قصة حمادة صابر أو "المواطن المسحول" التي استحوذت علي اهتمام إعلامي علي المستوي المحلي والعالمي مازالت بها تفاصيل وأسرار. مفاجآت القصة لم تتوقف منذ وقوع الحادثة التي شهدتها مصر كلها والعالم ثم أقواله المغايرة للحقيقة وأخيراً تغيير أقواله واعترافه بأن رجال الشرطة هم من اعتدي عليه وليس المتظاهرين. بين هذه المواقف تكمن أسرار لا يعرفها أحد فبعد اقواله الأولي التي حاول فيها تبرئة رجال الشرطة الذين ظهروا في الفيديو يسحلونه توجه إليه بمستشفي الشرطة حيث يتلقي العلاج رجال النيابة وسألوه عن تفاصيل الواقعة لاستخلاص الحقيقة منه لكنه ظل مصراً علي موقفه بعدم اتهام رجال الشرطة طوال التحقيقات التي استمرت لمدة 6 ساعات وفي النهاية قرر فريق النيابة الذي يتولي التحقيق عرض فيديو الواقعة عليه وكذلك اقوال ابنته وشقيقه وابن شقيقه واتهامهم للشرطة بسحله وتعذيبه وتم إعطاؤه الأمان الكامل وهنا انهار واعترف بالحقيقة عقب رؤيته للفيديو وبأقوال أقاربه. قال حمادة: "بصراحة" في البداية حاولت تبرئة رجال الشرطة لمجرد احتواء القضية ولكن الآن أؤكد ان قوات الشرطة هي التي اعتدت علي وليس المتظاهرين وكان الضرب مبرحاً حتي اصبت والفيديو يوضح كل شيء. أفاض حمادة في توصيف الواقعة لوفد من نقابة المحامين زاره في المستشفي فقال: "الشرطة هي اللي ضربتني في رجلي ولما جيت أجري لحقوني ومسكوني ولكن للأمانة هما ماكانوش عايزين يضربوني ولكن كانوا عايزين يدخلوني العربية بس وأنا كنت عاوز أجري" وعندما سألوه هل طلب منك أحد تغيير أقوالك قال: لا أبداً ولكن أنا اللي كنت عاوز ألم الدور. لم توجه النيابة أي اتهامات لحمادة ولكنها قررت إجراء تحقيق موسع مع جميع أفراد الشرطة الذين ظهروا في مقطع الفيديو وكذلك مع من تواجدوا في هذه المنطقة. أمر المستشار إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة بنقل حمادة صابر من مستشفي الشرطة إلي مستشفي حكومي آخر حتي لا يتعرض لأي ضغوط كما أمر باستدعاء زوجة حمادة وابنته وشقيقه وابن شقيقه لسماع أقوالهم ومناقشتهم حول معلوماتهم بشأن الواقعة. أما اللواء أشرف عبدالله مدير الإدارة العامة لقطاع الأمن المركزي فقال ان دور رجال الأمن المركزي هو مكافحة الشغب وليس الاعتداء علي الشعب مؤكداً ان جهاز الشرطة سيظل وطنياً وملكاً للشعب وتتم محاسبة كل من يخطئ بما يستحقه نظير ما ارتكب من أفعال.