رئيس جامعة الإسكندرية: دعم الطلاب المتعثرين في المصروفات    بالصور جامعة أسيوط الأهلية تستقبل العام الدراسي الجديد برفع العلم والنشيد الوطني    بالصور- رئيس جامعة بنها يتفقد سير العملية التعليمية ويشارك الطلاب تحية العلم    وزير التعليم العالي يطمئن على انتظام الدراسة بجامعة حلوان    تعليمات جديدة من الأزهر مع بداية العام الدراسي الجديد (صور)    السبت 28 سبتمبر 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت في المصانع المحلية اليوم    «حياة كريمة»: افتتاح منافذ جديدة لبيع اللحوم البلدي والمجمدة بأسعار مدعمة    التضامن والعمل الدولية تبحثان تعزيز أوجه التعاون في الملفات المتعلقة بالتشغيل والعمالة غير المنتظمة    الضرائب: إتاحة 62 إتفاقية تجنب ازدواج ضريبى على الموقع الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية    صفارات الإنذار تدوى في مستوطنات شرق تل أبيب    مراسل «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يشن هجمات عنيفة على لبنان    صحة غزة: ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 41 ألفًا و586 فلسطينيًا    عواد يقترب من الانضمام لمعسكر المنتخب في أكتوبر    أسيوط: تحرير 67 محضرا خلال حملات تموينية بمركز ديروط    أسيوط: مواصلة شن حملات لإزالة التعديات على حرم الطرق وضبط الأسواق بمركز أبوتيج    «تعليم القاهرة» تطلق حملة «ابدأ بصحة» في المدارس غدًا    تامر حسني: فيلم "ريستارت" هينزل في عيد الفطر وليس رأس السنة    كانت بتراضيني.. إسماعيل فرغلي يتحدث عن زوجته الراحلة بكلمات مؤثرة    الاثنين.. القومي للسينما يعرض فيلم الطير المسافر في نقابة الصحفيين    بمشاركة مسار إجباري.. حكيم يُشعل المنيا الجديدة بحفل ضخم وكلمات مؤثرة    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    عمرو سلامة يوجه الشكر ل هشام جمال لهذا السبب    الإفتاء في اليوم العالمي للمسنين: رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي    «الزراعة»: مصر لديها إمكانيات طبية وبشرية للقضاء على مرض السعار    «وداعا للمسكنات».. 6 أطعمة تخفف من آلام الدورة الشهرية    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    خطة المدن الجديدة لاستقبال فصل الشتاء.. غرف عمليات وإجراءات استباقية    إصابة 3 أشخاص في حادث على طريق العريش الدولي بالإسماعيلية    رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن مقتل نصر الله: هذا ليس آخر ما في جعبتنا    30 يومًا.. خريطة التحويلات المرورية والمسارات البديلة بعد غلق الطريق الدائري    وزير خارجية الصين يشيد بدور مصر المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي    الهند تحذر:استمرار باكستان في الإرهاب سيؤدي إلى عواقب وخيمة    تداول 47 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    جمهور الزمالك يهاجم إمام عاشور واللاعب يرد (صور)    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    حفيد عبد الناصر: الزعيم يعيش فى قلب كل مصرى    4 نوفمبر المقبل .. وزارة الإسكان تشرح للمواطنين مزايا التصالح على المباني المخالفة    سعر الدينار الكويتي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 28-9-2024 في البنوك    الجيش الإسرائيلي يؤكد اغتيال حسن نصر الله    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف بعلبك والمناطق الجنوبية اللبنانية    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا 29 سبتمبر    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    عاجل.. أول تحرك من الخطيب بعد خسارة الأهلي السوبر الأفريقي    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    جوميز: الزمالك ناد كبير ونسعى دائمًا للفوز    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    زيزو: قرار استمراري مع الزمالك الأفضل في حياتي    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرائق القمح.. مدبرة..أم صدفة؟!
