تجربة رائدة يتبناها مستشفي سرطان الأطفال "57357" الذي يقيم مدرسة داخل جدرانه ولجان امتحان للطلاب المرضي في جميع المراحل الدراسية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم التي تقدم مدرسين ومراقبين للجان الامتحان في جميع المواد وكافة سنوات التعليم بينما يقدم المستشفي الرعاية الطبية والخدمة العلاجية المستمرة تحت اشراف أطباء متخصصين ذوي كفاءة عالية. التجربة فريدة من نوعها في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط. وتستهدف دفع الروح المعنوية للطلاب المرضي وتعويضهم نفسيا لتسريع وتيرة الشفاء لديهم وعدم تعطليهم عن التحصيل الدراسي الذي يتوقف بانقطاع هؤلاء الطلاب عن الذهاب لمدارسهم التي كانوا يرتادونها للتعلم قبل الاصابة بالمرضي. "المساء" التقت القائمين علي هذه التجربة المتميزة وبعض المدرسين والطلاب لتسليط الضوء علي تلك العملية الجديرة بالاشادة والاقتداء. لينال المريض حقه في الرعاية الصحية وحقه في التعلم والمعاملة الانسانية في الوقت ذاته. تقول د. نرمين عبدالسلام "مشرفة علي المراحل التعليمية من قبل المستشفي" ان جميع الابحاث العلمية تؤكد ان مناعة الطفل المريض بالسرطان تزيد مع تعليمه واشراكه في الأنشطة المختلفة حيث ينمي ذلك مهاراته ويعطيه دافعا وأملاً وحافزا لاستذكار دروسه. ويحسن من نفسيته ويساعده في سرعة التماثل للشفاء. تضيف د. نرمين: ان مستشفي 57357 الاول في شمال افريقيا والشرق الاوسط الذي يطبق فكرة وجود مدرسة للأطفال المرضي داخل جدرانه واثناء تلقيهم العلاج به لطول فترة وجودهم بالمستشفي الذي يوفر لهم جميع الامكانات المطلوبة للعملية الدراسية ويوفر لهم مدرسين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وقد وصل بعض الطلبة المرضي الذي تماثلوا للشفاء لمراحل التعليم الجامعي. أكدت ان الرعاية الصحية لا تنقطع لحظة واحدة أثناء أدائهم الامتحانات فهم دائما تحت الملاحظة الطبية المستمرة داخل لجان الامتحان للتدخل طبيا اذا لزم الأمر حيث يتوفر أطباء بالقرب من اللجنة كما يسمح لبعض الحالات غير القادرين علي المشي والذين تستدعي حالاتهم الصحية بالدخول للجنة علي أسرة طبية ويكون هناك دائما تنسيق مع وزارة التربية والتعليم. أوضحت د. نرمين أن المدرسين يتعاملون مع الطلبة المرضي أثناء دراستهم بشكل مبسط ومبتكر لتسهيل استيعابهم للمعلومة فاللغات الاجنبية مثلا تدرس من خلال افلام الكارتون والتمثيل وهذا يؤدي لسرعة التحصيل الدراسي من قبل التلاميذ المرضي. يؤكد عبدالله عبدالقادر "رئيس لجنة للمراقبة داخل المستشفي بإدارة السيدة زينب" أن المواد الدراسية المقررة وامتحاناتها هي نفسها المقررة علي طلبة المدارس العادية. والفارق الوحيد يكمن في أسلوب التعامل مع هؤلاء الطلاب المرضي حيث تراعي لجنة الامتحان داخل المستشفي ظروفهم الصحية والنفسية. أضاف عبدالقادر: أن جميع أعضاء لجنة المراقبة يشعرون بسعادة بالغة لوجودهم وسط هؤلاء المرضي. ويبذلون أقصي جهدهم لتوفير الهدوء وادخال الطمأنينة الي نفوسهم. ويعاملونهم بحب ومودة لانهم مثل أولادهم تماما. وانهم يتمنون لهم الشفاء العاجل. يوضح أحمد سمير "مراقب" ان هؤلاء الطلبة يستحقون كل تقدير لانهم رغم مرضهم فإنهم يبذلون جهودا كبيرة لتحصيل دروسهم والتقدم للامتحان وان المراقبين باللجنة يلبون جميع مطالبهم حتي يتمكنوا من أداء الامتحان بسهولة ويسر. يقول الطالب بيتر هاني رزق الله "بالصف الثالث الإعدادي" أتلقي العلاج منذ فترة في هذا المكان وإدارة المستشفي تمنحنا الفرصة للمذاكرة وأداء الامتحان وتوفر لنا جميع الاحتياجات وتلبي جميع المطالب وقد التحقت بالمدرسة داخل المستشفي وكم كانت سعادتي كبيرة باستكمال دراستي بالمستشفي فقد كنت حزينا لتركي مدرستي بسبب دخولي للمستشفي لتلقي العلاج. أضاف رزق الله: لقد استعددت تماما لأداء الامتحان وأجبت اليوم عن الاسئلة بشكل جيد رغم وجود صعوبة في بعض الاسئلة الخاصة بمادة "الدراسات" وأتمني ان ينعم عليَّ بنعمة الشفاء لأحقق امنتيي في أن أكون طيارا مقاتلا.