تم الاتفاق بين الجانبين المصري والسوداني علي استقبال 20 ألف مزارع مصري لزراعة 150 الف فدان بمنطقة الجزيرة والولايات الشمالية بنظام المزارعة "المشاركة" بمساحات تتراوح من 5 إلي 10 أفدنة لكل فلاح. حضر اللقاء من الجانب المصري د. صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة واستصلاح الاراضي وممدوح حمادة رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي والمهندس عادل مصلح وكيل وزارة الزراعة لشئون التعاونيات وعبدالرحمن شكري نقيب فلاحي مصر.. ومن الجانب السوداني صلاح المرضي الشيخ رئيس اتحاد مزارعي السودان والوفد المرافق له من المزارعين ورجال الاعمال البالغ عددهم 20 عضواً. أكد وزير الزراعة انه آن الأوان ان تتخلي الحكومات عن التدخل في شئون الشعوب وعليها ان تترك التعاون بين الاتحادات الأهلية الممثلة في الاتحادات الزراعية. قال الوزير: إن الحكومات يجب ان يكون لها دور محدد وهو الاشراف وتقديم الخدمات من التقاوي والرعاية للمواطنين خارج حدودها دون التدخل في المشاركات. اضاف د. صلاح عبدالمؤمن ان الحكومة علي استعداد للتنازل عن الاراضي ومراكز البحوث المملوكة للحكومة المصرية بالسودان للقطاع الخاص لادارتها وتملكها بالمشاركة مع الجانب السوداني. أعرب الوزير عن سعادته من توقيع الاتفاق بين الاتحادين المصري والسوداني بالموافقة علي 150 الف فدان للزراعة في الولايات الشمالية في السودان والتي تبدأ من الغد لتكون بادرة أمل يمكن عن طريقها تحقيق التكامل بين البلدين مؤكدا اننا نحتاج إلي 30% من اللحوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي واننا نأمل في سد هذه الفجوة من السودان حيث يبدأ تدفق اللحوم عبر الجسر البري الجديد الذي يفتتح قريبا. أوضح انه تم اقامة جميع الاحتياطات التي من شأنها المحافظة علي سلامة الحيوانات ضد الامراض خاصة ان الثروة الحيوانية بالسودان من اجود الثروات علي مستوي العالم. اكد ممدوح حمادة رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي انه تم الموافقة علي مشروع اللائحة المالية والإدارية لاتحاد وادي النيل للانتاج الزراعي والتعاوني.. ومن ضمن البنود التي تم التوقيع عليها تكامل زراعي شامل بين البلدين يبدأ ب 150 الف فدان. اضاف ان الجانب السوداني لم يضع شروطا بل منح الاتحاد التعاوني المصري الاراضي يتصرف فيها للفلاحين بالمشاركة بحيث يتم البدء خلال هذا الشهر ب 5 افدنة إلي 10 افدنة علي أن يتم زيادتها مستفيدا حتي تصل المساحة إلي مليون فدان. قال حمادة من ضمن المشروعات التي اتفقت عليها البحوث والدراسات العلمية.. فتح اسواق اقليمية وعالمية امام المنتجات الزراعية تشجيع المرأة الفلاحة من اجل القيام بدورها. قال إن الهيكل التنظيمي للاتحاد يتكون من 60 عضوا يمثلون الاتحاد المصري السوداني ومجلس الادارة هو الهيكل الثاني. قال د. صلاح المرضي الشيخ رئيس اتحاد عام مزارعي السودان: انه بدأ عصراً جديداً للتعاون بعيدا عن الحكومات وان مزارعي مصر والسودان سوف يبدأن التعاون الحقيقي من اليوم. اضاف انه تم عمل استطلاع رأي داخل السودان مع الفلاحين اكدوا خلاله ان جميع المزارعين في السودان علي استعداد للمشاركة بين فلاحي مصر والسودان بحيث يأتي مزارعو مصر إلي السودان للمشاركة بالنصف في اراضيهم. اضاف مرضي ان الخطوة الأولي هي الموافقة علي 150 الفاً فورا للاتحاد التعاوني علي أن يقوم الاتحاد بالتوزيع لاعضائه. اكد المرضي اننا سوف نقوم بالتعاون في تربية الحيوانات والمحطات البحثية وسوف يتم توريد الآلاف من رءوس الاغنام والابقار والجمال إلي مصر عن طريق الجسر البري. قال اننا سوف نتعاون بعيدا عن الحكومات.. موضحا ان الدولة في السودان لا تتدخل في شئون الافراد والمزارعين ولن تستطيع نزع الملكية لأن اراضي السودان ملك لأفرادها وليس حكوماتها.. اكد عبدالرحمن شكري نقيب فلاحي مصر ان القطاع الخاص مقبل علي تعاون غير مشروط وان الحكومة ليست لها سلطة علي الشعب لأن الشعب مصدر السلطات. اضاف اننا في نقابة الفلاحين المستقلين سوف نقوم بإبقاء مجموعة من فلاحي مصر للمشاركة في المزارعة بين الجانب السوداني موضحا انني كنت في زيارة قريبة إلي هذا البلد الشقيق واتفقنا علي ابقاء مجموعة من الفلاحين للزراعة والمشاركة وانه بعد تأسيس اتحاد مزارعي وادي النيل فإن الامل يحدونا إلي التعاون الصادق بين البلدين وقد آن الأوان لفتح آفاق جديدة بعد ان اهمل النظام السابق حق الشعوب في التعاون. فجر شكري مفاجأة من العيار الثقيل ان حوالي 51 مليون فدان قابلة للزراعة في السودان يمكن زراعتها لخفض الاكتفاء الذاتي لجميع الوطن العربي وامكننا تصدير الفائض لجميع انحاء العالم. هذا وسوف يقوم الوفد السوداني بتفقد المشروعات التنموية والخدمة المصرية ويشارك في ندوات في المركز الدولي المصري ويزور المحطات البحثية.