نشر في المساء يوم 17 - 05 - 2013

تؤكد المؤشرات أن محصول القمح هذاالعام وفير وبكميات تفوق أي موسم سابق. وبقدرما كانت السعادة تبدو علي الجميع مسئولين ومواطنين. بقدر ما أصابهم الفزع من توارد أخبارعن حرائق طالت المحصول في حوالي 10 محافظات.
تري من وراء هذه الحرائق. هل هي بفعل فاعل. أم مصادفة؟!
"السجائر" المتهم الرئيسي.. بأسيوط
أسيوط محمود وجدي
تعددت حرائق زراعات القمح بقري ومراكز محافظة أسيوط. في منفلوط وصدفا والغنايم والقوصية بدون معرفة أسباب تلك الحرائق التي يرجعها المزارعون دائماً إلي إلقاء عقب سيجارة مشتعلة دون قصد. ومع حرارة الجو وجفاف أعواد القمح تشب تلك الحرائق دون معرفة الفاعل الحقيقي. ليصبح الفاعل والمتهم دائماً هو عقب السيجارة رغم وجود خلافات عائلية وثأرية تكون السبب في إشعال القمح عندما اتهم أولاد أحمد بقرية نجوع السدادرة الغربي خصومهم بالتسبب في إحراق المحصول. وهو الامر الذي أوجد هاجساً لدي المزارعين بضرورة حراسة المحاصيل بتواجدهم الدائم بالزراعات حتي ينتهي موسم الحصاد ودراسة المحصول.
عبر ميلاد كرم شاروبين "46 سنة" مزارع من أبناء قرية المنشاة الكبري بمركز القوصية عن أحزانه لتعرض مساحة القمح التي يمتلكها للحريق وتقدر بحوالي نصف فدان مما ترتب عليه خسارة تقدر بحوالي من 8-10 أرادب مرجعا سبب الحريق الي إلقاء أحد المارة عقب سيجارة مشتعلاً وقام بتحرير محضر بالواقعة.
ويقول زكريا لمعي علي همام "53 سنة" سائق من أبناء قرية دير الجنادلة التابعة لمركز الغنايم انه تعرض "جرن القمح والذي يتم فيه تشوين المحصول لحين درسه لحريق هائل أتت عليه تماماً وأنه لا يعرف سبب الحريق. وبخاصة انه ليس له أي خصومات مع أحد وفوض أمره لله وتم اخطار المعمل الجنائي للمعاينة.
أضاف أحد أولاد أحمد بقرية نجوع السدادرة بمركز صدفا.والذين تعرضت زراعة المقح الخاصة بهم مساحة فدان لحريق أتي علي أكثر من نصف المحصول بعد ان استطاع بمساعدة الأهالي انقاذ حوالي نصف فدان متهما خصوما باشعال النيران في المحصول انتقاما منا لوجود خلافات بيننا علي مساحة ربع فدان في هذه الأرض. بالرغم من ان موقفنا صحيح من الناحية القانونية والعرف بعدما قمنا بشراء هذه الأرض منذ عدة سنوات ونقوم بزراعتها وجميع أهالي القرية يعرفون ذلك الا ان هناك من ادعي بشراء مساحة 6 قراريط من الأرض وهو ما أوجد صراعا عليها.
ومن القري التي شهدت احتراق محصول القمح بها قرية بني شقير. والتي تعرضت مساحة قدرها فدان ونصف ملك المزارع عبدالغني عبدو عبدالغني لحريق أتت عليه تماما رفض صاحبها إتهام أحد بالتسبب في احتراقها وألقي بالتهمة علي المجهول الذي سوف يظل مجهولا دائماً في نظر المزارعين والمسئولين لان حرائق القمح تتكرر بشكل مستمر كل عام.
