* يسأل أحمد عيد علي فني ديكور موبيليا: ما هو القصد من وراء النهي عن الرفث والفسق والجدال في فريضة الحج.. ولماذا نهي الله سبحانه وتعالي عن هذه الأفعال بالذات خلال موسم الحج.. وما هي الحكمة من وراء ذلك؟! ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: يقول الله تعالي "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج "197" سورة البقرة.. فالرفث هو ممارسة ذاتية تتم في إطار رجل واحد وامرأة واحدة أبقا معا عن أمر الله. والفسوق هو ممارسة جماعية تتم في إطار العلائق المدمرة بين الأفراد والهيمنة الاجتماعية التي ينتمي إليها والجدل هو ممارسة تبريرية أو تضليلية تتوفر علي محاولة تفويت ما تم من رفث أو فسوق والتمهيد لمزيد من الفسوق والرفث ليس من جانب العقيدة ولكن من خلال الجدال ولعل مطلع الجملة القرآنية يشير إشارة حاسمة إلي أن قضية التزام المحرم بأخلاق الاحرام قضية طوعية في أساسها "فمن فرض فيهن الحج" أي علي نفسه أي حرم به فصيره بهذا الفعل الطوعي فرضا حتي ولو كان نفلا ولكنها متي تم ذلك توجب علي المحرم التزاما صارما بأخلاقيات الاحرام. * يسأل عادل سلامة عيد مقيم بمدينة بلطيم بكفر الشيخ: ما حكم تعاطي مشروعات شعير خالية من الكحول؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر الشريف: ينبغي أن يعلم أن الخمور التي حرمتها وجرمتها الشريعة الاسلامية جاءت بها أخبار وآثار صحيحة منها: قول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : نزل تحريم الخمر وهي خمسة أشياء: من العنب و التمر والعسل والحنطة القمح والشعير. و الخمر ما خامر العقل متفق عليه. وقوله صلي الله عليه وسلم : "إن من الحنطة خمرا. ومن الزبيب خمرا. ومن التمر خمرا. ومن العسل خمرا. ومن الشعير خمرا. وأنا أنهي عن كل مسكر" سنن أبي داود. "كل مسكر خمر. وكل مسكر حرام" أخرجه الشيخان وغيرهما. "ما أسكر كثيره فقليله حرام" رواه أحمد. "نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن مسكر ومفتر. سنن أبي داود والمفتر: كل ما يسبب الخمول والفتور في الجسم. ومعلوم أن الله عز وجل حرم الخمور بكافة صورها وأشكالها وأنواعها في سائر الأزمان والمواطن قليلها وكثيرها. قال الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدقكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون. وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا انما علي رسولنا البلاغ المبين" سورة المائدة. إذا علم هذا: فإن عصائر الشعير إذا ثبت من مراكز التحليلات الصحية المعتمدة بخلوها من المواد المسكرة أيا كانت سماها وأوصافها فإنها لا تدخل في تصنيف الخمور المحرمة. وتبقي علي الأصل من الاباحة لعموم حل الطيبات. أما إذا أثبتت معامل التحليل اشتمالها علي أية نسب من الموا دالمسكرة فتكون خمرا يحرم تعاطيها تناولا وصناعة وإتجارا. ولا بأس الاعتماد علي الارشادات والبيانات المدونة علي أواني عصائر الشعير من كونها لا تشتمل علي مسكرات ومنها "الكحول" لأن معامل التحاليل ومنافذ التوزيع والافراج الجمركي في البلاد الاسلامية مأمونة موثوق بها بفضل الله تعالي وهم أهل ذكر في تخصصاتهم ونهيب عدم إحداث بلبلة أو القول بغير علم.