ساهمت الأحداث الساخنة والعنيفة التي نعيشها في إدخال محاكمة القرن إلي دائرة النسيان فبعد أن شهدت الجلسات السابقة متابعة المئات من مؤيدي مبارك وأسر وأهالي الشهداء من أمام أكاديمية الشرطة ومتابعة الملايين في مصر والعالم العربي. عبر شاشات القنوات الفضائية.. شهدت جلسة محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم بقتل المتظاهرين أمس عزوفا كاملا من جميع المتابعين لتلك المحاكمة حيث تغاضت معظم القنوات الفضائية عدا التليفزيون المصري عن نقل تلك الجلسة علي الهواء مباشرة كعادتهم دائما. ظهر محيط أكاديمية الشرطة خاويا تماما من مؤيدي مبارك وأسر الشهداء عدا بضعة أفراد من جماعة آسفين يا ريس والذين رددوا بعض الهتافات قبل بدء الجلسة ثم انصرفوا.. وتصدر رجال الشرطة ومجندو الأمن المركزي المشهد أمام البوابة رقم "8" للأكاديمية. بمجرد انتهاء الجلسة وإصدار قرار بتأجيلها قام أعضاء آسفين يا ريس بالهتاف لمبارك "براءة يا ريس يا حبيبنا" و"محدش غيرك رئيسنا" و"ربنا ينقذك من الجحيم خلاص مصر رجعت" قبل أن يخرج مبارك وباقي المتهمين من القفص عائدا لمحبسه. استجابت هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي وعضوية المستشارين إسماعيل عوض ووجدي عبدالمنعم وسكرتارية صبحي عبدالحميد ومحمد السنوسي بحضور المستشار وائل حسين المحامي العام لنيابة شمال القاهرة والمستشار محمد إبراهيم بمكتبه الفني للنائب العام لطلبات فريق الدفاع عن المتهمين بمنحهم أجلا ثانيا للاطلاع علي باقي مستندات الدعوي التي لم يتمكنوا من الاطلاع عليها والتي تخطت 80 ألف ورقة وأيضا الاطلاع علي الحرز الجديد الذي تم فضه بجلسة أمس وقررت المحكمة انتداب المستشار وجدي عبدالمنعم عضو اليسار بالدائرة والمستشار إبراهيم محمد بالمكتب الفني للنائب العام لتشكيل لجنة لتمكين دفاع المتهمين من الاطلاع علي مستندات الدعوي بدءا من اليوم ولمدة خمسة أيام علي أن يكون ذلك بالمقر الخاص باللجنة بمحكمة القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس. كلفت المحكمة النيابة العامة بضم صورة رسمية من التحقيقات في العريضة 357 لسنة 2011 جنوبالقاهرة والخاصة بدهس المتظاهرين وضم صورة رسمية من اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في 22 يناير عام 2011 بحضور رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ورئيس المخابرات العامة وضم صورة رسمية من التحقيقات في الجنحة 1357 لسنة 2011 قصر النيل والمتعلقة بالسلاح المحرز الذي ضمته المحكمة للقضية ومخاطبة أمانة وزارة الدفاع لضم صورة من محضر اجتماع القوات المسلحة في 30 يناير 2011 وأخيرا بإلزام النيابة العامة بتقديم مذكرة بشأن مدة الحبس الاحتياطي لحبيب العادلي في الجناية رقم 1227 لسنة 2011 وقررت المحكمة استمرار حبسه قبل ان تقرر تأجيل نظر القضية لجلسة 17 أغسطس القادم. أكد محمد الجندي محامي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي انه واثق في صدور قرار من المحكمة بجلستها القادمة بإخلاء سبيل "العادلي" طبقا للمادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية حيث انه وبحلول الجلسة القادمة سيكون قد قضي عامين ونصفاً في الحبس الاحتياطي علي ذمة تلك القضية حيث انه محبوس علي ذمتها من فبراير 2011 إلا أنه لم ينفذ قرار إخلاء السبيل المنتظر صدوره بالجلسة القادمة نظرا لتنفيذه عقوبة السجن 5 سنوات في قضية "سخرة المجندين" والمنظورة حاليا أمام محكمة النقض وفي حال قبول الطعن سيتم إخلاء سبيله علي الفور. بدا علي مساعدي العادلي البشاشة والنشوة وبدت علامات التفاؤل والأمل ظاهرة بقوة علي ملامحهم. كما بدا علي العادلي الثقة والهدوء. بينما تابع مبارك ونجلاه الجلسة باطمئنان وثبات وأشار مبارك لأنصاره بالتحية بعد دخوله للقفص علي كرسيه ونظارته الشمسية المميزة. اختتم الرشيدي كلامه بتوجيه الشكر للمستشار أحمد رفعت لجهوده العظيمة التي بذلها في المحاكمة السابقة. التمس محمد الجندي محامي العادلي والشاعر إجراء تحقيق لمعرفة من قتل وأصاب رجال الشرطة خلال ثورة يناير ومن حرق الأقسام واعتدي علي المنشآت. حدث تلاسن لفظي بين المحامي نبيل مدحت سالم وعصام البطاوي ووضح الخلاف بينهما بعد قول البطاوي لرئيس المحكمة انه تم التنسيق مع الدفاع ليتكلم باسمهم بعدها مباشرة أمسك سالم بالميكروفون وقال إن البطاوي لا يمثله وانه لم يكلف أحدا بذلك.