ويقول عوض محمود سعيد من كبار المزارعين بقرية بني شقير بمركز منفلوط ان منفلوط من أكبر المراكز زراعة للقمح وان أسباب حرائق المحصول ترجع لأسباب غير مقصودة وخاصة في موسم الحصاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكذلك الاهمال الخطير من قبل المزارعين فالبعض يقوم بالقاء عقب السيجارة المشتعلة لتجرفها الرياح للزراعات التي تشتعل فورا نظرا لجفافها أو قيام البعض باعداد الشاي في الحقول. وتطاير الشرر بفعل الرياح ويؤدي الي الحرائق وأيضاً هناك حرائق تكون كيدية بفعل أياد خفية نظرا لوجود مشاكل أو خصومات القصد منها تدمير اقتصادومحاصيل خصومهم.
وشب حريق هائل في زراعة القمح التابعة لمطرانية طما حيث فوجيء الأهالي بالنيران تشتعل في قطعة أرض مزروعة بمحصول القمح علي الفور هرول الأهالي من المسلمين والمسيحيين في محاولة لإخماده التي أتت علي غالبية المحصول نظرا لجفاف أعواد القمح.
وقال مجدي سليم وكيل وزارة التموين بأسيوط انه تم تشكيل لجنة لاستلام الأقماح من المزارعين بالقري والمراكز وتخزينها بالشون والصوامع الخاصة بالمحافظة للحفاظ عليها ومنعا لتعرض محاصيل الزارعين لأي خسائر من سوء التخزين أو الحرائق.
وأكد أحمد رفعت وكيل وزارة الزراعة بأسيوط انه لا توجد أي تعويضات من قبل وزارة الزراعة لزراعات القمح التي تشتعل فيها الحرائق الا اذا قام المزارع بالتأمين علي زراعه وهو أمر غير شائع بين الفلاحين.
طبيعية وقدرية.. بالمنوفية
المنوفية - نشأت عبدالرازق:
أكد اللواء ياسين طاهر السكرتير العام لمحافظة المنوفية. رئيس اللجنة العليا للزراعة ان معظم حرائق القمح طبيعية وقدرية لكن تم رفع درجة الاستعداد القصوي لقوات الحماية المدنية والاطفاء لسرعة التحرك فور الابلاغ عن نشوب حريق.
طالب بضرورة زيادة وعي المزارعين والمحيطين عن التعامل مع المحصول وعدم التأخير في حصاده خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو ونضج القمح مما يعرضه للاشتعال في ظل الاهمال واللامبالاة من جانب بعض المزارعين والأهالي.
وقال د.أحمد حبليزة وكيل وزارة بالمنوفية ان حرائق القمح تحدث في المساحات الكبيرة مثل السادات والخطاطبة حيث يعتمد مزارعوها علي استخدام آلات الميكنة الحديثة في الحصاد وبالتالي يتم ترك جزء كبير من سيقان النبات في الأرض وقبل تنظيف الأرض وحرثها يتم حرق تلك الأجزاء الأمر الذي يتسبب في نشوب الحرائق وانتقالها بفعل الرياح إلي الأراضي المجاورة مشيرا إلي أن حرق مخلفات القمح يقتل الكائنات الحية وبالتالي يفقد الأرض نسبة من خصوبتها مما يقلل الانتاجية من المحاصيل.
أكد وكيل وزارة الزراعة انه يتم تنظيم ندوات ودورات ارشادية للمزارعين لزيادة وعيهم عن أساليب التعامل مع الزراعات المختلفة مشيرا إلي أن الوزارة خصصت صندوقا لدعم المحاصيل الاستراتيجية والتأمين عليها لتعويض المزارعين عن أي ضرر وقد يلحق بمحاصيلهم لكن الصندوق في حاجة إلي دعم مادي.
وطالب علي الميهي بعدم ترك المحصول لفترات طويلة في الأرض والاجران وتوعية المزارعين عن طريق ادارات الارشاد ومسئولي الجمعيات الزراعية أو في لجان القمح إلي جانب ضرورة حظر اشعال الحرائق بجوار زراعات القمح مع سرعة نقل المحصول إلي أماكن آمنة بدلا من تركه عرضة للحريق.
