تحولت الذكري الخامسة لتأسيس حركة 6 أبريل إلي يوم من الغضب العارم الذي اجتاح منطقة وسط البلد وأدي إلي توقف الحياة تماما بشوارعها.. حيث ازدادت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين المنتمين لحركة 6 أبريل بعد أن استقرت جميع المسيرات التي انطلقت من أماكن عدة بالقاهرة أمام دار القضاء العالي. ارتفعت أصوات المتظاهرين بهتافات ضد النظام مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"نائب عام ملاكي إخوان".. وحاول البعض اقتحام أبواب دار القضاء العالي مما أدي إلي خروج قوات الأمن المركزي المختبئة داخل المبني وتحرك 4 مدرعات لمواجهة المتظاهرين حيث انتهت الاشتباكات مع الشرطة باحتراق سيارتين للأمن. أطلقت قوات الأمن المركزي القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين هربوا إلي عدة اتجاهات مثل ميدان التحرير وشارعي 26 يوليو وطلعت حرب وميدان رمسيس. أشعل المتظاهرون النيران في إطارات السيارات وأوراق الكرتون لمنع وصول مدرعات الأمن المركزي إليهم.. وقاموا بتكسير أرصفة دار القضاء العالي لرشق قوات الأمن بها بالإضافة إلي استخدام زجاجات المولوتوف الحارقة. انضم أصحاب المحلات والباعة الجائلون بشارع 26 يوليو إلي قوات الأمن المركزي ورشقوا المتظاهرين بالحجارة لخوفهم علي محلاتهم من جراء الاشتباكات. إغلاق المحلات سادت حالة من الذعر والخوف بشوارع وسط البلد وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها وتمركز أصحابها أمامها لحمايتها من أحداث الشغب والعنف فيما استمرت هتافات الجميع مرددة "الشعب يريد إسقاط النظام". أصيب العشرات بالاختناق والإغماء بعد أن غطت سماء الاشتباكات سحابة كثيفة من الغازات المسيلة للدموع وقامت سيارات الإسعاف المتواجدة بنقل المصابين إلي المستشفيات القريبة. صعدت مجموعات صغيرة من المتظاهرين أعلي كوبري أكتوبر لإرشاد قائدي السيارات المتجهين إلي شارع رمسيس باتجاه دار القضاء العالي للتوجه نحو شارع عبدالخالق ثروت لتجنب الاشتباكات ونصحوهم بإغلاق نوافذ السيارات لتجنب الإصابة بالاختناق. أشعل المتظاهرون النيران في سيارتين تابعتين لقوات الشرطة.. بينما تمكنت سيارات الإطفاء من السيطرة علي الحريق قبل امتداده لمبني دار القضاء. استمرار النضال أكد شريف الروبي عضو المكتب السياسي للحركة.. ان تظاهرات "سبت الغضب 6 أبريل" تأتي تأكيدا من الحركة علي استمرارها في النضال الشعبي والمقاومة ضد الفساد والاستبداد مشيرا إلي أن ذكري تأسيس الحركة يأتي هذا العام مختلطا بدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل ثورة شعب قامت لتقضي علي نظام فاسد مستبد ظل يمتص دماءهم طيلة ثلاثين عاما. طالب بالقصاص للشهداء خاصة وأن من بينهم من كان عضوا في الحركة مثل جابر صلاح "جيكا".. وكذلك برحيل حكومة د. هشام قنديل وتشكيل حكومة من القيادات المعروفة تستطيع إحداث تقدم ملحوظ يشعر به المواطنون بدلا من حكومة لم تستطع تحقيق طموح وحلم المصريين منذ توليها بل سارت الأمور إلي الأسوأ. قال محمود مطر منسق اللجنة الإعلامية للحركة بمحافظة الشرقية: جئنا منذ الصباح إلي القاهرة للمشاركة في ذكري تأسيس الحركة والمشاركة في يوم الغضب "6 أبريل". أضاف ان شباب الحركة شاركوا في مسيرات دوران شبرا والسيدة زينب ومصطفي محمود عقب عودتهم من مسيرة كوبري قصر النيل. إسقاط الحكومة أكد أن مطالب الحركة خلال اليوم ثابتة منذ فترة وتتمثل في إسقاط الحكومة والقصاص للشهداء وعلي رأسهم "جيكا" ومحاسبة المسئولين والمتورطين في أحداث العنف ومنهم وزير الداخلية. أضاف حسن فتيح منسق الحركة بوسط البلد وإنجي حمدي القيادية بالحركة أن التظاهرات والوقفات والمسيرات تتسم بالسلمية وأن أي عنف قد يحدث يكون مسئولية وزارة الداخلية لأن دورها تأمين التظاهرات وجميع فعاليات اليوم. وقعت مشادات ومناوشات بين بعض رواد ميدان التحرير والمعتصمين بالخيام والمارين بالميدان وسائقي السيارات بسبب دعوة المعتصمين لهم بالنزول من سياراتهم ومشاركتهم في الاحتجاج ضد النظام وشهد الميدان ارتباكا مروريا بسبب تزايد أعداد المتظاهرين التي استمرت بمرور الوقت.