تلقينا رسالته التي حملت لنا صورة كتب عليها "الشهيد ابراهيم".. انها صورة قرة عينه.. وفلذة كبده الذي سقط برصاص الغدر ضمن أحداث جمعة الغضب في يناير الماضي.. ومن يومها والأب يصرخ مطالبا بالقصاص العادل ممن قتلوا ولده عسي أن تهدأ ناره علي فراق أعز الناس اليه. لم نتوقف عند سطور رسالة هذا الأب المكلوم "سمير أحمد محمد" بل بادرنا بالاتصال لنشد من أذره في مصابه الغالي فتحدث الينا بصوت يخنقه الدموع والأسي.. ودار معه هذا الحوار: * ................... ؟ أنا موجه لغة انجليزية "ادارة الزيتون التعليمية بالقاهرة" كنت أباً لستة أبناء حتي يوم الجمعة 28 يناير ذلك اليوم الذي فقدت فيه أصغر أبنائي ولدي "ابراهيم". * ................... ؟ أبدا لم يكن لابني الحبيب في السابق أي مشاركة في الحياة السياسية.. لكنه كان مثل جميع أبناء جيله يتابع النت ويستخدم الكمبيوتر خاصة انه كان يدرس بالسنة الثانية الجامعة العمالية قسم تكنولوجيا. * ................... ؟ لا لم يكن ولدي الشهيد ممن شاركوا في مظاهرة 25 يناير بل كانت أول مشاركة له يوم الجمعة.. حيث عاد للمنزل بعد أدائه الصلاة وطلب من أمه "كي قميصه".. ثم غادر البيت دون أن يخطرنا الي أين يذهب؟.. وانتظرنا عودته وطال انتظارنا.. "!!" * ................... ؟ في اليوم التالي خرج شقيقه "خالد" يبحث عنه في المستشفيات حتي تقابل بأخ كريم يدعي "الشيخ حماد" أخبره بأن ابراهيم أصيب بالمظاهرات وانه بالمستشفي وأخفي عليه في البداية حقيقة ما جري له. ثم توجه معه الي مستشفي المطرية التعليمي وأخبره بأن أخيه الحبيب وتوءم روحه قد استشهد وانه مودع بثلاجة المستشفي!!! * ................... ؟ انني مؤمن بقضاء الله وقدره حيث اصطفي ولدي وقتلوا غيره من أبناء الوطن لا لشيء سوي انهم خرجوا في مظاهرة سلمية.. وعبر جريدتكم أتوجه بسؤالين للدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة: أين دور المحافظة في تكريم أسر الشهداء؟ وما الاجراءات التنفيذية نحو ما تم الاعلان عنه من تعويضات أو معاشات استثنائية؟