في هذا اليوم.. السادس من أكتوبر.. وقف العالم كله.. يضرب باسم الجندي المصري المثل.. في البطولة والتضحية والفداء والانتصار.. وفي مصر.. ردد كل الشعب معها.. الأغنية التي مازالت عالقة بالأذهان: "ابني.. حبيبي.. يا نور عيني.. بيضربوا بيك المثل.. كل الحبايب بتهنيني.. طبعا.. ما أنا أم البطل" انها المطربة الكبيرة: شريفة فاضل.. أو.. أم البطل.. كما اشتهرت منذ أن شدت بهذه الرائعة بعد ان سيطر عليها الحزن عقب استشهاد ابنها في حرب أكتوبر. قصة هذه الأغنية.. وكما روتها شريفة فاضل.. بدأت من 3 أشهر من استشهاد ابنها حيث طلبت من صديقتها مؤلفة الأغاني "نبيلة قنديل" رحمها الله.. وكانت تزورها في منزلها.. ان تكتب لها كلمات أغنية تخاطب أمهات كل الأبطال الذين شاركوا في هذه الحرب المجيدة وليس لمن استشهد منهم فقط.. وعلي الفور لبت نبيلة طلبها ودخلت غرفة ابنها الشهيد ثم خرجت بعد فترة بسيطة وفي يدها هذه الكلمات التي هزتها.. وبشدة.. وتحمس لها الموسيقار الراحل "علي اسماعيل" زوج المؤلفة.. ووضع لها لحنا شديد الاتقان.. وفي اليوم التالي اتجه الثلاثة.. شريفة ونبيلة وعلي.. الي مبني ماسبيرو والتقوا بالإذاعي الكبير محمد محمود شعبان "بابا شارو" رئيس الإذاعة في ذلك الوقت والذي أمر بعد قراءة نص الأغنية بسرعة دخولهم الاستديو لتسجيلها وإذاعتها.. وبشدة حماس الثلاثة.. وعلي الرغم من تأثر شريفة بالكلمات التي أبكتها بحرقة مما تسبب في توقفها عن الغناء عدة مرات إلا أن التسجيل لم يستغرق أكثر من عدة ساعات. وتصوروا.. ان هذه الأغنية.. وعلي الرغم من تأثيرها علي كل من يستمع إليها الا ان الجماهير في الحفلات.. وحتي في الأفراح كانت تطلبها من شريفة فاضل التي تعرضت لانفجار في شريان يدها من شدة تأثرها.. واضطرت لاعتزال الغناء لفترة ثم عادت بأغنية مناسبة هي "آه من الصبر وآه" تلحين الراحل منير مراد الذي سبق أن لحن لها أشهر أغنياتها "الليل". بالمناسبة.. شريفة فاضل أعربت عن سعادتها لاستعادة "أم البطل" وإذاعتها في مختلف القنوات الفضائية والأرضية مع أمهات شهداء ثورة يناير.. خاصة وأن معظم الأغنيات الحديثة التي صاحبت هذه الثورة لم تصل لمستواها.. ويبدو أن الحقل الفني المصري مازال في حالة ذهول شديدة من الأحداث الرهيبة التي شهدتها بلادنا مؤخرا الأمر الذي جعل الأعمال الفنية المناسبة لم تظهر بعد علي الشاشات وخشبات المسارح.. اللهم إلا بعض الأعمال القليلة جدا جدا والتي لم تصل الي مستوي الأحداث.. ولا شك أن "شادية مصر" عوضتنا بأغنيتها الشهيرة "يا حبيبتي يا مصر" عن غياب جهابذة الموسيقي والغناء الذين لم يتأثروا حتي الآن بالأحداث التي ندعو الله بألا تعود.. وبصراحة.. وكما أجمع الجمهور والنقاد وأهل الفن.. أغنيتا شادية وشريفة فقط.. هما ما يتم استعادتهما مع أمهات شهداء يناير ورفح والعريش وسيناء والإسكندرية وبورسعيد وطنطا والمحلة ورابعة والنهضة والفتح والقائد ابراهيم وكرداسة ودلجا.