لم يكن أحد يتوقع ان تتردد اصداء ثورة شباب 25 يناير في مصر في دول جنوب الصحراء في القارة الأفريقية علي هذا النحو وأن يشهد العديد من هذه الدول مظاهرات ومظاهر احتجاج مشابهة لما حدث في مصر. فقد شهدت هذه الدول عددا من مظاهر الاحتجاج ضد نظم الحكم التسلطية. فهناك مظاهرات قامت في الكاميرون احتجاجا علي رئيسها بول بيا وقامت مظاهرات اخري في زيمبابوي احتجاجا علي رئيسها روبرت موجابي وفي جيبوتي ضد رئيسها اسماعيل عمر جيلة وطالبت باقالته بعد اعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية هناك بأغلبية ساحقة بفضل مقاطعة المعارضة لها. وفي بوركينا فاسو تم اغلاق الجامعات لعدة أسابيع بعد مصادمات عنيفة بين الطلبة وقوات الشرطة في أعقاب مقتل طالب علي أيديها. ولم يختلف الأمر في أنجولا التي بدأت تشهد مظاهرات تطالب بعزل رئيسها خوسيه أدواردو دو سانتوس الذي يحكم أنجولا منذ 32 سنة. وفي كل الأحوال كانت الاداة الرئيسية للتواصل بين المحتجين في الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر. وهو الأسلوب الذي استخدمه بنجاح شباب ثورة 25 يناير ونقلته حركات الثورة والاحتجاج في الدول العربية وانتقل أيضاً إلي أفريقيا ففي أنجولا علي سبيل المثال نشأ موقع علي الفيس بوك بعنوان "ثورة الشعب الأنجولي" منذ الخامس من مارس الماضي يدعو إلي مسيرات مستمرة لاقالة دو سانتوس. وفي بعض الأحيان كان يسمح للمسيرات بأن تتم كنوع من التنفيس بدلا من الانفجار كما في جيبوتي. وفي أحيان أخري لم يكن يسمح للمسيرات بأن تتم ويجري قمعها بقسوة كما في أنجولا وفي زيمبابوي وجهت السلطات اتهامات بالخيانة العظمي ل 46 من النشطاء وتعرضوا للتعذيب لمجرد انهم ضبطوا متلبسين بمشاهدة شريط فيديو عن ثورة 25 يناير. واليوم امتد التيار الجارف ليشمل آخر دولة يمكن ان يتوقعها أحد وهذه الدول هي سوازيلاند تلك الدولة الصغيرة المحصورة بين جنوب افريقيا وموزمبيق والتي تعد المملكة الوحيدة في دول جنوب الصحراء الافريقية. والهدف هنا هو هو ملكها ميسواتي الثالث الذي يتهمه المواطنون بإفقار بلادهم بسبب حياة الترف الفظيعة التي يحياها في الوقت الذي يعاني فيه أغلبية المواطنين من الفقر المدقع ويصل دخل الفرد منهم إلي دولار وربع الدولار في اليوم ووصل الأمر بميسواتي الثالث "43 سنة و له 13 زوجة" إلي خفض أجور العاملين في الدولة اعتبارا من الشهر الماضي وأدي ذلك إلي مظاهرات حاشدة تطالب بسقوط الحكومة وقمعتها أجهزة الأمن بقسوة وأعتقلت عددا من النشطاء رغم أنهم لم يذكروه صراحة في هتافاتهم. ورغم ذلك لم يتراجع المعارضون بل قرروا تنظيم مظاهرة حاشدة ضده والمطالبة بسقوطه صراحة هذه المرة يوم الثلاثاء الماضي. ومن أجل توحيد كلمتهم كونوا تحالفا باسم شبكة التضامن السوازيلاندية لتولي قيادتهم في المظاهرة. وقامت المظاهرة وقمعتها الأجهزة الأمنية بقسوة كما كان متوقعا وألقت القبض علي عدد كبير من المتظاهرين وأصيب عدد كبير آخر.