نظم التعليم في الجامعات أصبحت علي كل شكل ولون ما بين الفصل الدراسي التقليدي والمتميز والساعات المعتمدة والمفتوح مما يخلق بلبلة بين الطلاب وتفاوت في قدرات الخريجين والتنمية أن هناك ملايين الخريجين غير المؤهلين لسوق العمل. بهذه الكلمات تحدث خبراء وأساتذة الجامعات مؤكدين أن العالم تخلص من النظم التقليدية القديمة في التعليم التي لا تستطيع مواكبة الاحتياجات والمتطلبات الجديدة. قالوا انه يجب تقليص نظم التعليم إلي نظامين فقط الأول الساعات المعتمدة الذي يضمن اعداد الخريج بشكل جيد تربويا وثقافيا وتعليميا حيث يعطي الطالب الحق في الاختيار والتعبير ويجعله يعتمد علي البحث والدراسة في الحصول علي المعلومة بدلا من أسلوب التلقين.. والنظام الثاني التعليم المفتوح لمن فاتتهم فرصة التعليم شرط ان يطبق في بعض التخصصات النظرية ودراسات الماجستير والدبلومات المتخصصة. أرجعوا صعوبة تطبيق نظام الساعات ا لمعتمدة علي نطاق واسع الي اكتظاظ الجامعات بالطلاب وقلة عدد الأساتذة وعدم توافر المعامل والورش اللازمة للتدريب. * د. فاروق اسماعيل رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشوري قال للأسف نحن نعاني من كثرة عدد الأنظمة في التعليم الجامعي وهذا غير موجود في أي بلد من بلدان العالم التي تخلصت من النظم القديمة التي لا تساعد علي اعداد الخريج بشكل سليم فلا يوجد أي بلد متقدم علميا مازال حيا الآن يطبق نظام الفصل الدراسي والسنوات الدراسية والرسوب والنجاح بمادة أو مادتان كما يحدث لدينا. أضاف المفروض ان يكون لدينا نظامان لا ثالث لهما الأول هو نظام الساعات المعتمدة حيث انه النظام المثالي من وجهة نظري ويضمن ان يتم اعداد الطالب بشكل تربوي وثقافي وتعليمي جيد ويعطيه الحق في الاختيار والتعبير عن نفسه.. والنظام الثاني هو التعليم المفتوح وهو حق لمن فاتته فرصة التعليم في وقت ما ولأنه لا يرتبط بحضور الطالب وانتظامه فهو يصلح للتطبيق فقط في بعض التخصصات النظرية ودراسات الماجستير والدبلومات المهنية المتخصصة. أوضح أن ما يعوق التوسع في نظام الساعات المعتمدة هي الامكانيات حيث يتطلب هذا النظام زيادة عدد قاعات المحاضرات واعداد الأساتذة والمعامل وقاعات البحث وهو مالا يتوافر لدينا خاصة في الجامعات ذات الاعداد الغفيرة التي من الصعوبة بمكان تطبيق هذا النظام فيها وقد كان من المفترض ان تقوم الجامعات الخاصة بجزء من هذا الأمر ولكن للأسف انحرفت عن مسارها وقامت بزيادة المصروفات بشكل كبير وهو مالا يستطيع الكثير من الطلاب تحمله. أشار الي ان هناك اشكالية في تطبيق نظام الساعات المعتمدة في كل الكليات القائمة وهي عدم اعطاء الكليات الحق في قبول الاعداد التي تتفق مع امكانياتها ومطالبة بقبول اعداد ضخمة من الطلاب فالدولة ملتزمة بقبول كل الناجحين في المرحلة الثانوية بالتعليم الجامعي وفي نفس الوقت لا تستطيع الجامعات زيادة المصروفات كتوجه اجتماعي عام في المجتمع يؤكد علي مجانية التعليم. أضاف أعتقد أننا سنظل نعاني من هذا الأمر إلي ان يتم تطبيق معايير الجودة