اختتمت القافلة الدعوية الأولي للأزهر الشريف بمدينة السويس جولتها.. حيث شهدت خمس محاضرات في نفس التوقيت تحت شعار "توضيح عناية الإسلام بالقيم والاخلاق". أبناء السويس التفوا حول أعضاء القافلة وأعربوا عن شكرهم للأزهر الشريف وشيخه الجليل فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر. شدد د. سيف قزامل عميد كلية اصول الدين بطنطا علي ان العمل والانتاج مطلب اسلامي. لا غني عنه في مختلف الظروف.. مؤكدا خلال المحاضرة التي القاها في مسجد شركة السويس للحديد انه لابد في اي فرع من فروع الحياة. حينما يقوم العامل بعمله. ان يؤديه علي اكمل وجه. طالما يخدم البشرية.. فهو أمر الله وتشريعه القويم. بل ان الشرع أمر بأنه اذا اختفي عمال مهنة معينة. يجب علي ولي الامر ان يأمر بتدريب فئة معينة لدعم ذلك التخصص. فقيمة الفرد في انتاجه. وهو ما يأمرنا به الاسلام. ويحثنا عليه. اضاف : الاسلام دين ودولة في كل مكان. في الشارع والمصنع والبيت. فالتعامل بالحسني ومبادئ الاسلام. مطلوب في كل مناحي ومجالات الحياة. فالبعض ينسي في غمرة الحياة. انه خلق ليعبد الله. بل في الصلاة نفسها. يحاول الشيطان جرنا الي الدنيا ومشاغلها. فنتذكر في الصلاة ما ننساه في حياتنا العامة. تناول "قزامل" الاعجاز العلمي في بعض آيات القرآن الكريم.. لافتا إلي ان القرآن هو المرجع الاساسي في مناحي الحياة. السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فالرسول صلي الله عليه وسلم. عندما ذهب للمدينة نظم الأمور وفقا للشريعة والقرآن الكريم.. فالقرآن دستور هذه الأمة. فالمولي عز وجل وضع لنا التشريع والدستور الكامل الذي نسعد بأن نحيا في داخله. وقام بتفسير سورة الفاتحة باعتبارها أم القرآن الكريم. وبداية أي صلاة. وقال ان في بدايتها الحمد لله وبيان لفضل ونعمة الله سبحانه وتعالي.. مؤكدا ان الشكر دوما موصول لله سبحانه وتعالي. وكذلك الشكر للبشر. ثم نقر لله بالرحمة. والربوبية ومالك يوم الجزاء. وإقرار ان هذا اليوم آت لاريب فيه. واياك نعبد وإياك نستعين. فالعبادة قاصرة لله سبحانه وتعالي. وهو إقرار في حد ذاته لكافة الرسالات السماوية. وحينها تكون الصلاة متعة والخروج منها كالعودة من رحلة جميلة. العلم والدين والاسلام تناول د. اسامة الازهري ثلاثة أسئلة بالمحاضرة وهي: من نحن. ومن أنتم. ولماذا جئنا؟.. وقال: نحن حصن العلم والدين والاسلام وحملة مواريث النبوة. وتاريخ من العلم مقداره 1000 عام. أما أنتم فاهل الصاعة والانتاج. وعظم الله من أهل الصناعة. فمنهم سيدنا داوود الذي الان الله له الحديد. وهناك سورة كاملة في القرآن باسم الحديد. اضاف : هناك نوعان من القوة مطلوبان في الاسلام. الأولي ذكرت في خواتيم سورة الكهف القوة البدنية التي تبني وتنتج وتصنع. القوة المادية. فيما ذكر في قصة ذي القرنين مع يأجوج ومأجوج "آتوني زبر الحديد" وهناك القوة المعرفية. التي تكلم عنها الله سبحانه وتعالي في سورة مريم بقوله تعالي : "يا يحي خذ الكتاب بقوة" وهما جناحا القوة الاساسيان في أي مجتمع. قال : نحن من أخذنا الكتاب بقوة. وأنتم من أخذتم قوة الحديد. ونحن جئنا لنجمع القوتين. حتي تجتمع قوة الازهر الشريف بقوة العمال المهرة. حتي نعيد بناء الوطن. جئنا لنملأ نفوسكم بالهمة. ويد الأزهر بيدكم. وقلبه معكم. فنحن جئنا حتي نؤكد ان أبناء الازهر الشريف موجودون مع كل شرائح المجتمع المصري. وفائدة المجلس ان ينفتح باب جديد للأمل. وتعود العلاقة بين الازهر والشعب. ونعيد الامل للجميع. في وقت امتلأ فيه الاحباط. البناء والتنمية .. وفي