أعربت القيادات النسائية عن غضبها ورفضها للفتوي التي أصدرها أحد دعاة السلفية ويدعي الشيخ أيمن صيدح.. ودعا فيها الرجال بأن يتزوجوا مرة ثانية حتي يفتح الله لهم أبواب الرزق مبيناً ان الزواج الثاني أحد أسباب التوسعة!! أكدت هذه القيادات ان هذه الفتوي لا علاقة لها بالدين الاسلامي الحنيف حيث لا يوجد أي نص قرآني أو حديث صحيح يؤكد مثل هذه الفتوي. تقول الدكتورة أميرة الشنواني- أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو مجلس ادارة المجلس المصري للشئون الخارجية ومدير عام منتدي مصر الاقتصادي الدولي: ان الله سمح للرجال بالزواج بأربع نساء ولكن سبحانه وتعالي وضع شروطاً لهذا الزواج علي رأسها ان يعدل بين هؤلاء الزوجات ثم ذكر في آية قرآنية قائلاً "ولن تعدلوا" وهو ما يعني ان الزواج بواحدة أفضل الا اذا كانت هناك أسباب تدعو الزوج للزواج بأخري مثل عدم انجاب الزوجة أو مرضها أو غيرها من الأسباب القهرية. تطالب الأزهر الشريف بالتدخل وان يضع حداً لفوضي اصدار مثل هذه الفتاوي التي تسيء للدين الاسلامي الحنيف وتشوه صورته أمام العالم كله وتجعلنا مثار سخرية العالمين. وتتفق معها المحامية عايدة نورالدين- رئيسة مجلس ادارة جمعية المرأة والتنمية مؤكدة: اننا نعيش حالياً عصر الفتاوي الدينية الغربية التي ليس لها أي أساس من الدين وتسيء إلي الاسلام. وتؤكد علي ضرورة معاقبة الذين يصدرون مثل هذه الفتاوي وتم محاسبتهم علي أي أساس أصدروا هذه الفتاوي وذلك من جانب علماء الأزهر كما دعت وسائل الاعلام المختلفة إلي عدم نشر هذه الفتاوي التي يسعي أصحابها إلي الشهرة والأضواء من خلال النشر في الفضائيات خاصة ان نسبة الأمية في مصر وصلت إلي 40% مما يشجع هؤلاء الأميين إلي تصديق مثل هذه الفتاوي والأخذ بها الأمر الذي يؤدي إلي تدمير الأسر بينما يدفع الأطفال الثمن في النهاية!! تري الدكتورة أحلام حنفي- مقررة المجلس القومي للمرأة بالقاهرة: ان هذه الفتوي جاءت نتيجة نزوح أعداد كبيرة من السوريات إلي القاهرة مما دفع بعض الشيوخ إلي تشجيع الشباب علي الزواج بسوريات حتي لو كانوا متزوجين بمصريات!! أكدت علي ضرورة البعد عن هذه القضايا الهامشية والسعي لحل المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد. تتساءل: كيف سيؤدي الزواج الثاني إلي توسيع الرزق؟ وهل السماء تمطر ذهباً أو فضة حتي تصدر مثل هذه الفتاوي الغربية؟! أكدت ان المرأة المصرية في نظر العديد من السلفيين أصبحت سلعة وتجارة.. وهم يريدون العودة بنا إلي عصر الجواري!! وتقول الدكتورة سعدية بهادر- رئيسة جمعية أحياء الطفولة وأستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: ان مثل هذه الزيجات ستتسبب في تدمير وتخريب أكثر للأسر المصرية وكأنه لا يكفينا المشاكل التي تعاني منها الأسرة نتيجة للظروف الاقتصادية الحالية. أشارت إلي ان صاحب هذه الفتوي لا يري ولا يسمع شيئاً عن تدهور قيمة الجنيه المصري وانخفاض الاحتياطي النقدي الأجنبي وانهيار السياحة وتوقف الاستثمار وغيرها من الكوارث التي نعاني منها مؤكدة علي ضرورة معاقبة صاحب هذه الفتوي لوقف سيل الفتاوي التي تسيء للاسلام. تقول فاطمة حجازي- رئيسة جمعية أولادي بالمعادي: ان الاسلام لم يقل أبداً مثل هذا الكلام الذي قال به صاحب الفتوي.. أكدت ان ما نادي به هذا السلفي خطأ كبير مشيرة إلي أنه لو تم العمل بهذه الفتوي فان معني ذلك المزيد من أطفال الشوارع. وتقول نجلاء فهمي- مدير جمعية الترابط الاجتماعي: ان الشاب اليوم لا يستطيع الزواج لمرة واحدة فقط نتيجة زيادة أسعار الوحدات السكنية والأثاث والايجارات وغيرها.. فكيف تدعوه للزواج بأخري حتي يوسع الله رزقه. أكدت ان هذه الفتوي تخلق المزيد من المشاكل الأسرية والأطفال يدفعون الثمن في النهاية فنحن ندعو المجتمع ان يقف بجانب الشباب وان المؤسسات والدولة توفر لهم امكانيات الزواج وفرصة عمل حتي يستطيعوا بناء حياتهم بطريقة سليمة قوامها التفاهم والوئام. والتقينا بعدد من السيدات من أمام محكمة الأسرة بزنانيري: تقول نادية. ع. ح- مهندسة معمارية: حاصلة علي بكالوريوس هندسة دفعة 89 وقامت بترك عملها بأحد الأحياء بالقاهرة وتفرغت لبيتها وزوجها المهندس وسافرت معه ومع أولادها الثلاثة إلي احدي الدول العربية "الامارات" ثم عادوا إلي القاهرة بعد 3 سنوات ووجدت تغييراً في معاملة الزوج لها حيث تعرف علي احدي المهندسات وتزوج منها سراً وأنجب طفلة.. مما دعاها إلي طلب الطلاق. أوضحت ان معظم المشاكل التي تحدث في أي منزل تكون بسبب سيدة أخري متسائلة: كيف ينادي هذا السلفي بمثل هذه الفتوي التي تشعل النيران في البيوت المصرية أكثر وأكثر. وتقول ليلي . ع. أ- ربة منزل: ان حماتها وراء طلاقها من زوجها لأنها قامت بتزويجه بابنة أختها الأرملة!! بالرغم من وجود أولادنا الثلاثة وبمراحل تعليم مختلفة وزوجي يعمل موظفاً بسيطاً باحدي شركات قطاع الأعمال ونحن في حاجة إلي كل مليم.. الا ان كل هذه الظروف الصعبة لم تقف عائقاً أمام جبروت حماتي التي صممت علي اتمام هذه الزيجة. تضيف: اننا أمام مشاكل عميقة لا تحتاج إلي فتوي.. ولكن تحتاج إلي تحكيم العقل والبعد عن الانفلات الأخلاقي والقضاء علي الغيرة القاتلة التي تسود الحموات من زوجات الأبناء!! وتقول رقية. م. ص- ليسانس آداب انها اكتشفت بعد زواجها بعشر سنوات ان زوجها متزوج بسيدة أخري مما دعاها إلي طلب الطلاق.. بعد ان وقفت بجانبه هي وأسرتها من المشاركة في إيجاد المسكن وتأثيث بيت الزوجية ولكن كانت المفاجأة أنه وافق بسهولة علي طلب الطلاق ووافق علي ان يكون ابني في حضانتي أيضاً!!