أعلن وزير المالية العراقي رافع العيساوي استقالته من منصبه. وذلك وسط اعتصامات ومظاهرات تسهدها مدن عدة ضد سياسات رئيس الحكومة نوري المالكي في جمعة جديدة أطلق عليها "العراق خيارنا". وعلي وقع المظاهرات سقط قتلي وجرحي بتفجيرين بمدينة الديوانية. وقال العيساوي أمام المتظاهرين في ساحة "العزة والكرامة" بمدينة الرمادي غربي بغداد. إنه يقدم استقالته من الحكومة. وأضاف مخاطبا المعتصمين بالساحة أنه لن يكون جزءا من حكومة تلطخت أيديها بدماء العراقيين. وفق تعبيره. ويأتي إعلان العيساوي عن استقالته وسط أنباء عن صدور مذكرة قضائية بالقبض عليه بتهمة الإرهاب. يُذكر أن الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين بدأت لدي الإعلان عن اعتقال عشرة من عناصر حماية العيساوي بتهمة الإرهاب. مما أدي إلي اندلاع مظاهرات واعتصامات في عدة مدن بوسط وشمال غرب البلاد تطالب بالحكومة بإصلاحات سياسية. وقد تجمع خلال الساعات الاخيرة آلاف المحتجين علي سياسة المالكي بساحة الرمادي في مظاهرات احتجاجية تحت عنوان ¢العراق خيارنا¢.ورفع المتظاهرون ذات الشعارات المطالبة بالإصلاحات السياسية منذ شهرين وإطلاق المعتقلين السياسيين مؤكدين سلمية المظاهرات.. وطالب منظمو المظاهرات بالمناطق المختلفة بالتنسيق بين مختلف الجهات لتوحيد شعاراتها وعدم إتاحة الفرصة لإمكانية حدوث أي أعمال عنف. وعدم استغلال المظاهرات منابر سياسية لأي طرف من الأطراف. خاصة مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات. وفي سامراء تظاهر آلاف المصلين عقب صلاة الجمعة تضامنا مع الاعتصامات في المدن الأخري.وردد المتظاهرون شعارات تنادي بالوحدة. وعبروا عن رفضهم لما سموها مماطلة الحكومة في الاستجابة لمطالب المتظاهرين والمعتصمين بالرمادي والفلوجة وسامراء وصلاح الدين والموصل وبغداد وكركوك وديالي.كما ندد المتظاهرون بما سموه التدخل الإيراني في الشأن العراقي الداخلي. وأكدوا مواصلة اعتصامهم حتي تستجيب الحكومة لمطالبهم. وفي ساحة الاحرار في الموصل تظاهر آلاف من أهالي المدينة احتجاجا علي سياسة المالكي.ورفع المتظاهرون شعار "قادمون يا بغداد" ودعا منظمو المظاهرات إلي الابتعاد عن الخطابات الطائفية وإبعاد الجيش عن الصراعات السياسية. ويطالب المحتجون بتعديلات قانونية وسياسية بينها إطلاق المعتقلين وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب وإلغاء قانون المساءلة والعدالة. وإجراء تعداد سكاني بإشراف دولي, وتحقيق التوازن في مؤسسات وأجهزة الدولة. وبينما كانت تخرج مظاهرات مناوئة لحكومة المالكي. قتل ثمانية أشخاص علي الأقل وأصيب نحو سبعين آخرين في تفجير سيارتين ملغمتين بمدينة الديوانية بجنوبي محافظة بغداد.وقال قائد شرطة محافظة الديوانية العميد عبد الجليل الأسدي إن السيارتين كانتا في سوق لبيع الأغنام علي أطراف الديوانية الجنوبية.وقد وقع الانفجار غداة مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا وإصابة عشرات بجروح في هجمات متفرقة في بغداد ومناطق محيطة بها.