المايسترو فرحات نجح في إختيار الفقرات.. ومهارة العازفين والمنشدين نالت الإعجاب حفل فرقة الإنشاد الديني الذي اقامته دار الأوبرا علي مسرح الجمهورية وقاده المايسترو عمر فرحات حمل نسمات عيد الأضحي ونفحات هذه الأيام المباركة ولكن ايضا لم ينفصل عن الواقع بل كانت هناك لمحة وطنية لاقت تفاعلا من الجمهور.. فرقة الانشاد الديني أسسها الموسيقار الراحل عبدالحليم نويره عام 1972 وبدأت أولي حفلاتها بقيادته عام 1973 وكان الهدف من إنشائها هو الحفاظ علي التراث الغنائي الديني من الاندثار وتولي قيادة الفرقة بعد رحيل المايسترو عبدالحليم نويره كل من عبدالمنعم حريري ويسري قطر والمايسترو صلاح غباشي وأخيراً المايسترو عمر فرحات وقدمت الفرقة عروضها في جميع محافظات مصر تقريباً ولاقت نجاحاً كبيراً وأشتركت في اكثر من مهرجان دولي للإنشاد الديني منها مهرجان موسيقي الأديان لدول حوض البحر المتوسط بمرسيليا "فرنسا" ومهرجان الغناء والمديح بالمملكة المغربية بمدينة الرباط ومهرجان الموسيقي والإنشاد ببولندا وحققت نجاحاً باهرا كما لاقت استحسان الجمهور والنقاد.. الحفل جاء في فاصلين وتضمن 15 فقرة تتنوع بين الغناء الفردي والجماعي وبين الأغاني التي تدور عن الحج والمديح لرسول الله "صلي الله عليه وسلم" فكانت البداية مع النشيد الوطني "أسلمي يامصر" من ألحان صفر علي وتأكد منها أن مجموعة هذه الفرقة المنشدين من أقدر المجموعات علي الساحة في الغناء الجماعي وكان هذا واضحاً في هذا النشيد الوطني الذي كان خير افتتاح وايضا اتضح ذلك في الفقرة الثانية بالبرنامج والتي أدت فيها المجموعة اللحن الديني "سعينا يا إمام المرسلين" ألحان محمد إسماعيل.. أغان فردية بالرغم من تفوق المجموعة في الغناء إلا أن الأداء الفردي كان له نصيب الأسد ومعظم نجوم الفرقة شاركوا فيه حيث أدي محمد عبدالحميد لحن مرسي الحريري "يحن إلي أرض الحجاز" وأنشدنا عيد أبوالمجد "قف بالخشوع" وأدي تامر نجاح لحن عبدالعظيم محمد "يارب بالمصطفي" والثلاثة جاءت أصواتهم وطريقة أدائهم مناسبة للألحان أما المنشد المتميز طه حسين قدم لحن "قمر" الذي يعد من عيون التراث والذي تفوق هذا المنشد في تقديمه وأصبح من المتخصصين في غناء الأعمال التراثية والتي عن طريق صوته الجميل والذي يصل فيه للطبقات العالية بسهولة استطاع أن يشعل الصالة بالحماس والتصفيق ايضا هذا حدث مع المنشد حسام صقر الذي يجمع أدائه بين الأصالة والمعاصرة وله جمهور يأتي خصيصاً من أجله وقد أمتع الحاضرين بلحن "الزم الباب" من ألحان أحمد عبدالله وعقب هذه الفقرة ظهرت أمينة سمير وهي أحد العناصر النسائية التي أضيفت للفرقة وأدت قصيدة محمد ثروت والتي هي ايضا من ألحانه وعنوانها" المقبولة" والتي تعد من الألحان الحديثة بها توزيع موسيقي جيد وتوظيف للمجموعة وبها ايقاعات خليجية ورغم أن اللحن مصاغ علي صوت ثروت إلا أن أمنية أدته بشكل طيب وكان خير ختام للفاصل الأول.. الفاصل الثاني الفاصل الثاني غلبت عليه الألحان الحديثة حيث بدأ بلحن "أرسل الله إلينا" من ألحان الشيخ سيد موسي واداه أربعة من المنشدين "فارس وهيثم وإبراهيم وإيهاب" وهذا يعد أمر محمود ويعطي فرصة لينشد كل أعضاء الفرقة أما اللحن الثاني كان لحن فريد الأطرش عليك صلاة الله وأداه أشرف زيدان ومصطفي النجدي شداً بلحن عبدالعظيم عبدالحق "بشاير" وتوسط اللحنين ابتهالات من أداء محمد عبدالتواب تعد درة هذا الحفل والتي ينتظرها دائما الجمهور حيث أن هذا من انفرادات الفقرقة التي لا يؤديها غيرها بينما الأغاني نسمعها من فرق الموسيقي العربية خاصة الحديث منها.. في هذا الفاصل طل علينا مرة أخري الصوت النسائي فقدمت آيات فاروق لحن محمد عبدالوهاب ياعاشق ولحن السنباطي التي أشتهرت بأدائه وتتفوق فيه دائما "يارايحين للنبي الغالي" وكعادة الفرق كان الختام مع لحن سيد مكاوي الشهير أسماء الله الحسني.. ميزات واخيراً لا يفوتنا أن نذكر ملاحظتين ميزا هذا الحفل اولهما تفوق الفرقة الموسيقية والعزف بمهارة سواء العزف الجماعي أو المنفرد وثانيهما نجاح المايسترو في إختيار الفقرات وترتيبها وحسن إختيار الاصوات التي تتناسب مع الألحان ولهذا يستحق التحية علي هذا البرنامج وتنوعه في الشكل والمضمون كما يستحق التحية ايضا الفنان القدير أحمد عبدالله الذي اتضح دوره جليا في تحفيظ البرنامج لأعضاء الفرقة التي بإستثناء العناصر النسائية مازالت تسير علي نهج مؤسسها الراحل عبدالحليم نويرة وهذه أكبر ميزاتها.