أصبحت لغتنا العربية الآن قاب قوسين أو أدني من الانهيار والضياع وتخطو أولي الخطوات نحو الانزواء والاندثار.. قد ينبري أحدهم قائلا: لن يحدث هذا فهي لغة أهل الجنة وهي لغة القرآن!! أقول له كلامك مردود عليه ففي الجنة تحيا اللغة كما سنحيا بخلق جديد علي حسب تخيلي وبالنسبة للقرآن.. قيل ان من علامات الساعة ان يرفع القرآن فلا يبقي منه إلا ماحفظته الصدور. وبما ان لغة القرآن باتت محاربة من ناطقيها علي مستوي العالم العربي كله فقد انتصرت اللهجات العامية علي الفصحي مما جعلها مهجورة تنسي في الجهات التي حافظت عليها لقرون طويلة منها التعليم الذي انهار. ومنها الإعلام الذي أصبحت اللهجات العامية هي دستوره المنظم لفكر القنوات. ومنها المسرح والسينما اللذان أصبح الابتذال اللغوي هو القاعدة فيهما ثم الأغاني وأخيراً "الشات علي النت" الذي لم يعد يستخدم الشباب عليه حروف اللغة العربية وإنما حروف الانجليزية مع منطوق عربي. كل هذه المحظورات خلقت حالة من الفوضي والضياع للغة من أثري لغات الكون وهذا ليس كلامي وإنما رأي علماء علم اللغة ومن تخصص في هذه اللغة حتي لهجتنا العامية كانت تتلامس مع الفصحي حتي ان شوقي أمير الشعراء قال ذات يوم لا أخشي علي الفصحي إلا من عامية بيرم التونسي. إشارة لفصاحة تلك العامية الراقية.. وكان استاذنا د. شوقي ضيف رحمة الله عليه ودكتور كمال بشر هرمين في المجمع اللغوي يسوقان أدلة من أغنية "شمس الأصيل" بصوت سيدة الشرق أم كلثوم. ضرورات أصبحت ملحة يجب ان نحرص عليها لو رغبنا في حماية تلك اللغة.. أولا إعادة الإعلام للفصحي ومعاقبة كل من لا يتحدث فيها من الإعلاميين كما كان يحدث قبل عشرين عاما أو يزيد من الآن. وتوعية الشباب لخطورة هدم اللغة بما يعتبرونه نوعا من التعالي علي لغتنا وكأن الحروف الاجنبية جعلتهم يعلون طبقة اجتماعية وأنها من "لزوم" الشياكة.. هذه كارثة خلقتها طبقة وقلدتها طبقة أخري علينا التصدي لها بالتوعية وتشكيل لجنة قومية من الأزهر وكليات اللغة العربية والأدباء للاشراف علي مناهج العربية في وزارة التربية والتعليم.. ومنع ومن يسعي بعد ذلك للفساد فهو خائن لهويته إذا جاز لنا تخوينه.. فهدم اللغة هدم للهوية وللحديث بقية.