أوضح ان الاهمال من جانب المزارعين يعد السبب الرئيسي في حرائق القمح حيث ان إلقاء عقب سيجارة مشتعل أو اشعال نيران بجوار الحقل يؤدي إلي نشوب حريق بالمحصول يتسع نطاقه وتصعب السيطرة عليه مع سرعة الرياح وخاصة مع وصول قوات الحماية المدنية لموقع الحريق متأخرة لعدم وجود طرق ممهدة وضيق الطرق الزراعية.
أشار عبدالجواد شكري إلي أن المحافظة شهدت واقعتي حريق لمحصول القمح هذا الموسم أولاهما احتراق 3 افدنة بمزرعة تابعة لكلية الزراعة بجامعة المنوفية بقرية الراهب نتيجة سقوط اسلاك كهرباء من الضغط العالي بسبب شدة الرياح والعواصف الجمعة الماضية. ثانيهما احتراق فدانين من القمح بمزرعة تابعة لشركة النيل للتقاوي بالخطاطبة ورجح المسئولون بأن السبب ماس كهربائي من اسلاك الضغط العالي المارة بالمزرعة موضحا ان سبب مثل تلك الحرائق العادات السيئة للمزارعين من اشعال السجائر والنيران قرب الزراعات وكذا ارتفاع درجات الحرارة وطالب بضرورة سرعة حصاد وتوريد المحصول ومراقبة الحقول ونقل التبن علي الفور من الأرض وحظر التدخين مع توفير نقاط إطفاء بالقرب من المساحات الكبيرة المنزرعة بالقمح.
الفاعل مجهول.. بالبحيرة
البحيرة- كارم قنطوش:
امتد مسلسل حرائق القمح لأراضي البحيرة. فقد حصدت النيران محصول تسعة أفدنة بمركزي كوم حمادة ودمنهور من خلال ثلاث حرائق الأول بمزرعة المدرسة الثانوية الزراعية بكوم حمادة ونتج عنه ضياع محصول فدانين من أرض المزرعة وأرجع مسئولو المدرسة سبب الحريق الي حدوث ماس كهربائي بأبراج التيار العالي المار أعلي المزرعة والثاني بناحية منية عطية بمركز دمنهور في مساحة ملك ربيع محمد رزق "60 سنة" ونصر الدين بركات عبدالقوي "46 سنة" ونتج عنه احتراق محصول 18 قيراطاً وأرجع المزارعان السبب الي سقوط أحد أسلاك الكهرباء علي المحصول بسبب شدة الرياح. أما الحريق الثالث وهو الأكبر من نوعه فكان في قرية البلاكوس بمركز كوم حمادة بأرض عبدالحميد محمد الطحان "45 سنة" وعبدالنبي عبدالرؤوف حمودة "65 سنة" وامتدت النيران إلي حقل الطاهر عبدالحميد المصري بالأرض المجاورة لهما لتلتهم محصول ستة أفدنة.
ومازالت أجهزة البحث الجنائي والأدلة الجنائية تبحث عن أسباب الحرائق الثلاث لتقديم تقاريرها للنيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
يقول محمد عبدالله أحمد "مزارع" من مركز كوم حمادة "طول عمر الفلاح راضي بالهم. لكن الهم مش راضي بينا. عايز أقولك إن الحرائق اللي حصلت الموسم ده بتحصل كل موسم وده شيء عادي وعارفين نهايته ان الفاعل مجهول..أوضح علي عبدالسلام محمد ان هذه المحاصيل التي نقوم بزراعتها لا يوجد أي تأمين عليها وتساءل لماذا لا تقوم الدولة بالتأمين علي الحاصلات الزراعية من القمح والقطن والذرة وغيره مثل تأمينها علي السيارات.
أما عيسي عبدالرازق فقال: الفلاح غلبان ولا يوجد من يدافع عنه سواء اذا تعرض محصوله للحرق أو نفقت ماشيته بأي سبب من الأسباب واستطرد في الحديث حتي كادت الدموع تتساقط من عينيه قائلاً "احنا ملطشة لكل من هب ودب" والميه عمرها ما تطلع العالي. احنا كل يوم نصبح علي "بلوه" بشكل مختلف عن اللي قبلها. خد عنك النهاردة مفيش سماد. النهاردة مفيش مياه للري. مفيش عمال للحصاد. المحصول شب فيه حريق ولا أحد يعلم السبب!!
