حذرت مجلة "كومنتاري" الأمريكية من مغبة إقدام الإدارة الأمريكية علي ما من شأنه أن يزيد من تردي الأوضاع في مصر. وقالت في تعليق علي موقعها الإلكتروني لا شك أن من شأن استقالة محمد البرادعي من منصبه كنائب للرئيس المؤقت في مصر وإعلان حالة الطوارئ في نهاية يوم دام. أن يضيف إلي الضغوط التي يواجهها أوباما لقطع المعونة عن الجيش المصري. وحذرت المجلة من أن تتسرع واشنطن وتعرب عن غضبها أو تقول أو تقدم علي أي إجراء لتنأي بنفسها عما حدث. لا سيما بعد مجئ عضوي مجلس الشيوخ الأمريكيين جون ماكين وليندسي جراهام إلي القاهرة الأسبوع الماضي وطلبهما من وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي استبعاد فكرة اللجوء إلي العنف وتبني أسلوب التفاوض لفض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. ورأت المجلة الأمريكية أن إقدام الرئيس أوباما علي إدانة ما حدث في مصر قد يلقي استحسانا لدي بعض الأمريكيين. ولكن الأجدي نفعا من ذلك أن يقر أوباما بأن الربيع العربي قد انتهي زمنه وأن الأولوية الآن ليست إحياء أكذوبة الديمقراطية وإنما منع المحسوبين علي التيار الإسلامي من رؤية أي فرصة يتمكنون عبر اغتنامها من التوطيد لأفكارهم المتطرفة في مصر أو غيرها من دول المنطقة. وأضافت المجلة "يجب ألا تنسينا بشاعة الصور التي تأتينا من القاهرة حقيقة أن هؤلاء الضحايا لم يكونوا متظاهرين ديمقراطيين ملتزمين كامل الالتزام بالسلمية كما يصورهم أنصار الرئيس المعزول". وأكدت أن جماعة "الإخوان" حركة استبدادية لم تكن أبدا لتتخلي عن السلطة سلميا. وأنها إنما استخدمت الديمقراطية كسلاح تكتيكي لإحراز السلطة إلا أنها لم ولن تعتقد مطلقا في الديمقراطية. وتابعت "كومنتاري" بالقول "إن موقعي اعتصام الإخوان بالقاهرة إنما كانا أشبه بالمعسكرات المسلحة بما يتناسب مع تنظيم اعتاد علي أن يكون مليشيا مسلحة أكثر من كونه حزبا سياسيا. وعليه دللت المجلة علي خطأ الدعوات بضرورة الحل السلمي التي نادي بها ساسة أمريكيون. مؤكدة أن الإخوان لم تكن لتبارح أماكنها بغير عملية أمنية قوية". وأردفت المجلة بالقول إنه إذا كان علي الولاياتالمتحدة الدفاع عن قيم مثل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. فإنها بحاجة أيضا إلي إدراك أن إطلاق سراح الرئيس المعزول أو زرع جماعة "الإخوان" في حكومة جديدة لن يحقق تلك القيم. وأكدت في هذا الصدد إدراك القادة الحاليين في مصر لهذه الحقيقة بعكس أوباما ومستشاريه.