هل يصدق الزعيم الشيعي الشاب المثير للجدل مقتدي الصدر هذه المرة ويعتزل الحياة السياسية والاجتماعية.. ام انه سيعود في قراره بناء علي طلب انصار التيار الصدري مثلما فعل عدة مرات من قبل واحيانا كان يقوم بشبه اعتزال ويختفي عن الانظار لعدة شهور قبل ان يعاود الظهور. جاء اعلان الاعتزال في اجتماع للهيئة السياسية للتيار الصدري وهو تنظيم يضم اتباع التيار الذين يتولون مناصب وزارية او مناصب رفيعة في الدولة مثل محافظ بغداد. وجاء في الاعلان أن الصدر اغلق مكتبه في مدينة النجف الشيعية المقدسة. كانت الشائعات قد ترددت في الاسابيع الاخيرة وتدعمت منذ مطلع شهر رمضان المنصرم عندما اختفي الصدر عن الانظار.. ونفي المحيطون به تلك الشائعات وقالوا انه مجرد اعتكاف رمضاني اعتاد الزعيم الشيعي القيام به وظلوا يرددون هذا النفي حتي قبل اعلان القرار باربع وعشرين ساعة من اعلان اعتز. أسباب انطلق انصار التيار الصدري والمعنيون بالشأن العراقي في الحديث عن آثار هذا القرار وما يمكن ان ينجم عنه هذا القرار من فراغ في ظل وضع العراق الراهن لما يتمتع به الصدر من ثقل وحضور كبير علي الصعيدين المحلي والاقليمي. ويمكن ان نطالع في الصحف والقنوات الفضائية العراقية والمدونات تفسيرات متباينة لاعتزال هذا الزعيم الذي لعب دورا بارزا في الحياة السياسية للعراق منذ بدء الاحتلال الامريكي قبل 10 سنوات.. فهناك من يرجع قراره الي تفاقم نفوذ جماعة عصائب الحق المنشقة عن الميليشيات التابعة له المعروفة باسم جيش المهدي ويقود هذه الجماعة مساعده السابق قيس الخزعلي ويتهم الصدر تلك الجماعة بأنها صنيعة ايرانية.. وقد شهدت النجف اشتباكات بين الجماعتين قبل ايام سقط فيها قتلي من الطرفين. وهناك من يقول ان الصدر بات يشعر بالاحباط بسبب التدهور الامني الذي يعانيه العراق والتفجيرات التي احالت حياة الشعب العراقي جحيما واستئثار نوري المالكي بالسلطة وهناك من يقول ان الاعتزال جاء في اعقاب تهديدات من نوري المالكي حيث توعد الزعيم الشيعي باتخاذ اجراءات ضد التيار الصدري ما لم يتوقف عن الهجوم عليه وكان الصدر وهو زعيم متفتح علي كافة المذاهب والاديان قد شن هجوما عنيفا علي المالكي واتهم حكومته بتهميش العرب السنة وبعض المكونات الاخري مثل الايزيديين والشبك ووصل به الامر الي ان قال للمالكي كن رجلا مرة واحدة!!! ووصل به الامر الي الدعوة الي الاطاحة به. واشارت تقارير صحفية الي وجود اسباب اخري لم تحددها وقالت اخري ان الاعتزال مؤقت.. ويعد الصدر "40 سنة" قائدا وزعيما لشريحة كبيرة من المجتمع الشيعي في العراق وخارجها وهو الابن الرابع للزعيم الشيعي.. محمد صادق الصدر والذي اغتيل في فبراير 1999 رافقه اثنان من ابنائه هما مصطفي ومؤمل.. درس مقتدي الصدر في حوزة النجف الاشرف علي يد والده وكان يعطي بعض الدروس إبان حياة والده ثم انتقل الي حوزة قم بعد الاحتلال الامريكي للعراق وتولي قيادة عمليات جيش المهدي الا ان الهزيمة لحقت بقواته بعد فتوي اصدرها المرجع الشيعي علي السيستاني ضد الميليشيات فتخلي عنه كثيرون وقتل الكثيرون من مقاتلي جيش المهدي استطاع انصار الصدر القتال لاكثر من شهرين كاملين ضد القوات الامريكية باسلحة بدائية ومحلية. جيش المهدي في عام 2007 حدثت اشتباكات دموية بين جيش المهدي التابع لمقتدي الصدر وقوات الامن العراقية وفيلق بدر وقد كان آخر هذه الاشتباكات هي اشتباكات كربلاء في اغسطس 2007 خلال الزيارة الشعبانية التي هي يوم مولد الامام المهدي حيث اتهم جيش المهدي باحداث فوضي في المدينة وقتل ما لا يقل عن 52 شخصا وقد نفي مقتدي الصدر ضلوع جيشه في هذه الاحداث الا انه اصدر قرارا عقبها بتجميد انشطة جيش المهدي.. وقام الصدر بعد تجميد جيش المهدي عام 2007 بتأسيس قوة تقاوم الاحتلال الامريكي اسماها لواء اليوم الموعود وقد قام هذا اللواء بعدد من العمليات ضد القوات الأمريكية.. وكان جيش المهدي يسبب له حرجا احيانا من خلال عمليات يقوم بها اشخاص محسوبون عليه ضد السنة وجعله ذلك في وقت ما يختفي ليقيم في ايران عدة شهور هذا رغم ان جيش المهدي شارك في الدفاع عن الفلوجة السنية وفي ملحمة صمودها قبل ان تسقط بفعل الاسلحة المحرمة دوليا والخيانة.