وطالب سيد أحمد محمد من مركز دمنهور بضرورة وجود تأمين علي جميع الحاصلات الزراعية للمزارعين حتي يجد المزارع التعويض المناسب في حال تعرض حاصلاته لأي مكروه. مؤكداً ان ثمن بيع أي محصول هو "خميرة" المزارع السنوية التي يقوم بالانفاق منها علي أسرته لحين حصاده للمحصول القادم. فاذا أكلت النيران المحصول الذي ينتظره فمن أين سينفق علي أسرته؟!. توجهنا إلي المهندس زكريا عفيفي وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة لنعرف منه الاحتياطات التي تم اتخاذها خشية وصول هذه الحرائق لشون المقح. فقال هناك 42 شونة تستقبل محصول القمح من المزارعين منها 24 شونة لبنك التنمية والائتمان الزراعي وان هذه الشون لم يصرح لها باستقبال الأقماح الا بعد المعاينات اللازمة لها وتوافر اجراءات الأمان والاطفاء. فضلاً عن وجود أطقم من الخفراء ليل نهار لهذه الشون. وبالنسبة للمساحات التي وقعت بها حرائق وصفها بالهزيلة. مؤكداً ان المحافظة بها أكثر من 500 ألف فدان مزروعة قمح وما تعرض للحرق لا يؤثر علي هذه المساحات الكبيرة!
حرارة الجو.. في سوهاج
سوهاج- محمد حامد:
أكد عدد من المزارعين والفلاحين بسوهاج ان المحافظة اذا كانت قد شهدت هذا العام حرائق في محصول القمح في عدة مناطق فإنها قليلة جدا بالقياس إلي محافظات أخري مشيرين إلي ان تلك الحرائق غير متعمدة حيث أرجع البعض منهم السبب إلي درجة حرارة الجو فيما البعض الآخر ألصقها إلي عقب سيجارة أو ماس كهربائي.
يقول رمضان عبدالجابر مزارع: سمعنا عن كثرة الحرائق بمحاصيل القمح وهذا كان يحدث في الأعوام الماضية لكن ليس بتلك الصورة التي سمعنا عنها وشاهدناها بعدد من المحافظات هذا العام ولابد ان يتم الأخذ في الاعتبار ارتفاع درجة حرارة الجو احد الأسباب الرئيسية وراء انتشار موسم حرائق القمح.
أما محمد جيد محمد "مزارع" من طما فيؤكد ان هناك ارتفاعاً في انتاج القمح هذا العام عن الأعوام السابقة والخير كثير وان الحرائق التي حدثت قليلة بالقياس إلي انتاج القمح وهي عادية ولا توجد أية شبهة أخري غير ان شرارة من اللهب إما بسبب ماس كهربائي أو حريق بمنزل امتد شرارة منه إلي مزارع القمح القريبة أو ان أحد المارة ألقي عقب سيجارة علي محصول القمح نتج عنه حريق.
أحمد ماهر مدرس من طهطا يقول لقد حدث حريق بقرية الصفيحة تسبب في احتراق ما يقرب من فدانين قمح وتبين ان سببه شرارة من ماس كهربائي بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو وانه لا يوجد بالحرائق التي حدثت في محصول القمح القليلة بسوهاج شيء متعمد.
أضاف ابراهيم عرفة بقرية الشوكا مركز طما ان أغلب الحرائق التي حدثت بسوهاج بسبب عقب سيجارة أو ماس كهربائي مشيرا الي انه منذ أسابيع نشب حريق بمحصول القمح بأرض زراعية ملك أحد المواطنين أدي إلي احتراق مساحة 8 قراريط من محصول القمح وسبب الحريق قيام أحد المارة بالقاء عقب سيجارة مشتعل دون قصد.
