أتواصل مع قراء "المساء" بسلسلة التحقيقات والتحليلات حول انتخابات الأهلي التي تجري هذه المرة في أجواء مختلفة. وذلك حول قواعد وأسرار وتوقعات.. وتناولت في الحلقة الأولي كيفية صناعة القائمة الرئيسية في هذه الانتخابات.. ودور لجنة الحكماء. وحجم المعارضة في الانتخابات السابقة. والانتخابات المرتقبة.. وأتناول في الحلقة الثانية الأسماء المرشحة لرئاسة الأهلي القائمة الرئيسية أو بمعني أدق خلافة حسن حمدي. والمجلس الحالي. بداية.. من المؤكد أن حسن حمدي لن يكون رئيسا للأهلي في دورته القادمة. ولكنه لن يكون بعيدا عن هذا الموقع إذا ما نجح في إدارته للانتخابات القادمة ليسلم المسئولية إلي مجلس يسير علي نفس النهج ويلتزم بكل الأصول الراسخة في النادي.. وحتي لا يأتي مجلس آخر يبعثر في كل الأوراق القديمة ويختلق مشاكل توقع النادي في أزمات وتخرجه من استقراره الذي هو سر نجاحاته وبطولاته.. والذي يحسد عليه من الأندية الأخري.. لذلك فإن المعركة الانتخابية المقبلة هي معركة حسن حمدي في الأساس. وتردد في شأن خلافة حسن حمدي عدة أسماء يمثل كل منهم قيمة كبيرة مثل المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام السابق. وإبراهيم المعلم الناشر المعروف ونائب رئيس الأهلي السابق ورئيس اتحاد الناشرين العرب السابق. إضافة إلي رجل الأعمال صفوان ثابت عضو مجلس الإدارة الحالي. وأيضا القطب الأهلاوي الكبير الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد. وبقراءة دقيقة في موقف كل اسم من الأسماء الأربعة المرشحة لرئاسة الأهلي وخلافة حسن حمدي.. نجد أن المهندس إبراهيم المعلم هو الأقرب للاتفاق عليه بشكل نهائي من القائمة الرئيسية ولجنة الحكماء.. ولنستعرض فرص كل واحد من الأربعة. المستشار عبدالمجيد محمود له معركته الخاصة في الوقت الحالي ولا يريد أن يقال عنه انه تنازل عن معركته الوطنية بسبب سعيه لرئاسة الأهلي.. ولكن السبب الأهم انه صديق مقرب جدا لمرشح الرئاسة المتأخر المرتقب محمود طاهر. ولن يقبل عبدالمجيد محمود أن يقف وجها إلي وجه مع صديقه المقرب. الدكتور حسن مصطفي يتطلع بالفعل إلي خوض المعركة الانتخابية وأن يفوز أولا بموافقة لجنة الحكماء وهو عضو فيها.. إلا أن الرأي الغالب بشأنه أن فرصته لم تكون ميسرة للحفاظ علي رئاسة الأهلي. وضمان ألا تذهب إلي المعارضة بسبب انه قد سبق له أن ارتدي فانلة الزمالك عندما كان لاعبا شابا في كرة اليد.. وهذا المأخذ كان سببا قويا في إضعاف موقفه عندما ترشح ضد صالح سليم في انتخابات سابقة. وقبل أن يعود إلي أحضان نفس القائمة لاحقا ويصبح أحد حكمائها.. بل انه ساند حسن حمدي كثيرا بعد رحيل صالح سليم.. لذا فإن احتمالات ترشحه للرئاسة تبدو ضئيلة. صفوان ثابت.. هو أحدث أعضاء مجلس الإدارة وعضويته بالتعيين كما انه رجل أعمال ناجح جدا ويستفيد منه النادي الأهلي وبالطبع لا يريد أن يغامر بمكانته كرجل أعمال له مصانعه وتجارته.. خاصة ان له علاقة عائلية قوية بجماعة الإخوان المسلمين ولا يريد أن تكون هذه العلاقة حملا ثقيلا عليه في ظل الأجواء السياسية المتقلبة. والتي ليست في صالح الإخوان أو من له علاقة بهم. المهندس إبراهيم المعلم.. نائب رئيس الأهلي السابق وعلي علم ودراية بأبرز مشاكله وملفاته كما انه برز كرجل دولة في السنوات الأخيرة إضافة إلي