ماذا جري للدنيا؟! كل مصلحة شخصية أو عامة أصبحت تحتاج إلي الواسطة حتي إن العلاج أًصبح حالياً علاجاً بالواسطة وليس حقاً عادياً للمواطن لأن الواسطة وغم أعتراضنا عليها يمكن أن تطبق في مجال الوظيفة أو التعليم أو العقارات أو الأراضي أو السفر أو حتي الحج والعمرة ولكن لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال في الطب والعلاج وطالما أن هناك واسطة في العلاج فهذه كارثة المشكلة أن الظاهرة ليس سببها القانون أو الحكومة ولكن سببها غياب "الضمير الطبي". كان فيما مضي صاحب المال يمكن أن يحظي بعلاج مميز وتفتح له الأبواب دون الفقير. أما الآن فأصبح حتي من يملك المال يحتاج الواسطة لا لقبوله في مستشفي إنما للإهتمام به وبذل الجهد معه وضمان حسن المعاملة يالها من كارثة والقصص عديدة ومثيرة من مرضي تعرضوا لعدم اهتمام أو إكتراث من مؤسسات صحية بقطاع خاص أو عام علي حد سواء. وحتي لا يظن أحد أننا نهاجم المستشفيات العامة فأنا اتحدث عن الجميع حتي العيادات الخاصة طبعاً ما أقصده البعض وليس الكل فهناك شرفاء بالمئات يعملون في صمت للخدمة حتي بدون مقابل ويعطون كل جهدهم حسب قسمة أبو قراط لكن أتكلم عن القلة وللأسف هم قياصرة الطب فإذا مرض أحد الناس فإنه يطلب أن تكلم الدكتور فلان يهتم أو الحصول علي كارت توصية. لحسن رعاية المريض وإعطائه حقة في العلاج وعدم خروجه من المستشفي قبل إتمام الشفاء. في الواقع إن الناس أصبحوا يخشون من الذهاب مباشرة لمستشفي عام أو خاص أو عيادة خوفاً من عدم إكتراث الطاقم الطبي حتي لو دفع فالقضية ليست "مجاني أو بفلوس" إنما الخوف من عدم الاهتمام الطبي الكافي إلا بتوصية ونجد فارقاً كبيراً في المعاملة بين الموصي عليه وغير الموصي عليه بل التوصية لها درجات في حسن المعاملة والاهتمام الطبي. أيها السادة هذه كارثة لا علاج لها إلا الضمير الحي وأخلاقيات مهنة الطب والعودة للزمن الجميل زمن "الحكيم باشا" صاحب الإحترام والعطاء.