يشير أحمد عزت النمر عمدة قرية بندر بجرجا الي تخوف المزارعين الوحيد هو حرائق المحاصيل وخاصة في موسم الحصاد بسبب ارتفاع درجات حرارة الجو لذا يحرص المزارعون خاصة في القري علي تواجدهم بجوار المحصول حتي الانتهاء من درسه وتوريده.
بينما أرجع عبدالعزيز السيد عبداللاه "مزارع" بقرية الديابات حدوث حريق في زراعات القمح الي ارتفاع درجة حرارة الجو بالاضافة الي العادات السيئة للمواطنين التي تتمثل في اشعال النيران بالقرب من زراعات القمح أو إشعال السجائر وإلقائها بالقرب من المحصول خاصة مع جفاف المحصول في هذا التوقيت مما يجعله قابلا للاشتعال.
أكد نورالشريف نقيب الفلاحين بمحافظة سوهاج بان حرائق القمح القليلة التي حدثت بسوهاج غير متعمدة علي الاطلاق. مشيرا الي ان أغلب تلك الحرائق بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو حيث تؤثر علي بعض الاسلاك الكهربائية فينتج عنها شرر أو ماس حراري ولتنجب الجرائق لابد من حملة لتوعية المزارعين بضرورة سرعة حصاد وتوريد محصول القمح ومراقبة الحقول أثناء حصاد المحصول وعدم استخدام أي مواد تؤدي إلي الاحتراق بأنواعه. وعدم التدخين داخل الحقل مشدداً علي ان حرائق محصول القمح بالمحافظة علي أصابع اليد الواحدة وهي حرائق عادية نتيجة ظواهر طبيعية.
أكد المهندس مصطفي عبدالفتاح وكيل وزارة الزراعة بسوهاج علي ان حرائق محصول القمح في سوهاج لم تحدث سوي مرتين أو ثلاثة احداهما بمزرعة مطرانية طما بسبب إلقاء بعض الصبية ألعاب نارية والأخري بطهطا لالقاء أحد المارة عقب سيجارة فيما الأخيرة كانت نتيجة ماس حراري لارتفاع درجة الحرارة وهي حرائق ليست متعمدة.
قال عبدالفتاح ان المديرية دائماً تنصح المزارعين والفلاحين تجنب دخول السيارات خاصة النقل الي الأرض الزراعية ولابد من ان تكون الة الحصاد بعيدة بما لا يقل عن 25 متراً من المحصول وأيضاً عدم ترك الأقماح فترة طويلة ولابد من سرعة حصده وجمعه ودرسه ومن ثم توريده وأيضاً عدم ترك الأقماح بجوار حرائق قش القصب فهذا فيه خطورة لأنه من الممكن ان يؤدي إلي اشتعال القمح المجاور. وتجنب حرق بواقي القمح "القش" بالقرب من المحصول ويفضل ان يكون جمع القمح بعيداً عن الطرق الرئيسية أو السريعة خشية من إلقاء أحد المارة عقب سيجارة.
الرياح وشرارة الضغط العالي.. بالشرقية
الشرقية - عبدالعاطي محمد:
يقول محمد المصري - مزارع - ان القمح أهم محصول لنا كفلاحين لدرجة ان البعض منا يبيت عند أرضه بمجرد الحصاد تخوفا من ضياع تعبه في غمضة عين وهو أحوج للجنيه خاصة في ظل الظروف الصعبة وسبق ان قام أحد "الأنفار" الذين يقومون بالحصاد بإلقاء عقب سيجارة كان سببا في احتراق المحصول واصيب هو الآخر ولولا ستر الله لانتقل الحريق إلي الأراضي المجاورة.
طالب محمد السيد مزارع بمتابعة مستمرة لأسلاك الضغط العالي التي تشق الحقول وعمل صيانة للأسلاك التي تشكل خطورة لحماية المحصول الاستراتيجي للدولة إلي جانب رفع المحولات الكهربائية المجاورة للحقول.
