ما يحدث في قنا الآن.. ليس أبدأ قضية خاصة بهذا الاقليم العزيز.. لكنه يشكل قضية عامة تنطبق علي كافة المحافظات بلا استثناء. الحل الأمثل في رأيي أن يكون للناس رأي في الاختيار وقناعة به.. مع الاستناد إلي عنصري الكفاءة والنزاهة. لم نعد نعيش عصر الألغاز حتي نظل نري تعيين شخص ما في منصب ما بطريقة فرض الأمر الواقع أو اقصاءه بلا أسباب منطقية أو حيثيات مقنعة. الأمور اصبحت تتجه الآن إلي الأفضل وان تخللتها هنات هنا أو هناك وأضحي رأي الناس ملزماً في الكثير من المواقف ونتمني أن يسود هذا الاسلوب. ولنا في طريقة اختيار د.عصام شرف رئيس الوزراء نفسه القدوة.. فقد اختاره شباب الثورة من ميدان التحرير.. وإذا كان الأمر كذلك في ثاني ارفع منصب في الدولة.. رئيس الحكومة.. فلماذا نغفله في باقي المناصب؟ *** وها هي "قنا" تضعنا علي المحك لنطبق بها نفس اسلوب اختيار عصام شرف بحيث يكون ذلك اسلوب حياة محترمة فعلاً. قنا مشتعلة منذ أسبوع.. الناس هناك لا يريدون المحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل. أياً كانت الأسباب التي دعتهم لذلك.. فلابد أن نحترم إرادة الغالبية العظمي من الجماهير وهذا لا يعيب الحكومة ولا ينال من هيبة الدولة.. لكنه عودة إلي الشارع الذي أطاح بنظام وأتي بالثوار للحكم. فقط.. نحن نرفض وبشدة تعطيل مصالح الناس وقطع الطرق والتخريب ومنع الموظفين من أداء عملهم.. هذا لا يجوز ونشجبه بأشد عبارات الشجب والإدانة. *** ولعلها مناسبة كي أقول رأيي المتواضع في القضية وفي حلها. القضية أساساً هي قضية "الاختيار".. فالمفروض أن تكون هناك أسس للاختيار بوجه عام.. مثل إقامة دورات لمن يتولي مناصب قيادية وانتقاء من لديه رؤي وملكة إدارة ومن يتحلي بالكفاءة والنزاهة لكي يرقي إلي المنصب الأعلي.. انطلاقاً من الفكر الثوري وليس الفكر القديم. يجب أن نربي كوادر فاهمة وواعية ترعي مصالح الناس ويكون ذلك همهم الأول. كما يجب وهذا هو الأهم أن يكون المحافظ والسكرتير العام من خارج المحافظة حتي لا يربي كل منهم "شلة" تفسده وتفسد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الحيوات. من المؤكد أن إنساناً بهذه الصفات الجميلة سيجد آلاف الأعين الخبيرة التي "تنشن" عليه ونتقيه من بين أقرانه وتقدمه للناس حاملاً علي كتفيه إنجازاته كوثائق صلاحية لهذا المنصب أو ذاك.. وفي النهاية يكون الاختيار النهائي للناس.. بالانتخاب أو الشارع. ويوم نصل إلي هذا المستوي.. لن نجد مشكلة واحدة في أي محافظة.. وليست قنا وحدها. *** أما عن قنا.. وهي القضية العاجلة.. ففي رأيي أيضا أن حلها الآن يكمن في إعادة اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية السابق ومحافظ قنا الأسبق إليها. لبيب.. جعلها بحق عروس الصعيد.. بالضبط مثلما فعل اللواء سمير فرج بالأقصر منذ كان رئيساً لمدينتها ثم محافظاً لها بغض النظر عن الاتهامات الموجهة له الآن والتي يجري فيها التحقيق. لم تصبح قنا والأقصر عروسين للصعيد.. إلا بفكر وجهود لبيب وفرج.. وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان. وهذا ليس مطلبي وحدي.. لكنه مطلب الآلاف من أهالي قنا أنفسهم الذين طلبوا صراحة عودة عادل لبيب. انا لا أري غضاضة أو مانعاً في عودة لبيب لثلاثة أسباب. * الأول: تاريخه في قنا وهو ثابت ولن يستطيع أحد تزويره. * الثاني: سابقة عودة د.عصام شرف ود.عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي ود.أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم من جديد للوزارة. * الثالث: استعانة د.شرف بآراء المحافظين السابقين.. وهو اتجاه حميد منه للاستفادة من خبراتهم المتراكمة في الأقاليم المختلفة. يجب أن نحترم رأي الناس فيمن سيتولي أمرهم. ويجب أيضا أن يحترم الناس مصالح الوطن والمواطن. *** انني أقولها بمنتهي الصدق والصراحة والموضوعية انه ليس من الصالح العام أبداً أن يتحول الموقف فيِ قنا إلي عناد.. لأن الخاسر الأكبر سيكون الوطن واستقراره. عانينا كثيراً من العناد والبطء في اتخاذ القرار.. ولا نريد تكرار هذه القصة. أبناء قنا يصرون علي رفض المحافظ الجديد. والحكومة تصر هي الأخري علي استمراره.. وكان أكبر خطأ أن يتم التفاوض مع القناوية من خلال قنوات أمنية أو دينية. الخطأ في الأولي انهم يرفضون المحافظ باعتباره ضابط شرطة وبالتالي لابد أن يفشل تفاوض الأمن معهم. والخطأ في الثانية هو إظهار الرفض علي انه طائفي.. وبالتالي كان لابد أن يفشل تفاوض رجال الدين معهم. من هنا.. أقول: حسناً فعل د. عصام شرف عندما اتخذ قرار الذهاب بنفسه إلي قنا.. وأعتقد أن ذلك سوف يسهل بشكل كبير التوصل إلي حل. لكن.. لابد أن يكون ميعاد هذه الزيارة اليوم قبل الغد. * * آخر الكلام * * * تحققت إحدي أمنيات حياتي وتم إلغاء التوقيت الصيفي غير المبرر ليعود لنا "زمن ربنا" الطبيعي. شكراً لحكومة الثورة.. هذا هو الفكر الذي يجب أن يسود.