هل تعود الحياة لمترو مصر الجديدة من جديد ويصبح منافساً قوياً لمترو الأنفاق باعتباره واحداً من أقدم وسائل النقل العام في مصر والتي اهتم بها التقرير الذي أعدته شعبة النقل والمواصلات بالمجلس القومي للإنتاج والشئون الاقتصادية؟ مترو مصر الجديدة يعاني من مشاكل عديدة ومعاناة يومية لركابه من انتهاء العمر الافتراضي لقطاراته وزيادة زمن التقاطر الذي يصل لأكثر من ساعة وتعطل الركاب عن الوصول لقضاء مصالحهم وأعمالهم. "المساء" قامت بجولة للاقتراب من مشاكل مترو مصر الجديدة مع الركاب وسائقي ومحصلي قطاراته واتجهت بها لرئيسة الإدارة المركزية للمترو وجاء هذا التحقيق. يقول محمد عبدالعال عبدالمحسن "ناظر محطة" وفؤاد فراج "ناظر محطة" أن المترو يعاني من نقص في عدد القطارات التي انتهي عمرها الافتراضي ولا تتوافر قطع غيار لقدم موديلاتها مما أدي إلي تناقص أعدادها العاملة حالياً حتي وصلت إلي 15 قطاراً في الخطوط الأربعة للمترو النزهة وعبدالعزيز فهمي والميرغني والمطرية وبالتالي لا تتناسب مع عدد الركاب الذين يستخدمونه الذي يصل يومياً ل 60 ألف راكب بينما كان في الماضي يقوم بنقل 000.200 ألف راكب منذ 10 سنوات فقط. يشاركه في الرأي علي رجب "ناظر محطة" وزكريا السيد "سائق مترو" ان نقل تبعية المترو إلي هيئة النقل العام منذ عام 1991 وتهالك القطارات جعل الهيئة تقوم بتدعيم خطوط المترو بقطارات الترام الصالحة للعمل و6 قطارات وتجري الصيانة بصورة مستمرة ولكن المشاكل مازالت مستمرة حيث نعمل بأدوات بدائية فمثلاً مقابض عجلة قيادة القطار التي كانت تصنع من النحاس أصبحت من مادة "الانتمونيا سهلة الكسر مما يتسبب في الاعطال الكثيرة لحركة المترو وتزيد من زمن التقاطر ومعاناة الركاب والتشاجر معنا واهانتنا بأقذع الألفاظ معتقدين أننا السبب في كثرة الأعطال وتعطل مصالحهم. يؤكد حسن علي "محصل" وزميله عادل أحمد أن الإهمال وعدم الاهتمام بوسيلة النقل الجماعية العريقة وصديقة البيئة المتمثلة في مترو مصر الجديدة نتيجة عدم وجود ميزانيات للإنفاق عليه من قبل هيئة النقل العام. رغم وجود ورشة المترو بألماظة وهي من أعرق ورش الصيانة ولكنها تحتاج لإسناد العمل بها للشركات الكبري مثل التي تتولي صيانة مترو الأنفاق لعودة الحياة لمترو مصر الجديدة. والقضاء علي مشكلة المياه الجوفية التي تتسبب في أعطال المترو يومياً في العديد من محطاته. ويتمنون أن يتم تطويره والاهتمام به. كما هو الحال بترام الإسكندرية الذي يعد علامة سياحية لديهم. تشكو سناء كامل "موظفة" وإسلام فؤاد "طالب جامعي" ومختار أمين "طالب جامعي" طول زمن انتظارهم للمترو والتي قد تصل لأكثر من ساعة بسبب كثرة أعطاله وتهالك المقاعد بالقطارات والنوافذ المحطمة.. رغم أنهم يفضلون ركوبه لعدم وجود تكدس مروري بخط سيره كما أنهم يصلون لكلياتهم وأعمالهم في وقت متأخر لذلك يضطرون للنزول من منازلهم مبكراً حتي يتفادوا الزمن الضائع في ركوب وانتظار المترو. تؤكد نحمده سالم "ربة بيت" وصابر موسي "موظف" أن توفير ميزانية للإنفاق علي تحسين وصيانة المترو يمكن أن تتوفر من زيادة قيمة التذكرة من 50 قرشاً إلي جنيه حتي تعود الحياة والتطوير له من شبكات حديدية وفلنكات وقطارات ويستطيع أن ينافس مترو الأنفاق ويخفف الضغط المروري بالشوارع.. والعمل علي زيادة سرعته حيث يمشي ببطء ويقضي علي الأعطال المتكررة به ويصبح وسيلة آدمية ويتم تطوير محطاته حيث تعاني الإهمال وتحطم المقاعد والمظلات بها. يطالب محمد فكري "عامل" ومحمد عبدالعزيز "معاش" بضرورة القضاء علي مشكلة العطل الرئيسي والذي يعاني منه الركاب ذهاباً وإياباً بالمترو في محطة كلية البنات حيث تداخل والتقاء مسارات خطوط المترو بدون أي رقابة إدارية مما يعطل الحركة ويتمنون أن تبني كبار أو أنفاق للقضاء علي هذه المشكلة. نقلت "المساء" هموم وشكاوي الركاب والعاملين بالمترو إلي م. جورجيت عبدالملاك رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية بمترو مصر الجديدة حيث اعترفت بوجود مشاكل ومعاناة يومية نتيجة نقص الامكانيات المادية وصعوبة تجديد وإحلال القطارات التي انتهي عمرها الافتراضي.. وأن هيئة النقل العام تشرف إدارياً علي المترو وتدعمه بقدر المستطاع بقطارات الترام لخدمة الركاب والحفاظ علي أقدم وسيلة نقل جماعية في مصر. تؤكد أن خطوط المترو تعمل بالتبادل مع مترو الأنفاق وهناك حلول ودراسات عديدة للقضاء علي معاناة الركاب مثل شفط المياه الجوفية والقضاء عليها ايضا عندما تتوفر الميزانية. تضيف ان الاهتمام بعودة الحياة لمترو مصر الجديدة في الطريق حيث ان هناك مشروعا لتطويره وضعته كل من هيئة المجتمعات العمرانية ووزارة النقل ومحافظة القاهرة وسوف ينفذ كمرحلة أولي علي خط مدينة نصر الذي توقف منذ بداية العمل في مشروع مترو الأنفاق بمحطة كلية البنات.. وسوف يتم تمديد خط سير المترو إلي مدينة القاهرةالجديدة ويشمل التطوير البنية الأساسية للمترو من قضبان وفلنكات وشبكات كهرباء بالنظام العالمي الذي تعمل به جميع وسائل الترام والمترو عالمياً حيث سيتم توسيع المسافة بين القضبان الحديدية من مسافة متر إلي 432.1 متراً كما هي في ترام الإسكندرية.. وتجري حالياً دراسة النظام المناسب لتمويل مشروع التطوير بمشاركة القطاعين العام والخاص وطرحه بنظام المناقصات وإسناد التنفيذ للشركة المنفذة.. وسوف يطبق التطوير علي باقي خطوط المترو في المستقبل.