عاشت حياة هادئة مع والديها لأنها كانت الابنة الوحيدة لهما وكانا يبذلان كل جهدهما لتوفير كافة طلباتها والحاقها بالمدارس الخاصة حتي تحصل علي تعليم راق وكان والدها يمتلك مكتبا خاصا للحاسبات ويحلم بأن يراها تكمل المشوار الذي بدأه ولكن شاء القدر أن تفقد الصدر الحنون وملاكها الحارس عندما أنهت دراستها الاعدادية حيث توفيت أمها بعد رحلة مرض لم تستغرق سوي عدة أشهر لتجد نفسها وحيدة مع والدها الذي انهار بعد وفاة رفيقة الحياة وأصابته الكآبة وأهمل عمله. في عام كامل حتي استطاع أخيرا أن يتمالك نفسه بمساعدة أصدقائه ووقوفهم الي جواره في محنته وكان يبذل كل جهده كي يعوض ابنته عن حنان الأم الذي افتقدته وأثر بشكل سلبي علي دراستها وتفوقها ولأنه يتغيب كثيرا في عمله فقد نصحه صديقه بضرورة زواجه كي ترعي ابنته في غيابه وتكون لها الأم البديلة. زوجة الأب في باديء الأمر كان مصرا علي الرفض بسبب كثرة ما يسمعه من مشكلات تسببها زوجة الأب ولكنه مع حالة ابنته النفسية التي ساءت وتدني مستوي تحصيلها العلمي وافق ليرشح له صديقه المقرب أرملة توفي زوجها عقب زواجهما بعام ولم تنجب أطفال واشترط "المحاسب" عليها أن ترعي ابنته رعاية كاملة واتفقا علي عدم الانجاب وتم زواجهما لتقوم زوجة الأب باستغلال تغيبه عن المنزل وتعامل ابنته معاملة سيئة وتقدم بالشكوي لزوجها كي يتخذ موقفا ضدها ولكنه كان دائما في صف زوجته ويساندها بقوة فلم تستطع أن تبوح له بالحقيقة حتي يستكمل حياته الزوجية مع من اختارها. مرت السنوات وأنجبت زوجة الأب طفلان بعد أن نقضت اتفاقها مع زوجها بعدم الانجاب ووجدت نفسها تقوم برعاية أسرة كاملة فزوجة أبيها جعلتها خادمة في المنزل ولذلك قررت الزواج من أول شخص يطرق بابها للهروب من حياتها وتأسيس أسرة ونزل لها بعد أن أصبحت غريبة في منزل والدها. كذبة بالفعل عقب انتهاء دراستها الجامعية بكلية التجارة تسلمت عملها بمكتب والدها ليتحقق حلمه الذي طالما راوده وثق بأنه أدي رسالته ووضعها علي الطريق الصحيح وتقدم إليها موظف بالمكتب ولدهشة والدها قامت سريعا بالموافقة عليه ولم تسمع لنصائح والدها بأنه من بيئة ريفية ولا يملك شيئآ ونصحها باعطاء الأمر فرصة للتفكير ولكنها كانت قد عقدت عزمها علي الزواج من أي شخص للهروب فقط وتم زواجها وقام باستئجار مسكن إيجار جديد وبدأت حياتها الزوجية معه في جو هاديء لمدة 6 أشهر فقط ليفاجأها بأنه لم يخبر أسرته بأنها تعمل فالعمل للفتاة في عرف أسرته خارج التقاليد والأعراف ولابد منها أن تتماشي معه في كذبته حتي لا تسبب له مشاكل في أسرته ووافقت علي اعتبار بعد المسافات بينها وبينهم ولكنها فوجئت بوالدته تزورها فجأة مع شقيقاته ليطلب منها التفرغ لهما تماما وعدم النزول للعمل حتي لاتنكشف كذبته. حمل وافقته في أول الأمر ولأنها أحست بأعراض الحمل لم تشأ أن تدمي حياتها بسبب الجنين الذي كانت تتمناه وعندما علمت أسرته بحملها قررت والدته أن تقيم عندها بحجة خدمتها في فترة حملها وعندما رفضت تطاول عليها زوجها وقام بدعوة والدته دون علمها لتفاجأ بها دون سابق إنذار وكالعادة كان لابد أن تتخلي عن عملها كي يستمر في كذبته علي أسرته وصارحت والدها بحياتها البائسة فقام بتهدئتها علي انها فترة وسرعان ما ستزول وتعود الأمور كسابق عهدها وتحاملت من أجل الطفل حتي وضعت بسلام ولكن شيئا لم يتغير فحماتها تقيم عندها إقامة كاملة بل وتدعو أقرباءها للمبيت دون أدني اعتبار لها. اكتشفت في لحظة صدق ومواجهة مع نفسها بأن حياتها لم تتغير ففي كل مرة هناك من يقود سفينة الحياة وأحست بأنها عندما حاولت الهروب من زوجة أبيها وقعت في براثن حماتها التي نغصت حياتها وحولتها لجحيم وهي تتحكم في كل كبيرة وصغيرة ولذلك قررت الطلاق ولكن زوجها رفض فما كان منها الا انها أخبرت حماتها بعملها وبكذبة ابنها لتكون القطيعة بينهما ولم يحتمل الزوج بعد أسرته عنه فقام بطلاقها ولكنه رفض الانفاق علي ابنهما فقررت أن تقيم دعوي نفقة كي لاتضيع حقوق طفلها مع أب غير مسئول. نفقة أكدت أمام محكمة الأسرة برئاسة المستشار محمد رشد وأمانة سر عصام عوض بأن زوجها يكسب الكثيرمن عمله حيث يتولي إدارة حسابات عدة شركات ويتقاضي شهريا مالا يقل عن 8 آلاف جنيه. قضت محكمة الأسرة بالزامه بأداء نفقة لطفله 800 جنيه شهريا بعد أن قدم مستندات تثبت بأن دخله 4 آلاف جنيه.