تصورت أن خطب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. التي تناهز العشر- أحياناً- في اليوم الواحد. ستعفيه من عادة تخزين القات. ليعيد دراسة ما يحدث في بلاده. ويأخذ القرار الصحيح. لا أوجه اتهاماً. ولا حتي عتاباً للرئيس اليمني. فقد صرح هو نفسه- في أكثر من حوار صح- بأنه جعل فترة الظهر لتخزين القات. وأن ذلك ما تفرضه عليه ضغوط العمل اليومي. بالطبع. فإن التصور يرفض أن يخزن القات عشرات الألوف من أبناء اليمن. أثناء مظاهراتهم. فأفواههم وحناجرهم كون مشغولة بترديد الهتافات والشعارات التي تدعو إلي التغيير. إذا كان علي صالح قد تخلي عن عادة تعاطي القات. فإنه يكون قد تخلص من ظاهرة سلبية. لها تأثيراتها المرضية والاجتماعية والاقتصادية القاسية. أما إذا وجد وقتاً بين تلاحق الخطب. فإني علي ثقة أن معدل انخفاض تخزين القات في حياة الشعب اليمني. سيقابله ارتفاع أصوات أبنائه بالحرية. ستختفي البالونة التي يصنعها في وجنة الوجه تخزين القات. لأن الأفواه تنفتح عن آخرها بما تهتف به! القات- في تقديرات منظمة الصحة العالمية- أخطر السلبيات في حياة الشعب اليمني. نبات يستنزف الأرض الزراعية. ويستورد. ويكلف الاقتصاد القومي للبلاد ملايين الريالات. ولاقيمة له إلا أنه يحدث ما يشبه الغيبوبة. فضلاً عن تشوه المظهر. وتبديد الوقت في دردشات تافهة. الأخطر أن التخزين عرف طريقه إلي جلسات النساء. والمرأة زوجة وأم وقدوة لأطفالها. نمنيت لو أن علي عبدالله صالح الذي وعد شعبه بالروح والدم. أن يقدم مثلاً حقيقياً لما وعد به. وهو أن يتخلي عن عادة تعاطي القات. ولا يجاهر. فالقائد قدوة للأجيال الطالعة. والمثل يتحدث عن رب البيت الذي يضرب بالدف. فيرقص أهل البيت! لي صداقات مع عدد كبير من المثقفين اليمنيين. يجدون في تخزين القات عادة سيئة. ويتمنون زوالها. إذا أضفنا أمنية هؤلاء الأصدقاء إلي زوال هذه العادة التي تجعل اليمن- ولو اقتصادياً- محلك سر. فإن التغيير الذي يطلبونه في قيادة الحكم. لابد أن يجعل اليمن السعيد.. سعيداً بالفعل.