المحاضرة الثانية بشركة السويس لصناعات البترول.. أكد محمد مهنا مسئول ملف الشئون الخارجية بالمكتب الفني لشيخ الازهر ان القيم الاخلاقية مقدمة علي العلم.. مشيرا الي ان الرسول وضع اسس بناء الدولة في وقت قليل بعد هجرته للمدينة ونجح في ان يوآخي بين المهاجرين والانصار. قال ن هذا النجاح في بناء الدولة جاء في وقت وجيز نتيجة لحرصه علي تربية الصحابة لاكثر من 13سنة.. موضحا ان القيم هي اساس البناء والتنمية التي تصبغ السياسة والاقتصاد بصبغة الله التي يجب ان تسود والا انقلبت السياسة خرابا والاقتصاد دمارا علي الأمم. اضاف ان قناة الازهر سوف تبث بثا تجريبيا في رمضان القادم.. مشيرا إلي ان فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر يحرص علي ان تولد القناة كبيرة. وان تجسد منهج الأزهر الذي هو ضمير الأمة. قال ان مصر في حالة عطش للمنهج الوسطي الأزهري.. مشددا علي ان الأزهر بعيدا عن السياسة. وان السياسة بالنسبة للأزهر هي العمل بكتاب الله وسنة رسوله.. مؤكدا ان قوة الازهر في عدم انخراطه في السياسة ولن تنحرف عيناه لحظة عن العلم. جزء من التقوي .. وخلال المحاضرة التي القاها بمسجد الصفا التابع لهيئة قناة السويس.. أكد د. رمضان عبدالعزيز عطا الله أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالمنوفية ان الدين الاسلامي لم يترك كبيرة ولا صغيرة في معاملاتنا الدينية والدنيوية الا وذكرها وحضنا عليها من خلال ايات الله المحكمات. اضاف ان من تمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.. فلن يضل سبيلا ابدا. ووجه عطا الله كلمته للعمال بهيئة قناة السويس قائلا ان الاخلاص والالتزام في العمل جزء من تقوي الله تعالي لانه طالما الانسان يرعي ضميره والله في كل شئ لانك ايها العامل ان استطعت خداع صاحب العمل فلن تستطيع ابدا خداع رب صاحب العمل. اكد د. عبدالمنعم صبحي ابوشعيشع استاذ الدعوة وكيل كلية اصول الدين بطنطا جامعة الازهر انه لم يوجد باب اهتم به القرآن كما اهتم بالقيم والاخلاق فجعله شرطا من شروط دخول الجنة. اضاف ان من دلائل تأكيد الله تعالي علي المؤمنين الالتزام بحسن الخلق والقيم انه راقب الالتزام بها ومن صور اهتمام الاسلام بالقيم والاخلاق كثيرة ومتعددة التي تبين لنا مكانة ومنزلة الاخلاق في ديننا الحنيف فكفانا دليلا بتناول القرآن لآخلاق الانبياء والرسل.. مستشهدا بموقف من سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم. قال : حينما جاء رجل الي الرسول. وسأله: ما الدين فاجابه الرسول بكلمة واحدة: "حسن الخلق" فكان الدين لايكتمل الا باكتمال حسن الخلق.. لافتا الي انه ما شرعت العبادات الا لاعداد المؤمن علي القيم والاخلاق. نبذ الخلافات .. وخلال المحاضرة التي القاها بمديرية الشباب والرياضة بمدينة السويس.. أكد د. علي حسن استاذ التفسير بجامعة الازهر ان ان القوافل الدعوية التي اطلقها الازهر الشريف لتجوب المحافظات. والتي بدأت بمحافظة السويس تأتي ضمن الدور المنوط للأزهر للمشاركة في بناء الفرد والأمة وان هذا الدور يؤصل لقيم المجتمع ما يساهم في رفع الهموم عن الأمة. اكد ان الأمة العربية والاسلامية تعاني مر المعاناة من تراجع للقيم والاخلاق مما يتطلب منا جميعا التكاتف والترابط من اجل الحفاظ علي منظومة الاخلاق. قال د. سعيد عامر أمين عام لجنة الفتوي ومدير عام الدعوة بالازهر ان هناك ارتباطا وثيق الصلة بين الرحمة والاخلاق وان الاسلام منظومة لاتتجزأ وان الغاية من العبادات هي تأصيل الاخلاق.. موضحا ان مشاكل المجتمع الاقتصادية والسياسية