للأسف الشديد ترسخت لدي فكرة في الأيام والساعات الماضية مؤداها أن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة يريدان فقط استمرار د.محمد مرسي رئيساً حتي لو كان الثمن عدم وجود دولة. وأن كل ما يشغل بالهم هو المحافظة علي هذا الهدف حتي ولو كان علي حساب اقتتال المصريين في الشارع وخراب بيوت الملايين من المواطنين. وحتي لا أكون قاسياً في حكمي هذا ولا مبالغاً ولا متحيزاً فإنني استشهد هنا ببعض المواقف والتصرفات الصادرة من بعض قادة الجماعة والحزب والتي وصلت إلي حد خطير. * الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وزعيم الأغلبية في مجلس الشوري -قال لا فض فوه- في تصريحات للمحررين البرلمانيين يوم الخميس الماضي ولوكالة أنباء الشرق الأوسط إن مشروع النهضة هو مشروع خاص برئيس الجمهورية د.محمد مرسي وكان ضمن برنامجه لانتخابات الرئاسة. وحزب الحرية والعدالة لديه برنامجه الذي سيطرحه في الانتخابات المقبلة ويمكن أن يأتي متفقاً مع مشروع النهضة!!. وعن المطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني قال إن هذا الأمر يتعلق برئيس الجمهورية وأن الحزب ليس له رأي في هذا الأمر وأنه لا يحكم وهذه ليست حكومة الحزب. رغم أنه يري أن هناك انجازات لا يمكن إنكارها حققتها هذه الحكومة. أهمها علي الإطلاق أن العريان يشتري رغيف العيش أبوشلن في منطقة العمرانية. حيث يسكن بها ويجد أن مستواه تحسن جداً!! الدكتور عصام العريان لم ينس أن ينتقد الرئيس مرسي نفسه. وذلك في رده علي أسئلة للمحررين البرلمانيين حول ادلاء الرئيس بمعلومات وهو في ألمانيا مفادها وجود دول عربية تسعي لإفشال الثورة المصرية فرد العريان بقوله: "من العيب أن يفضي الرئيس بمعلومات خلال اجتماعات مغلقة تحمل صفة السرية فيخرج أحد المشاركين في مثل هذه الاجتماعات ليتحدث بها إلي وسائل الإعلام".. * العريان أرجع كثرة المبادرات التي زاد عددها علي 15 مبادرة حتي الآن إلي شعور مختلف الفصائل بأن الوطن يمر بمرحلة خطيرة.. وأن هناك عنفاً غير مسئول وهناك من يقف وراءه ويدفع بعض الشباب ممن لا يحمل أي انتماء سياسي أو حزبي للتورط في العنف. كما أن طرح المبادرات معناه أن هناك إجماعاً علي أن الحل لابد أن يكون سياسياً. المهم أن العريان يري في النهاية أن الخلافات التي تثيرها بعض القوي السياسية هي تتعلق ب 3 مواد فقط تثير الاحتقان السياسي. وينطلق الموقف منها من مصالح لفئة أو أخري وهي المادة المتعلقة بالإبقاء علي الرئيس المنتخب ليكمل مدته وفقاً للدستور والإبقاء علي مجلس الشوري لمدة عام ليقوم بالدور التشريعي. والثالثة الخاصة بعزل الفلول وهذه المواد علي حسب رأي العريان هي التي تشكل مصدر قلق بالنسبة للمتطلعين للرئاسة ومن يشعرون بأنهم ليست لهم ميزة أو تمثيل في الشوري. ومن يريدون عودة مبارك ورجاله.. مشدداً علي أن العدول عن هذه المواد يعني عدولاً عن الثورة. إذا تركنا العريان وذهبنا إلي عارف أقصد أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين نجده يقول في تصريحات خلال زيارة لأسوان يوم الخميس أيضا: إن طرح مشروع النهضة الآن للحوار المجتمعي الذي أعلنت عنه جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة سيكون مدعاة للتهكم والسخرية في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها مصر الآن. وعن مطالب جبهة الإنقاذ حول وضع جماعة الإخوان المسلمين.. قال عارف إن جماعة الإخوان جماعة قديمة نشأت منذ عشرينيات القرن الماضي.. مؤكداً أن الجماعة حريصة علي تقنين وضعها!! الشارع يغلي والدماء تسيل في الشوارع. والمحلات يتم سرقتها والفنادق يتم تحطيمها ونهبها. والناس أصبحت غير آمنة في منازلها وعند السير في الشوارع.. كل هذا لا يهم.. المهم الإبقاء علي المادة التي تتعلق بالإبقاء علي الرئيس ليكمل مدته. الرئيس كان مرشحاً عن حزب الحرية والعدالة وتقدم بمشروع النهضة وخرج كل قادة الحزب يبشروننا بالمليارات التي ستتدفق والمشروعات التي ستقام.. واليوم يتبرأ العريان من مشروع النهضة. ويقول إنه خاص برئيس الجمهورية. ويخرج "عارف" ليقول إن طرح المشروع للحوار المجتمعي اليوم سيكون مدعاة للتهكم والسخرية.. ويزيد الأخ عارف بأن الجماعة إن شاء الله حريصة علي تقنين وضعها.. متي وما الذي يمنع؟!.. لم يقل لنا الأخ عارف.. المهم بقاء الرئيس والجماعة. العريان انتقد الرئيس.. قال: إن من العيب أن يفضي الرئيس بمعلومات خلال اجتماعات مغلقة تحمل صفة السرية. وأن علاقات الدول لا تبني علي معلومات.. ولو خرج هذا الانتقاد من أحد من جبهة الإنقاذ أو الإعلاميين لقامت الدنيا ولم تجلس لأن معناه ببساطة أن هؤلاء يريدون إسقاط الرئيس. 80% تقريباً من القرارات التي أصدرها الرئيس محمد مرسي تم التراجع عنها ولم يشغل أحد باله بتصحيح الأوضاع أو عدم تكرار الأمر. ولم يشغل أحد باله بأن تلك التصريحات والقرارات أدت إلي ما نحن فيه. ولكن لا شيء يهم.. المهم أن يبقي الرئيس والجماعة حتي ولو لم تكن هناك دولة!! حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.