الكارثة التي تعرضت لها محطة فوكوشيما لتوليد الطاقة الكهربائية في اليابان حدثت في حقيقة الامر لمفاعل اقامته دولة متقدمة علي احدث تكنولوجيا وراعت فيه اقصي درجات الامان. ومع ذلك فقد تعرض هذا المفاعل لكارثة من جراء زلزال بلغت قوته تسع درجات بمقياس ريختر وموجات المد العاتية التي تبعته.وهذه الكارثة جعلته يصل الي نفس درجة الخطورة التي وصلت اليها كارثة مفاعل تشيرنوبيل في اوكرانيا قبل 25 عاما والذي اقيم بتكنولوجيا متخلفة تفترض ان كل شئ سوف يمضي علي ما يرام .ولم يعد هناك من حل لتلك الكارثة سوي ان يغطي المفاعل بكميات من الرمال ثم يحاط بحواجز خرسانية سميكة .وحتي هذا الاجراء لا يمكن القيام به الا بعد السيطرة علي مايحدث بداخله من حرائق وانفجارات. واذا كان كل ذلك قد حدث في فوكوشيما. فكيف بمفاعل ديمونة الاسرائيلي المقام منذ اكثر من خمسين عاما والذي انتهي عمره الافتراضي واصبح يشكل خطورة داهمة. والخطورة هنا لا تقتصر علي اسرائيل ويهودها. بل انها تمتد الي مليون و700 الف فلسطيني يقيمون داخل حدود الكيان العبري وعدة ملايين فلسطيني يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويعتقد ان هناك حالات كثيرة من السرطان بين الفلسطينيين ناتجة عن مواد مشعة تتسرب من هذا المفاعل. ويمتد هذا الخطر الي الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية والاردن التي لا يبعد هذا المفاعل كثيرا عن حدودها.كما انه يخالف القوانين الدولية التي تلزم الدول باقامة المنشأت النووية علي مسافة لا تقل عن خمسين كيلو مترا عن حدودها مع الدول المجاورة .وتشير بعض التقارير الي ان المفاعل مقام بالفعل في منطقة زلزالية نشطة .كما اصيب عدد كبير من العاملين به بمرض السرطان. من هنا يتعين علي العرب البدء في حملة لاجبار اسرائيل علي القبول باخضاع مفاعلها للتفتيش الدولي لتحديد مدي توافر شروط الامان فيه واجبارها علي اتخاذ الاجراءات اللازمة دون اعتبار لكون اسرائيل غير موقعة علي معاهدات حظر الانتشار النووي. والمتوقع هنا ان تتدخل دول الغرب التي طالما رعت اسرائيل لاجهاض اي محاولة عربية في هذا الصدد. لكن علي هذه الدول تذكر انها لن تكون بمنأي عن اي كارثة تقع بسبب تقادم هذا المفاعل حيث لا يفصلها عن اسرائيل سوي البحر المتوسط. والرياح كفيلة بباقي المهمة.