أن تعمل سيدة مسنة في إدارة مسكنها للأعمال المنافية للآداب فهذا شيء معتاد.. ولكن أن تعمل أسرتها من زوج وابن وابنة في مساعدة "الأم" في مهنتها فهذا غريب.. ونحن نقدم لك حكاية هذه الأسرة التي ضلت الطريق.. والتي احتاجت إلي شهرين وفريق كامل من مباحث الآداب برئاسة العميد شكري عوف رئيس مباحث الآداب ومعه كل من العقيد محمد مكاوي والمقدم أحمد حامد لمراقبة شقة الأسرة وذلك لوجود أسرة بأكملها تعيش بالشقة محل المراقبة. البداية كانت بمعلومات وردت إلي اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية حول قيام "سعاد" البالغة من العمر "57 سنة" وشهرتها "سوسو" في إدارة شقتها لأعمال الرذيلة وتحقيقها أرباحا كبيرة من العمل في هذا المجال فأعطي مدير المباحث توجيهاته لفريق العمل لمراقبة "سوسو" لكشف حقيقة المعلومات.. فتبين في البداية أنها هاربة من حكم بالحبس الغيابي بالسجن ثلاثة أشهر في قضية تبديد منذ عام .2003 كما تبين من المراقبة التي دامت أسابيع عن عدة مفاجآت لعل من أغربها أن زوجها الموظف بالمعاش يعلم بعمل زوجته في إدارة شقتهما المكونة من حجرتين لاستقبال الزبائن وأنه فور حضور الزبائن يترك لهم الشقة ويجلس علي المقهي لحين انتهاء جلسة الفرفشة الحميمية بعدها تقوم زوجته بالاتصال به ليعود إلي الشقة وكذلك الحال بالنسبة لنجلها الذي يترك حجرته للزبائن ليمارسوا المتعة الحرام السهر والغناء والرقص ويعود بعد انتهاء المهمة. أما ابنتها المتهمة فقد كانت تساعد والدتها في نظافة المكان وإعداد الطعام للزبائن وتجهيز مستلزمات السهرة حسب طلبات الزبائن وما يدفعونه ثمنا لسهرتهم واحتياجاتهم من منشطات أو مشروبات.. وأيضا تجهيز الموسيقي التي يحب الزبائن الاستماع إليها أثناء استمتاعهم في أحضان بائعات الهوي.. أو حتي لا يسمع أحد أصواتهم. أيضا تبين من تحريات العميد شكري عوف وفريق بحثه أن "سوسو" تقوم بابتكار السبل العديدة لاستقطاب الزبائن إما عن طريق الكافتيريات أو الأسواق أو حتي الكوافير مدعية أنها علي استعداد لاستقبالهم بالشقة لو خافوا من أن يراهم أحد وذلك مقابل "200 جنيه فقط".. بينما كان زوجها يعمل في اصطياد الرجال بدعوتهم لقضاء أوقات المتعة مع صديقاتهم بمنزله دون حسيب أو رقيب.. أو حتي مراقبة لهما وهو ما كان يشجع العديد من الرجال علي التردد علي شقة "سوسو". الطريف أيضا قيام العجوز "سوسو" بتوفير الطعام من الذي تعده ابنتها للزبائن حسب الطلب خاصة الأكلات المنزلية من "محاشي" و"صواني" البطاطس والرقاق وغيرها ولكل طعام سعره حسب الطلب.. وأحيانا أخري يحضر الزبائن طعامهم معهم لتجلس معهم لتناول الطعام حتي تكون العلاقة أسرية ويشعر الجميع أنهم في منازلهم.. وكانت تحرص علي توفير الشامبو والصابون والفوط النظيفة للرجال ليشعروا بالجو العائلي. كانت المفاجأة الغريبة التي كشفت عنها التحريات أن أحد زبائن "سوسو" موظف بمحكمة الإسكندرية وأنه يقوم بإحضار أصدقائه وصديقاته "لسوسو" مقابل توفير المكان والخمور والعوازل الطبية وغيرها لزوم العلاقات الحميمية.. وتبين أن "الموظف" المتهم يرتبط بعلاقة عاطفية "بسيدة متزوجة" مسجلة في قضية "تحريض علي الفسق" وأنه أيضا يقوم بتخليص مصالح شخصية لها بحكم عمله لتتقاضي عنه أموالاً من صاحب المصلحة وكأنها شبكة عنقودية للعلاقات والمصالح. بعد توافر كافة المعلومات والانتهاء من جمع التحريات تم إعداد قوة من مباحث الآداب ومداهمة شقة "العجوز" بالطابق الأول علوي بالمنتزه.. وتم ضبط موظف بمحكمة الإسكندرية ومعه "صباح" "31 سنة - ربة منزل" و"مهندس" من البحيرة وصديقته "رانيا" "21 سنة - طالبة بالبحيرة" و"سائق" من كوم حمادة ومعه "مي" "29 سنة - طالبة من البحيرة". بينما جلست "سوسو" تتناول وجبة "كباب وكفتة" بمفردها في الصالة.. كما عثر علي مبلغ "4300 جنيه" حصيلة اليوم.. وثلاث زجاجات بيرة وعوازل طبية.. واعترفت "العجوز" في محضر الشرطة بتأجير شقتها للدعارة مقابل "200 جنيه" في الساعة لكل زبون وأن المتهمين قد قاموا بدفع مبلغ "600 جنيه" مقابل قضاء بضعة ساعات بشقتها. تم عرض المحضر والمتهمين والمضبوطات المحرزة علي النيابة التي تولت التحقيق.