دعا سالم محمد إلي ضرورة تعويض المزارعين الذين يتعرضون لمثل هذه الحرائق فورا وذلك بإنشاء صناديق خاصة للصرف منها علي الكوارث التي يتعرض لها الفلاحون.
من جانبه قال المهندس محيي الدين عوض الله وكيل وزارة الزراعة بالشرقية ان المحافظة تزرع 4419 ألف فدان علي مستوي المحافظة وبالنسبة لاحتراق 153 فدان قمح بالصالحية الجديدة بسبب تطاير شرارة من أسلاك الكهرباء بعد الحادث الوحيد هذا العام وان سرعة الرياح ساعدت علي احتراق هذه المساحة الكبيرة لافتا إلي أن صاحب هذه المساحة حرر محضرا ضد شركة الكهرباء وانه تم تشكيل لجنة من المديرية لمعاينة الحريق وتقدير حجم الخسائر للعمل علي صرف التعويض اللازم سواء من الزراعة أو المحافظة.
اضاف انه طالب مديري الادارات الزراعية علي مستوي المحافظة بتوعية المزارعين بالحفاظ علي زراعات القمح من أي اخطار.
غامضة.. بالمنيا
المنيا - مهاب المناهري:
علي الرغم من انها من أكثر المحافظات التي تقوم بزراعة القمح إلا أنها لم تشهد سوي نشوب حريق القمح هذا العام في قرية منشية اليوسفي التابعة لمركز بني مزار التهمت فيه ألسنة النيران مساحة 8 أفدنة من اجمالي المساحة المزروعة التي تقدر ب 11 فدانا حيث تمكن رجال الحماية المدنية من اخماد النيران وحيولة وصول النيران إلي باقي المساحة المزروعة ملك أحمد صلاح دربالة 50 سنة فلاح مقيم ذات الناحية ومؤجرة لمصطفي محمد عبدالوهاب 54 سنة موجه بالتربية والتعليم وتم تحرير محضر بالواقعة ولم يتهم صاحب المحصول أحدا بارتكابها.
يقول علاء محمد - مزارع - ان سبب الحرائق في أغلب الاحوال يكون بسبب إلقاء عقب سيجارة في جانبي الطريق ومع وجود الأعشاب والحشائش تتطاير الشرارة وتتسبب في نشوب الحرائق بدون قصد.
وأكد ثابت أبوليلة صاحب أراض ان معظم الحرائق التي تحدث بدون فعل فاعل ويكون أغلبها بدون قصد لأن محصول القمح يمثل أمنا قوميا لمصر.
يختلف معه في الرأي ماركو ميشيل وديع صاحب مزرعة حقلية بسمالوط حيث يقول ان نسبة نشوب الحرائق بالمنيا ضئيلة جدا وأحيانا قد تكون بدون قصد وبالصدفة فبعض العمال يقومون بحرق القمامة والأعشاب القديمة ويتناسون اخماد النيران قبل مغادرة المكان فمع الهواء وتتجدد ألسنة النيران إلا إذا كان هناك تصفية حسابات بين الزارع والجناة وتكون في ذلك الحالة بفعل فاعل.
اشار عاطف ايليا مرجان - فلاح إلي أنه لم يسمع عن حرائق القمح نهائيا في المحافظة فلا يستطيع عاقل ان يقوم بحرق المحصول الاستراتيجي للدولة وان تم ذلك يكون بفعل فاعل لأن المحصول يمكث بالأرض فترة بعد الجمع حتي يجف ثم نقوم بعملية الدريس وان كان البعض يفضل بيع المحصول أخضر "فريك".
من جانبه أكد العميد محمود عفيفي رئيس مباحث المنيا ان المزارع يلجأ إلي زراعة القمح الذي ينتج منه الخبز فهو الوجبة الرئيسية بالمنزل ومن المستحيل أن يقدم أي شخص علي حرق أو تدمير المحصول مشيرا إلي أن الواقعة الوحيدة التي حدثت لهم يتهم صاحب المحصول فيها أحدا كما لا توجد بها شبهة جنائية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.