في لعبة "التنس".. هناك ما يسمي "الآس" -لام الف عليها مد- وهي ضربة الارسال الساحقة الماحقة التي لاتصد ولا ترد ويكسب بها الضارب نقطة قد تكون حاسمة. وموقف بعض الدول العربية خاصة السعودية والامارات من الهجمة الأمريكية -الأوروبية علي مصر كان بمثابة ضربة عربية ساحقة ماحقة ألجمت 30 دولة بقيادة امريكا وغيرت بوصلتها 180 درجة في يوم وليلة. الضربة بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببيان هو الأقوي والأنصع بين كل بيانات زعماء الدول حيث أوجز فأبدع حين اكد بكلمات واضحة ومحددة دعمه لمصر وثورتها ومسيرتها. ورفضه القاطع للتدخل الأجنبي في الشأن المصري ولنشر الفوضي والارهاب وتقويض اركان الدولة. وتعريته مخططات القوي الظلامية الكارهة لمصر الكائدة لها. محذرا في ذات الوقت من اي تدخل خارجي يدعم العبث بأمن مصر ويضرب استقرارها ويحاول حرمانها من حقها الشرعي في ردع كل عابث أو مضلل. واستكملت الضربة السعودية بجهد دءوب من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وبتصريحاته النارية التي وجهها صراحة الي امريكا والاتحاد الاوروبي في عقر دارهم بأنه في حالة قطع المساعدات والمنح فان السعودية سوف تعوض مصر بدلا منها كما ستمول تسليحها.. مؤكدا ان الرياض لن ترضي ابدا بالتلاعب بمستقبل مصر.. مستغربا من مواقف بعض الدول من الارهاب الذي لايريد الخير لمصر. في نفس التوقيت.. وجهت دولة الامارات ضربة اخري للغرب حينما اعلنت مساندتها لثورة 30 يونيه ووقوفها مع مصر ضد الارهاب الاخواني المسنود من امريكا واوروبا وبعض الأنظمة في المنطقة.. ثم تلتها ضربات مشابهة من الكويت والاردن والبحرين والعراق والسلطة الفلسطينية والمغرب.. مما افقد امريكا واوروبا اتزانهما تماما وغيرا البوصلة واللهجة العدائية والموقف الذي نعرف جميعا اسبابه ودوافعه. هذا الموقف العربي الرائع لم يكن مجرد كلام انشائي أو حماسي.. بل كان له شواهد ومردود علي الأرض وقرارات تنفيذية فاعلة.. وايضا سوابق.. علي النحو التالي: * أولا : منذ الاطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وما رأيناه جميعا من "خبل" اصاب الادارة الأمريكية ومن ورائها الاتحاد الاوروبي وتركيا وقطر والتهديد والوعيد والغمز واللمز المتصاعد من واشنطن وعواصم اوروبا.. منذ هذا الحين ونحن نري الأمير سعود الفيصل والشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الامارات يجوبان تلك العواصم ويتحدثان لصالح مصر وكأنهما وزيرا خارجية مصر دفاعا عن الشعب المصري وعن ثورته وحقه في ان يعيش بلا ارهاب يقوض دولته.. ويفندان المزاعم التي يروجها البعض من انها انقلاب عسكري وليست ثورة. * ثانيا : ان موقف خادم الحرمين الملك عبدالله "المبدئي والاستراتيجي" اعاد للأذهان موقف العاهل السعودي الملك فيصل خلال حرب 73 حينما قطع البترول عن الغرب. * ثالثا : موقف الامارات نابع من مصدرين. لاتخطئهما عين: الاول.. وصية الشيخ زايد رحمه الله لأولاده بمصر والمصريين. والثاني.. كون الامارات "قيادة وحكومة وشعبا" دولة محترمة اصلا ولاتخشي في الله لومة لائم. * رابعا : موقف الكويت والاردن يعبر عن شجاعة وايمان بمكانة مصر في النفوس خاصة ان البلدين في وضع حرج نظرا لتنامي التيار الاخواني بهما.. ومع ذلك لم يمنعهما هذا من قول الحق ومساندة الشقيقة الكبري بشعبها الجبار وجيشها القوي أحد اقوي ثلاثة جيوش بالمنطقة وعشرة جيوش علي مستوي العالم. * خامسا: السعودية اعلنت عن مساندة الاقتصاد المصري في صورة منحة ضخمة. كما ارسل خادم الحرمين 3 مستشفيات ميدانية وصل احدها فعلا.. والامارات اعلنت ايضا عن دعم مالي كبير وارسلت وفدا رفيع المستوي لدراسة العديد من مشروعات البنية التحتية والمواصلات. ولكن.. لأن الغرض مرض.. فان الغرب ولجان الاخوان الالكترونية وبعض "المخنسين سياسيا" يحاولون شخصنة الموقف العربي الذي لطمهم علي وجوههم الشائهة ويزعمون ان هذا الموقف لم يكن حبا في مصر والمصريين بل حماية للأنظمة العربية التي تدعم مصر.. وهذا بكل المقاييس افك وضلال لن ينطليا علي احد. من في عينه رمد أو في قلبه مرض فقط هو الذي ينكر ان كل الشعوب العربية بلا استثناء تبادل شعب مصر حبا بحب والذي يصل في ومع بعض الشعوب الي درجة العشق وان الأنظمة القائمة - عدا دويلة- لاتنفصل عن شعوبها في هذا الحب بل تتفق وتتناغم معها. انطلاقا من هذا الحب اضافة الي الروابط القوية التي تجمع الدول العربية منذ الازل من وحدة لغة ودين ومصير مشترك فان الجميع ودون ترتيب أو حسابات مسبقة يكون دائما علي قلب رجل واحد خاصة في ظل هذه الهجمة الأمريكية الأوروبية التركية الاخوانية التي تستهدف كسر الجيش المصري وهو الجيش العربي القوي الوحيد الباقي بعد سقوط الجيش العراقي وادخال الجيش السوري في مستنقع الحرب الأهلية.. وبالتالي.. يكون الطريق مفروشا بالورود لتفتيت كل دولة من دولنا إلي دويلات أو كانتونات. ايها البلهاء.. هل كانت مصر تحمي نظامها حينما حاربت صدام واخرجته من الكويت؟؟.. انها مسألة مبدأ ومصير مشترك.. ومصر الان تتعرض لحرب ارهابية قذرة تدعمها دول كبري ودويلات اكثر قذارة.. وبالتالي.. فان العرب يهبون لمساندتها انطلاقا من المبدأ. ان الضربة العربية الساحقة الماحقة افقدت الغرب توازنه وصوابه ومن المؤكد انه الان يفكر ويدبر لرد الضربة الي دول الخليج.. لكننا نقول له: احذر ثم احذر.. هناك جيش اسمه الجيش المصري.. لو فكرت مجرد التفكير في اي عمل احمق فسوف يعطيك درسا لن تنساه ابدا لا انت ولا اذنابك الخونة.. ولن تنفعك لا "السيلية" ولا "العديد".