كم الأخبار والمعلومات سواء الصادق منها أو الكاذب تجعلك تلهث وتصيبك بالحيرة في أولوية التعليق عليها والتحليل لها لتستنتج ما وراءها من أهداف ينبغي القليل منها الوصول بنا لبر الأمان.. والكثير منها للأسف يدفعنا دفعا لحافة الهاوية لتصل بنا إلي حد تخريب اقتصاد بلدنا وتناحر أبنائه بفضل شائعات كاذبة! سأكتفي لضيق المساحة بذكر مثال من تلك التي تؤدي للتخريب وبث الذعر في نفوس المواطنين وهو حوار حول "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي طلعت علينا به جريدة الوطن مع منشئ هذه الهيئة والذي لقبته أو لقب نفسه بالشيخ وقد سردت محاورته عنه أنه كان يعمل "ترزي" بأمريكا أي أنه يجيد فن تفصيل الثوب وأحيانا ترقيعه! وبالتالي لا يعصي عليه حياكة العبارات المستفزة لشعب مصر والذي للأسف لم ألمح أثراً لهذا الاستفزاز في نفس محاورته في مجمل تعليقها علي حوارها هذا مع برنامج "مانشيت" مما جعلني أشعر برغبتها في تحقيق الشهرة علي طريقة "النملة التي دهست فيلا" وذلك بعدم مراعاتها لقواعد المهنة بنشر رد السادة والهيئات علي ما صرح به هذا الشيخ المنشئ لتلك الهيئة في نفس العدد حيث ورد ذكرهم في تصرحاته المستفزة وذلك عملا بمبدأ حق الرد. ادعي هذا الرجل بأنه خاطب الداخلية رسميا لتكون هيئته هي الذراع المساعدة للداخلية في فرض الأمن ونشر الشريعة كما ادعي أن هيئته تلك تضم بين أفرادها مسئولين بحملة حازمون منهم جمال صابر.. ولم نجد ردا بالجريدة لهؤلاء علي ادعاء هذا الرجل في حواره المستفز بل والمشبوه!! الذي لن أتطرق لما فيه من إثارة للفتن بين المصريين وشق لوحدتهم الوطنية بل فقط أشير لأخطر ما فيه من تطفيش للسائحين ومنعهم من القدوم لمصر.. يقول هذا الرجل: "إن الهيئة ستمنع السائح المدخن من الدخول لمصر.." ثم بعد ذلك تفسر لنا المحاورة أن المقصود بمنعهم سيكون من خلال قانون يحظر علي السائحين التدخين وغيرها من المحظورات ولم تقل لنا الأستاذة المحاورة وجهة نظر محاورها حول من الذي سيصدر مثل هذا القانون. هل هو مجلس النواب الذي سينتخبه شعب مصر أم سيهبط علينا من السماء!!.. وكأن شعب مصر مغيب يسير في الطرقات يهذي ولم يعد أمامه سوي قراءة بضع صفحات أو سطور بجريدة هنا أو هناك ليتخذ مما تنشره علي لسان شيوخ مزعومين طريقا لا ليهديه للطريق المستقيم ولكن ليهوي به للهاوية حيث الاقتتال الطائفي والخراب الاقتصادي الذي بدأ بتطفيش السائحين بنشر كلمات تأثيرها يفوق السم في تسميم الأجواء السلمية التي ننشدها لاستقدام السائحين ثم بعد ذلك لن يجدي نفعا النفي أو التكذيب لمثل هذه الحوارات المشبوهة في إزالة أثر هذا السم الذي انتشر في نفوس المصريين وأصابهم بالاشمئزاز والذعر فما بالك بنفوس غير المصريين بالخارج.. والسؤال هنا: متي نضمن ممارسة لحرية الرأي والتعبير بشعارات وأهداف يستوي ظاهرها بباطنها دون مواربة.. ومتي وكيف نضمن حساباً رادعاً لكل من تسول له نفسه بالخروج من إعلاء قيمة المصلحة العليا للوطن من أجل حفنة من الدولارات!!