حتي بداية القرن السادس عشر لم تكن مصر تعرف صناعة الأسلحة الثقيلة.. ولكن السلطان قنصوه الغوري أدرك كم من المخاطر تحيط بمصر من كل جانب وكل اتجاه... فقد كان الصليبيون البرتغاليون يمثلون خظراً حقيقياً اذ التفوا حول مصر وقطعوا وصول التجارة الشرقية اليها أو من ناحيةالشمال الشرقي حيث أطماع الشاه اسماعيل الصفوي ورغبة الفرس في الانقضاض علي مصر أو من الشمال حيث الدولة العثمانية ومن البحر حيث الأفرنج.. والخلاصة وجد قنصوه الغوري ان كل الدنيا تتربص بمصر طمعاً فيها وفي ثرواتها. ومن هذا المنطلق فكر الغوري في أن يمد مصر بالأسلحة الدفاعية وجمع المعلمين وأصحاب الحرف لبناء السفن الحربية الكبيرة وتجهيزها بالأسلحة والذخيرة ثم أمر بصنع سلاح يصنع من النحاس والحديد ويشبه الي حد كبير المدافع ولكنها تقذف الأحجار وكرات النيران المشتعلة وأقام الغوري مسبكاً ضخماً خلف ميدان العتبة لتصنيع هذا السلاح واطلق عليه اسم "المكاحل" وجذب عددا كبيرا من الصناع المهرة صنعوا 70 مكحلة زنة بعضها يصل إلي 600 طن وقد أجريت التجارب علي هذه المكاحل في صحراء الريدانية والعباسية حالياً وحضر الغوري بنفسه هذه التجارب وبذلك استطاع ان يحل مشكلة نقص السلاح باستخدام ما صنع في مصر. وقد اهتم محمد علي باشا بعد ذلك بمئات السنين بتصنيع المراكب الحربية والاسلحة والذخيرة والبارود بل ان محمد علي أوفد صناعا مصريين إلي تونس لتصنيع وبناء المراكب الحربية. وعندما جاء عبدالناصر واحتاج الي السلاح للدفاع عن مصر ضد اسرائل وجد أبواب الغرب كلها موصدة أمام إمداده بالأسلحة واضطر إلي اللجوء للاتحاد السوفيتي الذي أصبح فيما بعد المدد الرئيسي للسلاح وكما فعل قنصوه الغوري لصنع الأسلحة المصرية أصدرعبدالناصر أوامره لصنع الصواريخ وتم صنع ما عرف باسم صاروخ الظافر والقاهر ولكن لم يكتب لهما النجاح في ذلك الوقت. وخلال العامين الماضيين صنع البلطجية ما عرف باسم قنابل المولوتوف البدائية ولكنها حارقة واستخدموا الحجارة بعد أن خربوا أرضيات الشوارع والواقع يقول ان الأسلحة تخصص للدفاع وليس للبلطجة والتخريب والاعتداء علي الأبرياء.