اختلفت الآراء مؤخرا حول تقييم الدعاة سواء في القنوات الفضائية أو في المساجد ومدي أهليتهم لهذا الموقع المؤثر والخطير وخاصة في ظل الظروف التي يمر بها المجتمع حاليا. من هنا تأتي أهمية كتاب "تجديد الخطاب الديني والثقافة العلمية للدعاة" للدكتور عبدالعليم شرف الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر حيث استعرض دور الدعاة في إصلاح حال المجتمع وما هي المهارات العلمية والتكنولوجية التي يجب أن يتمتعوا بها حتي يؤدوا رسالتهم الدعوية علي أكمل وجه. يتناول الكتاب أربعة مباحث الأول عن الثقافة العلمية للدعاة وأهميتها ودور الإعلام العلمي في تثقيف الدعاة والتأصيل الإسلامي للثقافة العلمية والثاني عن الثقافة التكنولوجية وتجديد الخطاب الديني والثالث عن تجديد الخطاب الديني من منظور الثقافة العلمية ومقومات الداعية المجدد والرابع قضايا متنوعة يتناول فيها العلاقة بين الثقافة العلمية والتكنولوجية والمعتقدات الخاطئة حول تجديد الخطاب الديني ومكتبة المسجد ودورها في تثقيف الداعية. يقول د.شرف في مقدمة كتابه: يعد الدعاة من أفراد المجتمع الذين توكل إليهم مهمة تحمل رسالة الدعوة الإسلامية اقتداء برسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم - وتزداد أهمية هذه المهمة بتطور المجتمعات وتقدمها وكثرة المستجدات العلمية التي تثير قضايا علمية معاصرة تتطلب موقفا من الداعية نحوها في إطار أصول التشريع الإسلامي والعقلية العلمية التي من الواجب تمسكهم بها في ظل مبدأ عالمية الإسلام والدعوة الإسلامية واستيعابها فكرا ومنهجا لكافة القضايا والمستحدثات المعاصرة. وتمثل التطورات العلمية تحديا كبيرا من التحديات التي تعترض سبيل الإسلام لدخول القرن الحادي والعشرين وهذه التحديات ليست تحديات للإسلام كدين وإنما هي تحديات لافهام المسلمين فإذا ما ارتفعت هذه الأفهام إلي مستوي الأحداث وأدركت مقتضيات العصر فسيكون الإسلام من أشد أعوانها في التغلب علي كل هذه التحديات أما إذا قصرت همم المسلمين وأفهامهم عن استيعاب تطورات العصر ومتغيرات الحياة قاصرة عن فهم طبيعة التعاليم الإسلامية وغير مدركة لما تشتمل عليه من مرونة وهذه الأفهام السقيمة هي التي تجمد الإسلام وتريد أن تشده إلي تخلفها الفكري وتحجرها العقلي وجمودها الديني. وجه د.شرف رسالة للقائمين بمهمة الخطاب الديني أن يدركوا ان اكتسابهم للثقافة العلمية إنما هو تطوير في المحتوي الخطابي وأن اكتسابهم للمهارات التكنولوجية إنما يعد تطويرا في الوسيلة التي بها يعرض المحتوي الخطابي ويتم إعداده وفي كليهما مؤثر علي وجود الداعية العصري الذي لديه القدرة علي أن يلبس الخطاب الديني لباسا جديدا يواكب القضايا العصرية مبرزا لعالمية الإسلام واستيعاب لكل الأحداث في إطار الحفاظ علي الثوابت الدينية والقيم الأصلية التي قوامها الكتاب الكريم والسنة النبوية اللذان هما المادة الأساسية لنسيج الرداء والثياب الجديدة للخطاب الديني. يقع الكتاب في 134 صفحة من القطع المتوسط وصدر عن دار المعارف.