عبر أهالي كفر الجمال بمركز الصف بالجيزة عن معاناتهم وحزنهم ل"المساء بعد أن غرقت منازلهم وأراضيهم بسبب انهيار جسر الصرف الصحي "مخر الأقواز" بترعة الصف بجملة مؤثرة قليلة الكلمات عميقة المعني حيث قالوا: قضينا اجازة عيد الأضحي المبارك في مياه المجاري وسط حالة من الذهول والحزن الشديد. هجر باقي الاهالي منازلهم خوفا من انهيارها علي رءوسهم.. ونقلوا ما تبقي من أغراضهم وذهبوا للإقامة مع أقاربهم في القري المجاورة حتي انتهاء المشكلة وعودة الحياة إلي طبيعتها من جديد. انتقلت "المساء" إلي كفر الجمال مركز الصف ورصدت الاوضاع علي الطبيعة.. وكان الحال لا يسر عدواً ولا حبيباً وتحولت الشوارع والمنازل إلي مستنقع لمياه الصرف الصحي تهب منه الرائحة الكريهة وتنتشر به الديدان والحشرات. رصدت كاميرا "المساء" غرق مئات الأفدنة والمحاصيل بالأراضي الزراعية. قال الأهالي ل"المساء" عشنا ساعات رعب خلال انهيار جسر الصرف الصحي و"بيوتنا انخربت" بعد أن أكل الغرق الأخضر واليابس وأتلفت جميع محتويات المنازل وغرق المحاصيل الزراعية بالكامل. أكدوا أن تعويضات محافظة الجيزة بصرف 2000 جنيه إعانة عاجلة للمتضررين هزيلة جدا ولا تتناسب مع حجم الخسائر الحقيقية.. مطالبين الحكومة ببناء المخر من الجانبين بعيدا عن الكتلة السكنية مع عمل فتحة واحدة فقط حتي لا تتكرر هذه الكارثة مرة أخري إضافة إلي توصيل المرافق كاملة إلي القرية حيث لا يوجد بها مياه شرب نظيفة والكهرباء ضعيفة والطرق غير صالحة للسير عليها ولا يوجد مستشفي أو وحدة صحية تخدم الأهالي ولا مدرسة أو معهد أزهري لتعليم القرآن ومحو الامية. كشف الأهالي السبب الحقيقي وراء كارثة انهيار الجسر.. فقالوا: إن تقاعس مسئولي وزارة الري في تطهير الترعة ادي إلي تراكم المياه وتجمعها في مكان واحد مما أدي إلي غرق المنازل والأراضي.. مشيرين إلي أنهم اتصلوا بمسئولي وزارة الري اكثر من مرة لتطهير "مخر السيل" إلا أنهم تجاهلونا. علي شعبان ومحمد شعبان من أهالي القرية ان الترعة لم يتم بها أي ترميم أو تطهير منذ 10 سنوات علي الرغم من قيامنا بتقديم العديد من الشكاوي لمسئولي الري والزراعة بالصف عن لجوء المزارعين إلي عمل فتحات في السور لري أراضيهم من المياه المتجمعة في الترعة ولكنهم تجاهلونا. محمود عواد ناظر بالأزهر الشريف يقول كادت تحدث كارثة تودي بحياة الأهالي جميعاً بعد أن سقطت أعمدة الإنارة لولا تدخل موظفي الكهرباء في الوقت المناسب وقاموا بفصل التيار الكهربائي عن القرية. كرم محروس وصبري سعد ومتولي أمين "مزارعون": ان التعويضات التي أقرها د. علي عبدالرحمن محافظ الجيزة للمتضررين هزيلة جداً ولا تتناسب مع حجم الخسائر الحقيقية للأهالي.. مؤكدين أن زراعة الفدان الواحد يتكلف أكثر من 20 ألف جنيه مصاريف الأسمدة والحبوب. عاشور عبدالمقصود فلاح خسرت كل شئ بسبب انهيار الجسر فالمنزل أتلفت محتوياته بالكامل من غسالة وتليفزيون وثلاجة وأثاث منزلي ومحصول الأرض ضاع وراح في "شبر ميه" علي حد قوله. طالب أحمد صلاح وسيد علي وأحمد رشدي عمال يومية الحكومة ببناء مساكن بديلة بعد أن تشبعت أساسات منازلهم بالمياه وأوشكت علي الانهيار وتحسين الاحوال المعيشية لأهالي القرية خاصة أن معظمهم عمال باليومية ومن الطبقة الفقيرة ويعيشون حياة غير آدمية بالإضافة إلي رصف الطرق وإنارتها بعد أن أصبحت مأوي للصوص وقطاعي الطرق.