في مجال التعليم الجامعي التي تحدد اعداد الطلاب وفقا لامكانيات كل منشأة تعليمية وعدد الاساتذة والامكانيات المطلوبة حتي تتم العملية التعليمية علي أكمل وجه. القدرة المادية * د. أحمد فرحات أستاذ ورئيس قسم الحيوان الزراعي بزراعة القاهرة يقول ان تعدد النظم التعليمية في الجامعات يخلق نوعا من العنصرية بين الطلاب ليسوا هم المسئولين عنه ولكنهم وجدوا أنفسهم في هذا الوضع بسبب نظم تعليمية ليسوا شركاء في وضعها. أضاف لا نستطيع ان ننكر ان طلاب التعليم المتميز يتسمون بالتفوق والقدرة الأكبر علي التحصيل ولكن في نفس الوقت لا يجب ان تكون القدرة المادية هي الفيصل في الحصول علي تعليم مناسب من عدمه في النظام التقليدي لم يعد صالحا للتطبيق في وقتنا الحالي والذي تخلص العالم منه تماما وليس أقل من ان نحاول مجاراة النظم العالمية حتي نستطيع ان نلحق بركب التقدم الذي يحدث في كل المجالات. أكد ان نظام الساعات المعتمدة الذي يطبق في عدد من الجامعات وسيكون أحد أهم الاشتراطات للحصول علي الاعتماد والجودة وهو الأنسب ويضمن تحقيق أقصي استفادة للطلاب من الدراسة الجامعية ومن ثم استفادة المجتمع منه كخريج بعد ذلك حيث ان هذا الأسلوب يكسب الطالب مهارات عملية وذهنية وعقلية ويتم فيه توصيف كامل لكل المناهج الدراسية والهدف منها والفائدة التي تحقق للطلاب ويتضمن المحتوي العلمي أحدث ما وصل اليه العلم في المجال الذي يتم تدريسه كما ان هناك تقييما حقيقيا لكل الطلاب في كل تيرم ومدي الاستفادة التي حققوها ونموذج من أعمالهم. أضاف ان هذه النوعية من التعليم تمتد أثارها الايجابية إلي ما بعد تخرج الطالب حيث توجد لديه فرصة أكبر للالتحاق بالعمل من اقارنه الذين درسوا نوعية أخري بسبب مواكبته لاحتياجات سوق العمل بالاضافة الي ان خريج هذه النوعية من التعليم تكون فرصته في العمل في أي من دول العالم أكبر ولا يحتاج الي اعداد معادلة جديدة حيث ان برامج هذه الدراسة حاصلة علي الاعتماد والجودة. النظام الأمثل * د. ابراهيم مصطفي الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر يري ان السبيل الوحيد للنهوض بأي مجال يبدأ بالنهوض بمخرجات التعليم ولن يتحقق ذلك الا من خلال وجود نظام تعليمي قادر علي القيام بهذه المهمة وعدم الاعتماد علي نظم تعليمية بالية اثبتت التجربة فشلها بدليل ان لدينا ملايين الخريجين غير المؤهلين للتعامل مع سوق العمل في الوقت الذي توجد لدينا فيه نظم تعليمية مختلفة. أضاف بغض النظر عن المسمي فنحن نحتاج الي نظام تعليمي مناسب يؤدي في النهاية الي اكساب الخريج مهارات وفنون معنية تساعده في النهاية علي الانضمام والتأقلم في سوق العمل فالتعليم في حد ذاته مطلوب ولكنه ليس نهاية المطاف ولكن البداية الخريج عنصر فاعل في المجتمع. أوضح ان النظم التعليمية في كل دول العالم تعتمد بشكل أساسي علي تنمية مهارات الطلاب وخلق نوع من الحوار بين الاستاذ والطلاب والاعتماد علي البحث والدراسة وليس مجرد تلقي معلومات وحفظها وهذا ما يجب ان يتوافر في أي نظام تعليمي يتم الاتفاق عليه.