نريد مسئولاً في حكومة الدكتور هشام قنديل يشرح لنا الأسباب التي تحول دون انضباط الشارع المصري. واستمرار الفوضي فيه. والأسباب التي أدت إلي فشل محاولات ضبطه. المواطنون بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين غير راضين عن أداء هذه الحكومة ويرون أنها بكل أعضائها لا تناسب هذه المرحلة التي تحتاج إلي يد قوية تحكم قبضتها علي مجريات الأمور. لن نتكلم عن كوبونات البنزين ولا عن أرغفة الخبز الثلاثة التي اقترحتها الحكومة لحل أزمة الخبز. فلم نسمع في تاريخ العالم كله عن حكومة حددت كمية الطعام التي يجب أن يتناولها الفرد في كل وجبة.. أقول: لن أتحدث عن هذه المقترحات العجيبة والغريبة ولكننا نتحدث عن فوضي الشارع التي بلغت أقصاها دون أن تلوح في الأفق أية بارقة أمل تعيد الأمور إلي نصابها ونشعر أننا في دولة يحكمها القانون ويلتزم فيها المواطنون بضوابطه. هل يمكن أن يفسر لنا الدكتور هشام قنديل أو السيد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أو السيد محافظ القاهرة أسامة كمال لماذا تغول الباعة الجائلون في احتلال شوارع العاصمة وقلبوها إلي بوتيكات ومعارض لبيع الملابس والأحذية والمصنوعات الجلدية وكل أنواع البضائع.. عفوًا لم يعودوا بهذا الوضع باعة جائلين بل محتلين للأرصفة ولم يبق سوي أن تعطيهم الأحياء التراخيص الرسمية التي تقنن وضعهم؟! هل مر السيد وزير الداخلية أو السيد محافظ القاهرة بشوارع وسط العاصمة ورأي الحالة التي أصبحت عليها.. عربات مطاعم.. وخضراوات وأسماك وكل ما يخطر وما لا يخطر علي البال. حتي عربات الكارو التي تجرها الخيول أو الحمير محملة بالبرتقال واليوسفي والتفاح وتجوب هذه الشوارع وتخترقها عكس الاتجاه. هل مر السيد اللواء قائد المرور ببعض الشوارع ليري السير عكس الاتجاه ويري صفوف السيارات التي تمركزت علي جانبي الطريق حتي كادت تغلق نهر الشارع لكي تمر به سيارة واحدة بشق الأنفس. هل رأي السيد قائد المرور كمية الدراجات البخارية التي تمرح في هذه الشوارع من كل الأحجام والماركات وتسير بدون لوحات.. ومن خلالها تقع حوادث التحرش وخطف حقائب السيدات؟! بالأمس وأنا عائد إلي المنزل فوجئت بأن السيارات احتلت أرصفة شارع المبتديان الشهيرة بحي السيدة زينب.. سيارات متراصة واحدة بعد الأخري تحتل الرصيف. فلا يستطيع المارة السير في نهر الشارع ولا علي الرصيف!! ناهيك عن شوارع أخري احتلتها المقاهي!! الناس يتصرفون وهم مدركون ومتأكدون أنه لا توجد حكومة في البلد. ولذلك يفعل كل واحد ما يحلو له دون خوف من أي عقاب يلحقه. ونعود للسؤال: لماذا لا تستطيع الحكومة السيطرة علي الشارع؟! هل هي خائفة من الاصطدام بالناس؟! هل هي عاجزة وليس لديها الإمكانيات؟ هل الشرطة أصبحت لا تقوي إلا علي الإمساك بفرد وسحله وتعريته.. هل إدارة المرور عاجزة عن توفير دفتر مخالفات وأمين شرطة يضع ورقة علي زجاج كل سيارة تقف في الممنوع؟! ليخرج علينا رئيس الحكومة أو وزير الداخلية ويعتذر للناس عن عجزه علي مواجهة الأمر لأسباب يعددها لنا.. ثم لا يقدم استقالته!! لا أتصور مسئولاً يتم تكليفه بمسئولية معينة ولا يستطيع القيام بها ويظل فرحاً ومبسوطاً بالوظيفة ويترك الناس تضرب رءوسها في الحيط. الكرسي له بريق حتي لو تحول إلي أشواك تدمي الجالس عليه!! ويبدو أن حكومتنا حكومة ظل وليست حكومة حقيقية.