مكانته البارزة في عالم النشر والثقافة.. ولا مأخذ عليه أو محاذير. وسيكون طرح اسمه لرئاسة القائمة الرئيسية. ضامنا لنجاح القائمة ولبقاء رئاسة الأهلي في حوذة نفس القائمة دون أن يتعرض الرئيس لأي ضربات من المعارضة التي ستكون شرسة في الانتخابات المقبلة. لذلك أقول ان معركة الرئاسة لا تشغل بال القيادات التقليدية في النادي الأهلي وان هناك شبه إجماع علي أن يكون إبراهيم المعلم علي رأس القائمة عند إعدادها أو الاتفاق عليها بشكل نهائي.. وإن كان الوقت مازال مبكرا للإعلان النهائي ولكننا نسبق الأحداث بهذا التحليل الذي ربما قد يصيب أو يخيب إلا أنه في النهاية قراءة دقيقة للموقف. وفي مقابل الحالة شبه المستقرة علي اختيار المعلم مرشحا للرئاسة.. نجد أن الصورة في جبهة المعارضة غير واضحة المعالم حتي الآن.. فالجدال مستمر حول محمود طاهر عضو المجلس السابق. وطاهر أبوزيد نجم الكرة وعضو المجلس الأسبق.. وكلاهما مصمم علي اقتحام سباق رئاسة الأهلي رغم أن هناك جهوداً حثيثة ومتكررة للتوفيق بين الاثنين بحيث يدخل محمود طاهر رئيسا وطاهر أبوزيد نائبا له.. إلا أن هذه الحسبة لا تجد قبولا عند طاهر أبوزيد الذي يري أن المعركة معركته وان تاريخه كنجم في الأهلي يعطيه الأحقية في الوثوب لهذا المنصب.. وسوف يعتمد في ذلك علي اسمه الكبير وكشف كل أسرار المجلس الحالي برئاسة حسن حمدي يسانده في ذلك بعض النجوم السابقين للأهلي في كرة القدم والألعاب الأخري والإداريون الغاضبون من الإدارة الحالية والذين يجدون فيها انها إدارة بخيلة ولا تقدر ما يبذلونه من جهد. وباتفاق الخبراء المتابعين للأجواء الانتخابية في الأهلي.. فإنه إذا لم يحدث الاتفاق المنشود بين طاهر أبوزيد ومحمود طاهر وفق رؤية أغلبية المعارضة وأصر الاتفاق علي الدخول علي منصب الرئيس.. فإن هذا المنصب سيذهب حتما وبسهولة تامة إلي خليفة حسن حمدي. وهو حسب ما سبق كان إبراهيم المعلم. هذا التوقع مبني علي نظرية بسيطة جدا وهي تفتت أصوات المعارضة بين محمود طاهر وطاهر أبوزيد هذا التفتت سيكون لمرشح القائمة الرئيسية وهو بواقع حساباتي إبراهيم المعلم لأن وراءه كتلة انتخابية قوية وصلبة وثابتة وتاريخية.. ويكفي أن يكون من بين المؤيدين والداعمين له كل من حسن حمدي ومحمود الخطيب بما لهما من شعبية أصيلة في النادي وكل المؤيدين التقليديين لهما. وأكثر من ذلك ان هناك من يتوقع في جبهة المعارضة تراجع محمود طاهر عن الترشح لمنصب الرئيس إذا ما أصر طاهر أبوزيد علي الترشح أيضا.. وهؤلاء مقربون جدا من محمود طاهر الذي يري ان وجود طاهر أبوزيد مرشحا للرئاسة معه سوف يضعف موقفه. وانه لا يريد أن يلصق به الفشل إذا ما ترشح في وجود أبوزيد.. وهؤلاء المقربون أيضا من دائرة محمود طاهر يتفقون ان فرصته ستكون قوية جدا إذا ما كان وحده منافسا لأي مرشح من القائمة الرئيسية سواء كان إبراهيم المعلم أو غيره.. لأنه سوف يحظي بحشر الراغبين في التغيير. والتحول إلي عهد جديد مع إدارة جديدة في النادي الأهلي. وحتي إشعار آخر سوف تبقي "المفاجآت" هي عنوان المرحلة المقبلة رغم انني وضعت الخطوط العريضة والمحتملة لمعركة الرئاسة في انتخابات الأهلي المقبلة والمنتظرة.. وفي الحلقة التالية سيكون الحديث عن معركة نائب الرئيس ومعركة أمين الصندوق.. ثم المعركة الأكثر شراسة وتعقيدا في العضوية.