاسماك في بلديهما بورسعيد أطلق علي المحل اسم.. الكاستن.. وحتي عندما توسع أحمد مصطفي لاعب النادي المصري في تجارته وافتتح أكثر من محل آخر وفي القاهرة أيضا.. لأن اسم.. الكاستن عزيز علي الجميع. وعندما كان لاعبا ناشئا في نادي الزمالك أثناء هجرة أبناء المدينة الباسلة من بورسعيد.. كان مسعد وعائلته في القاهرة وانضم لاشبال الزمالك وظل يصعد السلم في بطولات الصاعدين حتي أصبح نجما كبيرا من أبناء الزمالك.. وعندما عاد البورسعيديون إلي مدينتهم والتي يعشقها مسعد حتي النخاع.. التقي بالكابتن محمد حسن حلمي رحمه الله وطلب منه الاستغناء ليلعب للنادي المصري الذي يمثل بورسعيد عشقه الأول. وأكبر فيه الكابتن حلمي هذا الموقف ودون أدني تردد أعطاه الاستغناء ليكون بعد ذلك واحدا من أعظم لاعبي النادي العريق وظل يمثله حتي اعتزل بعد أن مثل ناديه 14 عاما متتالية لعب في أكثر من مركز مثل رأس الحربة وكان هو الهداف الذي لا يشق له غبار.. واختير للمنتخب القومي.. وفي كأس الأمم بالاجوس سنة ..1980 كان هو النجم المتوج وسجل العديد من الأهداف المؤثرة. لكن. وكالعادة "ركنه" مدرب المنتخب في ذلك الوقت علي الرف بقية اللقاءات ليشرك محمود الخطيب نجم الأهلي بدلا منه.. فكان الخروج من البطولة نتيجة المجاملات الفجة.. واليوم.. وقد رحل.. كاستن بورسعيد.. العزاء لنا جميعا في فقد هذا الفنان الكروي القدير.. وعزاء لأسرته وابنه اسامة وكل أبناء بورسعيد الذين فقدوا وفقدنا معهم.. واحدا من أحسن اللاعبين فنا وخلقا.