عشرات الآلاف من أبناء الاسكندرية تحدوا "نوه قاسم" العاصفة الباردة في مسيرة حاشدة هزت أرجاء الثغر. سادها مشاهد متباينة وغريبة . فلأول مرة تشهد مظاهرات الاسكندرية مسيرة للمحجبات والمنقبات بعد أن اعتاد الجميع علي ظهورهن فقط في مسيرات حزب الحرية والعدالة. ولأول مرة أيضا يحمل المتظاهرون "أكفان" في المسيرة الحاشدة بعد ان تردد عن مهاجمة الأمن للتظاهر علي غير الحقيقة. مسيرات الاسكندرية لثلاثاء "الانذار الأخير" كانت ذات طبيعة خاصة لم يتوقعها البعض.. فعندما فوجيء أهالي الاسكندرية بالانواء العاصفة اعتقد البعض أن المظاهرات لن تخرج.. ولكن المفاجأة كانت بخروج مظاهرات من أماكن غير متوقعة بحكم العادة . كما انطلقت مسيرة الالتراس مع القوي الثورية من مزلقان فكتوريا لينضموا إلي مسيرة أخري بمنطقة "جليم" وثالثة بمنطقة كفر عبده تضم كلاً من حزب الدستور وحزب التحالف الشعبي والتجمع وحركة لازم والتيار الشعبي وكلنا مستقلين والدستور دستورنا واللجان الشعبية والدفاع عن الثورة والاشتراكيين الثوريين. وكانت من أجمل الصور وقوف المتظاهرين لاداء صلاة العصر والمغرب بشارع أبو قير بوسط المدينة وبمنطقة "لوران". هتاف موحد اتفق عليه الجميع وهو "أنا مش كافر.. أنا مش ملحد.. يسقط يسقط حكم المرشد". قام بعض الشباب من المشاركين بحمل مسودة الدستور في كتيبات كان يتم توزيعها مجاناً بالاسكندرية وعليها علامة "إكس" باللون الأسود . ولعل الاغرب هو قيام أصحاب السيارات "التوناية" أو الربع نقل الصغيرة أو الملاكي بتزويد سياراتهم بميكروفونات ومنضمين للمسيرات للهتاف بين المتظاهرين لاثارة حماسهم.. وعادت من جديد دعوات "يا أهالينا انضموا لينا" لتشجيع الجميع علي التظاهر. ظهرت أيضا للمرة الأولي مسيرة للعاملين بالسياحة بالاسكندرية حاملين لافتات تعبر عنهم وترفض الدستور. أغلق شارع أبو قير بشرق ووسط الاسكندرية واصيبت الحركة المرورية في "مليونية" لم تكن موقعة. كالعادة زاد "الالتراس" من حماس المشاركين لهتافاتهم ورقصاتهم واغانيهم المشهورة وانتشرت اقنعة فانيتا المعروفة علي وجوه الشباب بميدان سيدي جابر. اقامة منصة بعرض شارع سيدي جابر توالت القوي السياسية بالخطابة عليها لرفض الدستور. الكباري العلوية أيضا احتشدت بالمتظاهرين بعد ان ضاقت بهم الشوارع. تم رفع لافتات بطول المظاهرات تحمل شعار "ممنوع دخول الاخوان أو السلفيين".. وأخري "كارت أصفر انذار.. وبعدين كارت أحمر". صور الشهداء تم رفعها علي أعلام التظاهر بطول المسيرة. من ناحية أخري قام العشرات من الصحفيين بالتظاهر أمام مكتبة الاسكندرية وانضمت اليهم الفنانة "حنان شوقي" وأكد الصحفيون علي اصدارهم لقائمة سوداء لكل من رفض وهاجم مطالب الصحفيين في الدستور . انضمت أيضا مسيرة حاشدة عصراً من أمام مركز الابداع بشارع فؤاد ضمت كتاب ومثقفي وفناني الاسكندرية حاملين اللافتات الرافضة لتقييد حرية الفكر والابداع . اصدرت الجبهة الشعبية لمناهضة اخونة مصر بيانا أكدت فيه علي ان ارادة الشعب لا تصنع والمواطن المصري يظهر معدنه الحقيقي في أي وقت ودون مقابل وأن الحشود الزائفة امام الدستورية أو جامعة القاهرة لن ترهب المصريين. شهد ميدان محطة مصر تكدس سيارات الميكروباص القادمة من العامرية والدخيلة وبرج العرب للمشارك في المظاهرة كتفاعل ايجابي لأهالي غرب الاسكندرية. تم تمزيق لافتات حزب الحرية والعدالة الموضوعة علي الجدران والحوائط . شهدت جامعة الاسكندرية مظاهرة من المئات من الطلبة بالمجمع النظري ضد طلاب جماعة الاخوان المسلمين بعد ان تم الاعتداء عليهم لقيامهم بتنظيم يوم الحداد علي الدستور وهو ما اصاب الطالبة "مريم عامر" من كلية الاداب بالاغماء والطالب "محمد رمضان" وتم نقله لمستشفي الطلبة كما تم تكسير مكاتب الاستعلامات الخاصة بالطلاب.