منذ أيام.. أدلي الدكتور علي شبكة المشرف علي تجربة علاج السرطان بجزيئات الذهب النانومترية بالمركز القومي للبحوث بتصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط قال فيه إنه من المنتظر أن يتلقي المركز موافقة المعهد القومي للأورام علي استخدام جزيئات الذهب النانومترية في علاج المرضي بالمعهد وبدء تطبيق هذا العلاج الذي ابتكره د.مصطفي السيد وطبقه معملياً علي حيوانات التجارب. وقال د.شبكة.. "إن الحصول علي هذه الموافقة تعتبر إشارة لبدء تجريب العلاج علي البشر مما يعطي بارقة أمل للملايين عن مرضي السرطان في مختلف دول العالم. خاصة أن التجارب المعملية أثبتت عدم وجود مضاعفات لهذا العلاج" علي حد قوله مؤكداً أن التجارب المعملية أثبتت فعاليته في إيقاف نمو الخلايا السرطانية وعدم وجود آثار جانبية لهذا العلاج علي وظائف وأعضاء الجسم التي تتخلص منها بعد فترة محددة باستثناء الطحال الذي يتخلص من تلك الآثار بعد مدة أطول". إلي هنا وينتهي تصريح الدكتور شبكة.. وهو تصريح متفائل ونتمني أن يكون مضمونه دقيقاً. وصحيحاً. وأنا هنا.. لا أبغي التشكيك فيما يقوله الرجل.. ولكن لي عدة ملاحظات أتمني أن يتسع صدره لها.. خصوصاً وأني لست في مجال المنافسة مع العلماء ولا أبغي من وراء هذا سوي وجه الله تعالي. لم يذكر الدكتور شبكة ما هي "الفترة المحددة" التي سيتخلص خلالها الجسم من هذه الجزيئات ولا "المدة الأطول" التي ستبقي فيها داخل الطحال. كذلك.. فإن البدء بتطبيق العلاج علي البشر من المرضي المصريين يشير إلي أنهم سوف يتحولون إلي "فئران تجارب". خصوصاً وأن الأبحاث في الخارج تشير إلي وجود خطورة من استخدام جزيئات الذهب في مستحضرات التجميل أو في استخدامها كناقل للعقاقير إلي الأنسجة أو الخلايا المصابة في الجسم. ومن بينها استخدامها في علاج السرطان! آخر الأبحاث.. أظهرت أن استخدام جزيئات الذهب النقي كناقل للعقاقير الطبية إلي الخلايا المريضة بالجسم وفي منتجات العناية بالبشرة يمكن أن يتسبب في الحيلولة دون احتفاظ الجسم بالدهون إضافة إلي التعجيل بالشيخوخة وإبطاء شفاء الجروح والإصابة بمرض السكر. وقال تقرير أعده فريق من الباحثين بجامعة ستوني بروك الأمريكية ونشرته مجلة علم التسمم النانوي "نانو توكسيكولوجي" منذ أيام.. إن هؤلاء العلماء قاموا باختبار تأثير الجزيئات النانوية معملياً علي أنواع مختلفة من الخلايا. بما فيها الأنسجة الدهنية لمعرفة مدي تأثر وظائفها الأساسية عند تعرضها لجرعات منخفضة من هذه الجزيئات. وتعمل الدهون الموجودة تحت الجلد بمثابة عازل يحمي الجسم من الحرارة والبرودة.. كما تمثل مخزوناً غذائياً لاستخدامه عند الحاجة وهي توجد حول الأعضاء الداخلية كوسادة لحمايتها. مثل الكلي. وتدخل في تكوين العظام وأنسجة الثديين.. ومن هنا تأتي خطورة عدم احتفاظ الجسم بهذه الدهون عند استخدام جزيئات الذهب في العلاج. ويقول العلماء.. إن جزيئات الذهب اخترقت الخلايا الدهنية بسرعة وتراكمت داخلها. دون وجود أي منفذ للتخلص من هذه الجزيئات التي أدت إلي تعطيل عدة وظائف بالخلية. مثل الحركة. الانقسام. والاحتفاظ بالكولاجين.. وهي وظائف مهمة لشفاء الجروح والتئامها. وطبقاً لما ذكره الباحثون فإن أكثر الاكتشافات إثارة للقلق.. أن جزيئات الذهب قد أثرت علي النظام الجيني وأعاقت قدرة الجسم علي تحويل الخلايا الجذعية إلي خلايا متخصصة. لديها القدرة علي تعويض الخلايا التالفة في الأعضاء المصابة كالكبد أو الكلي أو القلب وغيرها من أجهزة الجسم المختلفة. ويري العلماء أن الآثار السلبية لجزيئات الذهب يمكن أن تؤدي إلي حدوث اختلالات في وظائف الجسم وأعضائه.. وباعتبار الذهب عنصراً خاملاً لا يتفاعل مع غيره من المواد. فقد افترض العلماء أن جزيئات الذهب النانومترية سوف تكون آمنة عند استخدامها لكن الأدلة تؤكد العكس! كما أدي وجود جزيئات الذهب في الخلايا إلي الحد من أعداد البروتينات التي تدخل في تنظيم مستوي السكر في الدم.. ويري العلماء ضرورة الحرص الشديد وخضوع كميات جزيئات الذهب ومدة استخدامها وتركيزها لاختبارات دقيقة قبل الاستخدام.. ولكن من حسن الحظ أن الخلايا تستعيد القدرة علي أداء وظائفها عند إزالة هذه الجزيئات منها.. وإذا كانت الإزالة ممكنة معملياً فهل يمكن إزالة هذه الجزيئات من أجسام المرضي؟! ويشير العلماء إلي أن هذه التجارب أجريت في المعامل داخل أنابيب الاختبار أو فيما يسمي ب "أطباق بتري". ولم تجر علي البشر. وربما كانت أكثر تركيزاً مما يستخدم في المجالات الطبية. علي أي الأحوال.. وبعد استعراض هذه الدراسة وما أدلي به الدكتور علي شبكة بالمركز القومي للبحوث.. أري ضرورة التريث قبل تجربة علاج الأورام بجزيئات الذهب. حيث إن التجارب العالمية مازالت تجري معملياً.. وفي أنابيب الاختبار وكذلك علي خلايا مأخوذة من البشر ولم تجر علي المرضي. وإذا كان لابد من إجراء هذه التجارب علي مرضي المعهد القومي للأورام.. فلا أقل من الحصول علي موافقة كتابية من المريض بقبوله إجراء التجارب عليه.. حتي لا يتحول مرضانا إلي فئران تجارب. دون أن يدروا. وهذا أبسط حقوقهم! ** أفكار مضغوطة: إذا كان معك تفاحة ومعي تفاحة وتبادلناهما معاً سيصبح لدي كل منا تفاحة واحدة.. أما إذا كان لدي كل منا فكرة وتبادلناهما معاً فسيصبح لدي كل منا فكرتان. "فيس بوك"