قبل حوالي الشهر أو أكثر قليلاً. تم الإعلان عن تعيين نائب الرئيس الصيني "اكزي جنج بنج " عضواً في اللجنة المسئولة عن الاشراف علي الجيش الصيني والمكونة من تسعة أعضاء. وبلغة السياسة الصينية. فان ذلك يعني أن هناك احتمالات قوية كي يتولي زعامة الحزب الشيوعي الصيني في غضون عامين. والغريب انه في أعقاب الإعلان عن هذه الترقية. ولمجرد توقعات لم تتحقق بعد. اتجهت الأضواء الي زوجته "بنج لي وان" التي ستصبح وقتها السيدة الاولي في الصين- بأكثر مما اتجهت اليه. وبالنسبة لمن يتابعون الشئون الصينية فان هذا الامر غير مألوف. حيث لا يميل الزعماء إلي ابراز شخصيات زوجاتهم وينظر اليهن العامة بعين الشك. وربما كان مرجع ذلك جيانج كينج زوجة الزعيم الراحل ماوتسي تونج التي يعتبرها الكثيرون مسئولة عن سياساته الدموية العنيفة التي اتبعها للقضاء علي خصومه تحت مسميات مختلفة مثل الثورة الثقافية. وقد تم اعتقالها بعد وفاة ماو مع عدد من القادة فيما عرف باسم عصابة الاربعة.وبالنسبة للرئيس الصيني الحالي "هو جنتاو" فان زوجته "ليو يونج كنج" لا تظهر غالبا إلا برفقة زوجات الزعماء الأجانب عندما يزورون الصين أو العكس. وإذا عرف السبب بطل العجب. ذلك ان "لي وان" "47 سنة" كانت أصلا مغنية مشهورة عندما تزوجها اكزي الذي يكبرها بعشر سنوات قبل 24 عاما. وكان اكزي وقتها نائبا لعمدة مدينة اكزيامين الساحلية. وحسب معلومات ومقالات منشورة أو كانت منشورة - علي المواقع الرسمية وشبه الرسمية الصينية علي شبكة الانترنت. فقد تعارفا عن طريق صديق مشترك وجمعهما الاهتمام بالموسيقي والغناء واعجب كل منهما بالاخر وانتهي الامر بزواج اثمر عن ابنة وصلت طور المراهقة. وبهذا الزواج لم تنقطع صلة لي وان بعالم الأضواء بل دخلت هذا العالم بشكل أكبر من خلال نشاطها الفني داخل الحزب. فكانت تظهر في كل عام عبر شاشة التليفزيون في برنامج مهرجان الربيع الذي يشاهده 800 مليون صيني والذي يعرض بانتظام منذ عام 1982. وكانت تظهر في هذا المهرجان بفستانها الأحمر الشهير وهي تغني الأغنية الوطنية المعروفة "في سهول الامل". ثم تبدأ بعد ذلك في أداء العديد من الأغاني الشعبية باللهجات الصينية الرئيسية دون الاقتصار علي لهجة الماندرين التي يتبناها الحزب الشيوعي "هناك 200 لهجة للغة الصينية". وكانت تقوم بذلك بحكم رئاستها لفرقة الرقص والغناء العسكرية التابعة للحزب الشيوعي. وهي بالمناسبة تحمل رتبة ميجور جنرال في الجيش الصيني. وبين الحين والآخر كانت تدلي ببعض الاحاديث وتتناول فيها حياتها العائلية السعيدة مع زوجها.وفي واحد من هذه الاحاديث عام 2001 قالت ان زوجها احيانا يؤجل بعض مقابلاته او زياراته ليختلس وقتا سعيدا يقضيانه معا. وهنا تتضح المعضلة ان لي وان مشهورة بذاتها ولها شعبية جارفة تفوق شعبية زوجها الذي لم يكن كثير من الصينيين يعرفون عنه شيئا قبل الاعلان عن ترقيته. يقول دالي يانج خبير الشئون الصينية في جامعة شيكاغو ان النظام الشيوعي لايسمح للزوجة بان تكون مشهورة. فكيف يسمح للزوجة بان تكون أشهر من زوجها. بل وان تكون قد بنت شهرتها بنفسها. ويقول يانج انه يعتقد ان المشكلة ليست غائبة المسئولين في الصين. والدليل علي ذلك انه لوحظ في الفترة الاخيرة ازالة اشارات كثيرة الي "لي وان" من علي المواقع الرسمية وشبه الرسمية الصينية ومنها قصة التعارف بينها وبين زوجها.كما تم اسناد عمل مكتبي اليها في الفرقة وتقليل تعاملاتها مع الجماهير.