توالت تداعيات اغتيال الزعيم السياسي التونسي شكري بلعيد "49 سنة "والذي لقي اغتياله ادانة من دول وفعاليات كثيرة علي مستوي العالم. عقد نواب المعارضة بالمجلس الوطني التأسيسي التونسي اجتماعا مغلقا بمقر المجلس. قال رئيس الكتلة الديمقراطية محمد الحامدي ¢إن الاتجاه العام يشير إلي تعليق أنشطة نواب المعارضة بالمجلس التأسيسي لحين تقديم التشكيلة الجديدة للحكومة¢. في الوقت نفسه ابدي المحللون دهشتهم من ان موقف حركة النهضة الاسلامية الحاكمة الرافض لقرار حمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام الحركة لتشكيل حكومة تكنوقراط لتسيير شؤون البلاد الي حين إجراء انتخابات عامة. العديد من التساؤلات حول مستقبل أولي بلاد الربيع العربي. عشية اغتيال المعارض الأبرز شكري بلعيد. ويستدعي موقف حركة النهضة الذي يركن إلي حاجة تونس لحكومة سياسية ائتلافية علي قاعدة انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي أوصلت النهضة الي الحكم. ذاكرة مليئة بالانتقاد لأداء الحكومة ذات الطابع الإسلامي وفشلها في جمع شتات التونسيين عقب ثورتهم التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي. وهو مايمكن أن يوصف بأنه إعادة اشتعال النار الراكدة تحت الرماد التونسي. وعلي الرغم من دعوة راشد الغنوشي مؤسس حركة النهضة الي "مصالحة وطنية" في تونس التي بلغ فيها العنف السياسي ذروته باغتيال شكري بلعيد. بالرصاص في حادثة غير مسبوقة منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956. إلا أن حالة انعدام الثقة التي أنتجت أوضاعا مشتعلة بين النخب السياسية في البلاد تجعل من تلك الدعوة مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي ومحاولة لتهدئة خواطر لن تهدأ إلا بالإعلان عن نتائج التحقيقات في مقتل بلعيد الذي أشار بأصابع الإتهام إلي تيارات الإسلام السياسي بأنها تفتح الباب للقتل السياسي قبل اغتياله بساعات. دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلي إضراب عام وإقامة جنازة وطنية لشكري بلعيد. قال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد "وهو أكبر نقابة في البلاد" خلال لقاء جمع قادة الاتحاد. إن تونس قادرة علي تجاوز الأزمة إذا تدخل عقلاؤها وهم كثر. قال الاتحاد في صفحته علي الفيسبوك إن هيئته الإدارية التي عقدت اجتماعا استثنائيا قررت رسميا الإضراب العام ودعت إلي إقرار الذي يوافق جنازة بلعيد يوم حداد وطني. وإقامة جنازة وطنية للقتيل. تجددت المواجهات في جنوبتونس بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين في أعقاب مقتل بلعيد. قال شهود العيان إن أعمال عنف وقعت وسط مدينة قفصةجنوب البلاد بين متظاهرين وقوات الأمن تخللتها عمليات رشق بالحجارة وهتافات معادية للحكومة وحركة النهضة. أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين كانوا يشاركون في مسيرة للاحتجاج ضد حادثة الاغتيال دعي اليها حزب الجبهة الشعبية. وكان محتجون قد اقتحموا مقر حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في المدينة بعدما حملوها مسؤولية الاغتيال.