شهد اليوم الأول لتطبيق تجربة تخصيص عربة للسيدات علي عدد من رحلات خط بحري بالسكة الحديد العديد من المواقف التي تؤكد أن الفشل مصير التجربة الجديدة.. حيث تم إلغاء أول رحلة بالقطار المكيف 909 الذي جاء متأخرا عن ميعاده المقرر في التاسعة بحوالي 45 دقيقة ولم يقم الحجز بالعربة "9" المخصصة للسيدات سوي تذكرتين فقط من أصل 61 مقعدا مما اضطر إدارة الهيئة لإلغاء تخصيص العربة بالمثل قطار "918" الاسكندرية مع اقتصار القطارات المميزة والمطورة للضواحي التي لم تخل هي الأخري من المشاكل حيث أصر أحد ركاب القطار "957" المتجه للزقازيق علي صعود عربة السيدات بجوار والدته وشقيقته خوفا عليهما ولعدم توافر مكان له في عربات الرجالة. وتم تسليمه للشرطة لعمل محضر أو دفع الغرامة وقدرها 25 جنيهاً. "المساء" كانت هناك بمحطة مصر وشهدت بداية تنفيذ التجربة عمليا وكان اللافت للنظر هو خلو المحطة من أي اشارة لتخصيص عربة للسيدات بأي رحلة باستثناء ورقتين صغيرتين بشباك حجز بحري بالمكتب وهو ما كان سببا في جهل الراكبات بالتجربة وبالتالي ضعف الاقبال ثم إلغاء الرحلة.. كما خلت المحطة وأرصفة قطارات الضواحي المميزة والمطورة من الاعلان عن التجربة والاكتفاء بملصقات مكتوب علي عربة القطار وكانت نسبة الاقبال من السيدات حوالي 50%.. وقد مكث العديد من المشاحنات مع الركاب الرجال خاصة ان باقي العربات كانت مزدحمة وكان البعض يريد الركوب في عربة السيدات. علمت "المساء" ان الروتين الاداري كان سببا في تأخر تسليم لوحات الدعاية للتجربة من المطابع لإدارة المحطة. تحاورت "المساء" مع عدد من الركاب سواء الرجال أو السيدات لمعرفة رأيهم في التجربة.. وكانت المفاجأة ان هناك انقساما بين السيدات حولها.. بالإضافة إلي عدم علم البعض بها من الاساس. تقول سامية علي "ربة منزل" انها لم تعلم بالتجربة سوي من "المساء" وبالرغم من انها حجزت بالقطار "909" بالعربة التاسعة التي تم تخصيصها للسيدات لكنها لم تكن انها للنساء موضحة ان التجربة فكرة جيدة ولكنها لن تركب العربة الا في حالة واحدة وهي اذا كانت بمفردها وذلك شيء نادر الحدوث في الرحلات الطويلة لأن زوجها دائما يرافقها. أما ايمان محمد "ربة منزل" فرفضت التجربة من الاساس مشيرة إلي أن وجود الرجال بالعربة مصدر اطمئنان لهن خاصة في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد وحالة الانفلات الاخلاقي والغياب الأمني. أيدتها في الرأي مديحة مسعود "مدرسة" مؤكدة ان ذلك مفيد في المترو أو المواصلات القصيرة ولكن في القطار المكيف.. فالتحرش فيه اصلا أمر صعب لأن الكرسي بالحجز.. والتواجد مع عربة واحدة مع الرجال أمر يبعث علي الطمأنينة. تقول أميرة فتحي "ربة منزل" وصدفة صدقي "مؤلفة" وعايدة عبده "موظفة" ان التجربة جيدة للغاية.. لكنهن لا يعرفن عنها شيئا مؤكدات ان ذلك سيكون وقاية لهن من التحرش في تلك الأيام العصيبة.. وانهن لن يركبن العربة الا لو كن بمفردهن وليس مع أزواجهن. يؤكد يحيي أحمد عبدالقادر "مهندس ديكور" وأحمد عبدالحليم انهما لأول مرة يسمعنا عن التجربة.. ووصفاها بالجيدة للغاية مؤكدان انهما لن يسمحا لزوجتيهما بركوب تلك العربة الا اذا كان بمفرديهما. أكد أحمد عبدالقادر "بالمعاش" انه لا يوافق علي تخصيص عربة للسيدات بالقطار المكيف لأنها فكرة غير عملية وليست آمنة كما ان نسبة السيدات اللاتي يسافرن بمفردهن محدود للغاية متوقعا فشل التجربة. أما هاني فاروق فيرفض الفكرة في هذه الظروف مؤكدا ان التحرش بعربة السيدات من جانب البعض قد يكون أكثر سهولة من التحرش بسيدة تركب عربة من جانب البعض وسط الرجال. أكد مصدر بالسكة الحديد ان توقعات نجاح التجربة ليست كبيرة وانه تم تطبيقها منذ عامين بقطارات خط أبو قير وفشلت موضحا ان تنفيذ التجربة يأتي تنفيذا مباشرا لتعليمات وزير النقل موضحا إلغاء التطبيق عن القطارات المكيفة يأتي منعا لتكبيد الهيئة خسائر ضخمة خاصة ان العربات بالحجز والقطارات لن تتوقف سوي من القاهرة للاسكندرية بينما قطارات الضواحي المطورة والمميزة ليست بالحجز وبالتالي فالتطبيق لن يسبب أي خسارة. أضاف انه تم توجيه خطاباً لشرطة النقل والمواصلات بتخصيص فرد أمن لحراسة العربة خاصة انها لن تكون معزولة عن باقي القطار ولا يمكن اغلاق الباب الموصل لباقي العربات لدواعي الأمان موضحا ان العربة التي تم تخصيصها هي الأولي بعد جرار القطار.