أجمع علماء الأزهر الشريف أن محاولة اغتيال وزير الداخلية. عمل إرهابي جبان موجه ضد الإسلام.. وأنه ينم عن الإفلاس الديني والوطني. لمرتكبيه الذي اختاروا الإرهاب سلوكا لهم. قالوا ل "المساء" الليلة الماضية- إن الجناة خرجوا عن ملة الإسلام. فمن حمل علينا السلاح فليس منا. ولن يرحمهم الله. ولا ينبغي أن يرحمهم سيف العدالة. علي هذه الجريمة الآثمة التي توجب القصاص. أكد د. محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر. أن محاولة اغتيال وزير الداخلية عمل إرهابي وإجرامي. ينم عن الخسة والجبن موجه أساسا ضد الإسلام.. موضحاً أن الشعب المصري لن يزيد إلا تماسكا وتوحدا في مواجهة هذه الجرائم التي أثبتت التجارب فشلها علي مدي العقدين الماضيين. حيث تحطمت علي صخرة إرادة الشعب المصري. وبالتالي لن يكتب لها النجاح. ولن يكون لأصحابها إلا الخزي. قال د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية. إن الاغتيال أكثر الأساليب تطرفا. وترويعا للآمنين. ويستهدف بث رسالة للشارع المصري بأن هناك حالة من عدم الأمان. وأن هذا العمل الخسيس يكشف طباع مرتكبيه الذين يملأهم المكر والكراهية لأبناء الوطن والدين. وهو أمر مؤثم أشد التأثيم في شريعة الإسلام. ويدرك ذلك من كان له أدني إلمام بفقه الشريعة وعنايتها بحق الإنسان في الحياة بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه.. موضحا أن حق الحياة من مقاصد الشريعة ومن الكليات التي حافظ عليها المسلمون طوال العصور الذهبية للإسلام. أضاف أن هذا العمل المروع ينطوي علي خروج علي قواعد وأحكام ثابتة ثبوتا قطعيا في شريعة الإسلام قال تعالي: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" وقال- صلي الله عليه وسلم-: "من حمل علينا السلاح فليس منا" مؤكدا أن مرتكبي هذا العمل الدنئ. قد خرجوا عن ملة الإسلام. وإن كان ذلك الخروج باعتبار الظاهر. لأنه أفقد حق إنسان في الحياة. ونصب نفسه في غير موقعه. لأن خالق الروح سبحانه وتعالي هو الذي يميتها ميتة طبيعية. طالب بالتحقيق الفوري في ملابسات هذه الحادثة الصادمة لكل المصريين. وتقديم الجناة للعدالة الناجزة. بحيث يخضعون لعقوبات رادعة. حتي يكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم. ترويع الآمنين ونشر الرعب علي أرض مصر. بلد الأمان.. وذلك تحقيقا لقوله تعالي "ادخلوا مصر إن نشاء الله آمنين". أوضح أن هذا الحادث الإجرامي. يعبر عن الإفلاس الديني والوطني. لأمثال هؤلاء الذين اختاروا الاغتيال والتفجير سلوكا لهم.. فلن يرحمهم الله. ولا ينبغي أن يرحمهم سيف العدالة والقانون. أكد د. حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية. أنه لا يجوز للمسلم رفع السلاح في وجه أخيه المسلم. بل لايجوز له أن يشير إليه بحديدة أو نحوها. ليرهبه.. وبالتالي أن من يعتصمون أو يتظاهرون بالسلاح. فإنهم قد دخلوا في دائرة الحرام. ولا يقول عاقل أن قتل أو ضرب المسلم. للمسلم هو دفاع عن الإسلام والمسلمين.. مشيراً إلي أن الغدر. والتربص. بالمسئولين. هو اعتداء مجرم. وجريمة آثمة في الإسلام توجب القصاص. قال إنه للأسف يعتقد بعض الشباب المضللين أن ما يفعله أولئك المجرمون. يعتبر دفاعا عن الدين. والواقع أن الدفاع عن الدين لا يكون في مواجهة المسلمين. ولذلك فإن من يدعو إلي الخروج والقتال والاعتصام المسلح باسم الدين. إنما هو نوع من التغرير والتضليل بالشباب لتحقيق أهداف خبيثة. أكد د. عبد الحي عزب. الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة. أن الإرهاب حين يطل برأسه. فإنما يهدد الشعوب كلها. فلابد من تكاتف الجهود الدولية لمحاربته. فهو لا يعرف دينا. ولا وطنا. ولا جنسا. بل أنه عدو للبشرية كلها. وأن من يمارس الإرهاب. عدو لله ورسوله والمؤمنين. والإسلام بريء منه ومن أفعاله الخسيسة التي يعتدي بها علي الضرورات الخمس التي أمر الشارع الحكيم بحفظها. وهي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال. طالب بتطبيق عقوبة الحرابة فورا علي من يقترف هذا الجرم. فترهيب المجتمع. وترويع الآمنين. من أشد أنواع جريمة الحرابة.. قال تعالي: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"