نظم مئات الآلاف من مواطني الإسكندرية مسيرات احتفالية ابتهاجاً بنجاح ثورة 25 يناير.. بدأت من أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل عقب صلاة الجمعة التي أم فيها الشيخ المحلاوي المصلين وتمركزت خطبته علي حث المتظاهرين بضرورة مواصلة الضغط للحصول علي مطالب الثورة ومتابعة تنفيذها وحسن تعامل المواطنين مع بعضهم البعض بما يليق بأخلاق الثورة وأن تتجمع القلوب والعقول علي الإرادة وتجاهل محاولات التشتيت بأي طريقة كانت وفي النهاية توجه الشيخ بالدعاء لمباركة الدعوة وتحقيق مطالبها وأن يحفظ الله مصر وشبابها وأن ينتقم من الطغاة الظالمين وبعد انتهاء الصلاة أقام حوالي ألف من الشباب نصباً تذكارياً رمزياً واحتفالية كبري تضمنت فقرات فنية وإلقاء قصائد شعرية من الأطفال والنساء والرجال. وعقب ذلك بدأت الجموع الغفيرة من المواطنين بالتحرك ناحية سيدي جابر في مسيرات متعاقبة عبر طريق الكورنيش حتي منطقة الشاطبي ثم تجمعت في شارع بورسعيد وسط فرحة الجميع والتي اعتبروها بأنها فسحة ممزوجة بالمشاعر الوطنية الجياشة. ونزلت الأسر بكاملها إلي الشارع للمشاركة في الاحتفال.. وتخلل الاحتفالية الأغاني الوطنية وترديد أبيات الشعر والقصائد عن طريق سيارات تحمل مكبرات صوت نظمها مجموعة من الأشخاص الذين طالبوا بتحقيق المطالب التي اندلعت من أجلها الثورة ومواصلة الضغط لتنفيذها والاصرار علي الاطاحة ببعض القيادات والأجهزة التي اعتبروها شكلاًَ من أشكال الفساد. نال النصيب الأكبر من الهتافات التي تحمل الإساءة والتنديد أحمد عز وحبيب العادلي وصفوت الشريف وفتحي سرور وجهاز أمن الدولة وطالبوا بمحاسبة كافة المتورطين في شبهات الفساد والتربح من المال العام والبلطجية ومن تسبب في موت الشهداء خاصة في موقعة "الجمل" التي أسفرت عن موت الغالبية من الشهداء. كما طالبوا بضرورة إقالة المحافظ عادل لبيب لتعنته وانصياعه لرغبات الحاشية المحيطة به والسير في الطريق المضاد لرغبات المواطن البسيط. قامت مجموعات من الشباب بتوزيع منشورات أطلقوا عليها ائتلاف حماة الثورة بالإسكندرية. وأكدوا فيها أن الثورة مازالت مستمرة وأن الشعب المصري العظيم قام بتحرير نفسه من طاغية وأصبحت مصر محط أنظار العالم وأصبح المصريون مثالاً يضرب به في التحضر والرقي.. وطالبوا بمواصلة السير في الطريق إلي آخرة لأن المطالب التي بدأت بها الثورة تتغير وما تم تحقيقه هو القليل منها. وأثناء المسيرة كانت حوارات الشباب تدور حول ضرورة الوعي الثقافي والسياسي لدي المواطن ومعرفة حقوقه.. ما له وما عليه.. وحث البعض منهم علي ضرورة منع الرشوة وأن يغير كل إنسان السلوك السيئ الذي كان متعوداً عليه في الفترات الماضية. علي جانب الاحتفالية كان لعلم مصر النصيب الأكبر في المشهد وعلي جميع الأحجام من 100 متر طول وعرض 10 أمتار إلي الرسم علي الوجه والتي كانت تمثل سعادة كبيرة للأطفال ومصدر دخل لمن يقوم بهذه الرسومات من البسطاء فكان يتم رسم العلم علي خدي الطفل بجنيهين بيع أساور من القماش علي هيئة علم مصر وكاب الرأس أيضاً حتي ملابس البنات كانت تحمل الأحمر والأبيض والأسود وأيضاً انتشر باعة البطاطا والترمس والمياه المعدنية والغازية.. وكان الجميع يتسابق في تصوير شعارات أو صور الشهداء التي كان يحملها أهلية كل شهيد أو صياغة النكته السياسية أو رسوم الكاريكاتير الساخرة لرموز النظام. أسفرت هذه الاحتفالية عن شلل مروري تام من الشاطبي حتي محطة الرمل وكان آخر محطة لوصول السيارات القادمة من المندرة هي منطقة الشاطبي لتعود بعدها السيارات مرة أخري إلي المندرة.