يبدو ان جماهير كرة القدم لم تتشبع بعد من موهبة نجمها المحبوب العملاق محمد بركات.. والذي يعد واحداً من أعظم نجوم الكرة المصرية علي مدار تاريخها ولذلك أصيبت الملايين من عشاقه بصدمة كبيرة من قرار اعتزاله نهائياً بعد رحلة طويلة في الملاعب حافلة بأعظم الانجازات والانتصارات التي حققها خلال مشواره بالمستطيل الأخضر وهو يصول ويجول ليصبح محمد بركات بمهاراته الساحرة وموهبته الفذة كهداف وصانع ألعاب وجوكر.. مصدر سعادة ومتعة لكل عشاق وجماهير الساحرة المستديرة لامتلاكه لفنونها ومهاراتها بقدراته العالية في التحكم والسيطرة علي الكرة.. والمراوغة والسرعة والقوة في الأداء والاحتراف والتهديف بالرأس والقدمين والتسديد البعيد ورؤية رائعة للملعب.. ولذلك كان محمد بركات دائماً قاسماً مشتركاً ورئيسياً في كل الانجازات التي حققها النادي الأهلي علي مدار السنوات التسع الأخيرة منذ ان انضم هذا النجم الفذ لصفوف القلعة الحمراء بحصده برونزية العالم باليابان والفوز ببطولات الدوري وكأس أفريقيا لدوري الأبطال وكأس مصر ولقد حفظ بركات الموهبة التي منحه الله إياها بالالتزام والانضباط في حياته الخاصة وداخل الملعب واحترام مدربيه ومنافسيه فأصبح علامة بارزة في تاريخ اللعبة لعباً وخلقاً والنموذج المشرف الذي استحق ان تحمله الجماهير علي الأعناق وتهتف باسمه داخل المدرجات وتتغني به وبات الورقة الرابحة لكل فريق يقوده ويلعب له كونه لاعب بطولات يحمل داخله عقله وموهبته الإمكانيات التي تقوده لمنصات التتويج فعندما بدأ رحلة النجومية والشهرة مع النادي الاسماعيلي قادماً من نادي السكة الحديد قاد الدراويش برازيل الكرة المصرية للفوز ببطولة الدوري وكأس مصر وعندما احترف بالدوري الخليجي تألق وأبدع وقاد الأهلي السعودي للقب الأندية العربية وكان دائماً محمد بركات أحد أعمدة منتخبنا الوطني فساهم في فوزه بكأس الأمم الأفريقية عام 2006 ولأنه لاعب يتمتع بالذكاء الشديد داخل الملعب وخارجه بجانب التزامه وانضباطه كلاعب محترف فقد استطاع ان يستمر في رحلة العطاء وهو يستعد للاحتفال بعيد ميلاده ال 37 في نوفمبر القادم ورغم حزن الملايين من عشاق مهاراته وأدائه الساحر لقرار اعتزاله لأنها تري ان موهبة بركات التي قادته للبقاء في الملاعب حتي هذه السن المتقدمة بمقاييس لاعبي الكرة مازالت تؤهله للبقاء عامين قادمين وحتي ثلاث لأن أدائه هذا الموسم يتميز بالنشاط والحيوية واللياقة البدنية العالية والسرعة والاصرار علي التألق والتركيز ليقود الأهلي لقمة مجموعته في الدوري متحملاً المسئولية بمفرده في ظل غياب الثلاثي فتحي وجدو وأبوتريكة ولكن بركات صنع الفارق دائماً مع الأهلي هذا الموسم محلياً وأفريقيا حتي صعد به لدوري المجموعات لأبطال أفريقيا وهو يراهن علي الفوز بدرع الدوري في الدورة الرباعية التي قرر ان تكون بمثابة كلمة النهاية وحفل الختام لمهرجان الإبداع ورحلة التألق التي قدمها محمد بركات لكل فنون الساحرة المستديرة فعشقته الجماهير وأحبته لأنه استطاع ان يترجم موهبته ومهاراته لبطولات وانجازات جعلته يحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المصرية وأن يترك سيرة ذاتية تدرس وتتعلم منها الأجيال للاعب احترم موهبته.. فقادته لقمة النجومية والشهرة والتربع في قلوب الملايين. ورغم مشاركتي أحزان الجماهير لاعتزال هذا النجم الخلوق ولكن لابد من احترام قراره الذي يعد الأصعب في حياة أي نجم في حجم محمد بركات ولكنها سنة الحياة ولابد من تواصل الأجيال ويحسب له ذكاؤه في اختيار هذا التوقيت لأنه يترك المستطيل الأخضر وهو في قمة عطائه وتألقه قبل ان يجبر علي ترك الملعب وهذا هو محمد بركات الذي اعرفه عن قرب ذكياً.. لماحاً ليحتفظ بصورته الجميلة والمتوهجة في قلوب عشاقه وكل الأمنيات الطيبة له بمزيد من النجاح في حياته الجديدة.