كانت حصيلة دور الثمانية أكثر من مرضية ومشبعة لعشاق كرة القدم الذين يتابعون نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة "تركيا 2013" وكان الفوز من نصيب منتخبي العراق وغانا اللذين سيواجهان أوروجواي وفرنسا في المربع الذهبي. وزاد من فرحة العراق انها استطاعت أن تتفوق هذه المرة في ركلات الترجيح فثأرت بذلك من هزيمتها علي يد كوريا الجنوبية في نهائي بطولة آسيا تحت 19 سنة. أصبح أبناء بلاد الرافدين بذلك أول فريق آسيوي يصل إلي دور الأربعة منذ انجاز اليابان عام .1999 كما ان هذا النصر لم يتحقق إلا بعد أن بلغت الإثارة ذروتها في الدقائق الأخيرة من الوقت الاضافي التي شهدت تسجيل العراقيين للهدف الثالث قبل دقيقتين من النهاية وإدراك الكوريين لهدف التعادل قبل 15 ثانية من انطلاق صافرة الحكم معلنة ان الفصل لن يكون إلا عبر نقطة الجزاء. ثم حان موعد العرض الرائع التالي والذي كان بطلاه منتخبي غانا وتشيلي فألهب الفريقان حماس الجمهور في اسطنبول بسبعة أهداف مدهشة خلال الوقتين الأصلي والإضافي. وكان لانتصار الأفارقة مذاق خاص حيث اكتمل هكذا عقد المربع الذهبي لبطولة تركيا 2013 بأربعة منتخبات يمثل كل منها اتحادا قاريا مختلفة. العراق 3/3 كوريا الجنوبية "بعد الوقت الاضافي و5/4 بركلات الترجيح". غانا 4/3 تشيلي "بعد الوقت الاضافي". خاض منتخبا العرا وكوريا الجنوبية مباراة في غياب اثنين من أبرز اللاعبين هما مهند عبدالرحيم وريو سيونج وو. لكن هذا الفراغ الكبير الذي بدا ان كلا منهما سيتركه سرعان ما امتلأ بالبديلين الجاهزين اللذين أثبتا كفاءتهما وجدارتهما حيث استطاع كوون تشانج هون أن يعوض ما فاته من وقت قضاه في الظل منذ أن هز الشباك في أولي مباريات فريقه بالبطولة ففرض حضوره بقوة بهدف التعادل الذي سجله بنفسه وبالتمريرة التي أهداها إلي لي جوانج هون ليسجل بعد دقائق قليلة من نزوله إلي أرض الملعب كبديل وحتي عندما خرج كوون بدوره من المستطيل الأخضر أفسح المجال لبديله جونج هيون تشيول ليسجل بعد دخوله بثوات معدودة هدف التعادل المذهل الذي جعل النتيجة 3/3 لكن ما فعله فرحان شكور سحب البساط من تحت كل هؤلاء حيث شارك في مكان الخطير مهند عبدالرحيم فوضع هدفين في مرمي كوريا اضافهما إلي هدف الفوز الذي سجله في مرمي باراجواي خلال الوقت الإضافي قبل أن يوقع بنفسه أيضا علي هدف الفوز علي ممثلي شرق آسيا بركلات الترجيح. تسديدات ليس لها حل استمتع الجمهور الذي تابع مباراة غانا وتشيلي ببعض الأهداف الممتعة الرائعة ضمن السباعية المثيرة التي شهدتها اسطنبول وكانت البداية مع موزيس أودجير ابن الستة عشر ربيعا الذي لعب كرة بديعة علي الطائر بعد أو أوقفها علي صدره إثر عرضية فرانك اتشيمبونج الممتازة فاستقرت في الشباك دون أن يدري الحارس ماذا يفعل ليمنعها ثم رد عليه نيكولاس كاستيو بعد مرور 12 دقيقة فقط بتسديدة صاروخية أخري اخترقت المرمي الغاني من زاوية ضيقة ولم يتمكن ايريك انتوي من إغلاق الطريق أمامها. وما لبث انخيلو هنريكيز أن أضاف هدفا ثانيا لأبناء أمريكا الجنوبية بلعبة مبهرة أخري تسلم فيها الكرة وعدل من وضعها أمام قدمه وركلها بحركات سريعة خاطفة علي حدود منطقة الجزاء لتنطلق كرته الأرضية وتدخل المرمي من زاويته اليمني قبل أن يلحق بها أحد. أما هدف غانا الثاني فقد بدا وانه جاء بلمسة أخيرة سهلة إلي حد ما ولكن ما فعله كليفورد أبواجيي قبل أن يلعب تمريرة الهدف كان عمل أستاذ بحق إذ خدع ثلاثة مدافعين دفعة واحدة ببراعته في التلاعب بالكرة والمراوغة بسرعة ثم لعب تمريرة عرضية بالجزء الخارجي من قدمه اليمني إلي ايبينزير اسيفواه الذي وضع الكرة في المرمي بلمسة واحدة لقد كانت أربعة أهداف ساحرة زادت من جمال هذه المباراة الممتعة.