نتاج طبيعي لغياب الاخلاق. اضاف ان تقدم المجتمع وثباته بالحفاظ علي منظومة الاخلاق.. مشيرا الي ان المجتمع يعاني من تفشي الفساد الاخلاقي ما يهدده.. وان الامر يتطلب منا جميعا المشاركة في اصلاح الاخلاق والتكاتف للحفاظ علي ثوابت المجتمع. قال د. محمد عبدالعاطي رئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر ان المجتمع يعاني من فقدان الامل في الاصلاح وهذا نتاج طبيعي لتصدع الاخلاق فالامة تعاني حالة من الضعف والوهن والفرقة جعلت اعداءنا يتربصون بنا ويدبرون المكائد للفتك بنا. اكد انه بالرغم من تلك المؤامرة فإن الاسلام قادر علي التصدي لكل المتربصين. والأمر يتطلب نبذ الخلافات الداخلية وتغليب المصالح العليا والوحدة والوقوف في وجه الامة التي تستطيع ان يكون لها القيادة والريادة ولاتكون في ذيل الامم شرط الاخلاق. فجوة اخلاقية كبيرة وفي ندوة "عناية الاسلام بالقيم والأخلاق" بشركة النصر.. أكد د. محمد مختار جمعة عميد كلية الدراسات الاسلامية والعربية ومسئول الدعوة والاعلام الديني بالمكتب الفني لشيخ الازهر انه رغم المكاسب الكثيرة التي جنيناها من حرية الرأي والكلمة الا ان انشغال الناس خاصة العلماء والدعاة بالجوانب السياسية اكثر من قضايا الدين وتحول أكثر القنوات التي تقوم بالتربية والاخلاق الي الشق السياسي وحياة الناس العامة بعيدا عن حفظ القرآن والشئون الدينية أوجد فجوة اخلاقية كبيرة في المجتمع. اضاف ان المساجد قبل الثورة كانت اكثر امتلاكا من الان وهو ما يجعلنا نسأل: ما الذي حدث؟ وان نقف أمام أنفسنا. وامام مسئوليتنا الشرعية وان نبحث ونركز علي الجانب الروحي والاخلاقي والتربوي فلو انفلتت منظومة القيم فنحن في خطر شديد. اوضح ان هناك تغييرا كبيرا في سلوكيات كثير من الشباب بسبب البطالة والاستقطاب السياسي بعيدا عن القوي الدينية وهو ما يؤكد اننا قصرنا في حق الشباب. ويجب علينا ان نركز علي بث القيم الدينية والاخلاقية والتربوية حتي نجني ثمار ذلك مستقبلا.. مشيرا الي ان النبي صلي الله عليه وسلم حدد الهدف الرئيسي من الرسالة وهو مكارم الاخلاق.. اضافة لثمرة العبادات التي يظهر اثرها في السلوك. اكد د. عباس شومان رئيس قسم الشريعة الاسلامية في كلية الدراسات الاسلامية ان الازهر عندما بدأ في اطلاق قوافل دعوية في ربوع مصر وخارجها. فإن الباعث علي ذلك هو احساس الازهر بخطورة الوقت التي تمر به مصر. ومسئوليته امام الله وتجاه المصريين كافة والمسلمين من اهل السنة والجماعة في العالم. وذلك حتي لاتضيع جهود الازهر سدي. وهو ما اكد عليه فضيلة الامام الاكبر. وهو يدشن هذه القوافل.. مشددا علي انه واجب علينا تجاه اهلنا. اوضح انه لايخفي علي احد ما وصل اليه حال الناس.. فلا يليق بمصر ما نسمع من حوادث قتل وسرقة اموال الناس بالاكراه.. مشيرا الي ان المجتمع شهد انحدارا اخلاقيا غير مسبوق واصبحنا نسير عكس الاتجاه في كل شء فإذا غابت الحماية والأمن. ظهرت معادن الناس. اضاف ان العبادات الاسلامية كلها. شرعت من اجل مكارم الاخلاق من صيام وزكاة وحج.. مؤكدا ان الشريعة الاسلامية مع الانسان قبل المهد وبعد اللحد. وبهذا تتجاوز الشريعة الاسلامية الحدود اخلاقا وسلوكا وهو عكس ما نراه الان. وهو ما لايليق بالمسلم. اشار الي تعامل الشريعة الاسلامية مغ غير المسلم.. موضحا انها تاج علي رأس المسلم.. يباهي بها العالم. حتي في وقت الجهاد في سبيل الله.. وابدي حزنه الشديد لما تمر به مصر من انحدار اخلاقي. فلا يعنيني من نؤيد أو من نعارض لكن يعنينا ان نتأدب بأدب الاسلام ونؤيد بوعي ونعارض بوعي.